قامشلو/ دعاء يوسف ـ تعهدت منسقية تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور “إنكيزاك المحمد” وهيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة، بالسير على طريق الشهيدات، وطالبن المجتمع الدولي وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري لوضع حد لجرائم تركيا المتكررة، ومحاسبتها على اعتداءاتها السافرة التي تنتهك القوانين والمواثيق الدولية.
في خضم نضال المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا من أجل الوصول إلى كامل الحقوق، والحريات، والعيش بحياة حرة كريمة في مجتمع خالٍ من العنف، تواجه أبشع الجرائم التي تُرتكب بحقها، من قتل وتهميش.
فلا يخفى على أحد أن الاحتلال التركي يستهدف الثورة بشخص المرأة، فيحاول البطش بنساء إقليم شمال وشرق سوريا، كونها الكابوس المرافق لأحلام أردوغان، والاستهدافات والجرائم التي يرتكبها بحقها محاولات يائسة لتدمير ثورة خلفت خلفها أعواماً من الإنجازات.
النساء هدف للعدوان
تجمع نساء زنوبيا جدد العهد لبناء سوريا ديمقراطية بعد خلع الأسد يوم الثامن من كانون الأول الجاري، وأكد التزامه بالعمل من أجل بناء سوريا جديدة تُلبّي تطلعات الشعب السوري، وتُحافظ على حقوقه، وتُعزز قوّته ووحدته: “سنعمل جاهدين من أجل المشاركة الفعّالة في كتابة دستور سوري جديد يعكس طموحاتنا ويُضمن حقوقنا وحقوق جميع أبناء وطننا”.
أعلن تجمع نساء زنوبيا عبر بيان في العاشر من كانون الأول عن استشهاد ثلاث ناشطات من عضواته في الهجوم الأخير للاحتلال التركي ومرتزقته على منبج في إقليم شمال وشرق سوريا، وهنّ “قمر السود، وعائشة عبد القادر، وإيمان”: “إن استشهاد رفيقاتنا، ليس نهايةً لمسيرتهن النضالية، بل هو بدايةٌ جديدةٌ لتجديد العهد والولاء لقضيتنا العادلة، ولنيل الحرية والاستقلال. فدماؤهن الطاهرة ستروي أرضنا، وستكون وقوداً لنضالنا المتواصل حتى تحقيق النصر، وتحرير أرضنا من دنس المحتل”.
وتطرق البيان: “إن بطولاتهن ستخلد في سجلات التاريخ، وستُسجّل في صفحاته بأحرفٍ من نور، فقد سطرن بأرواحهن قصةً من العزة والكرامة، ستظلّ تلهم الأجيال القادمة، وتُشعل في قلوبهم جذوةَ النضال من أجل الحرية والكرامة”.
ولم تكن هذه الجريمة الأولى لمرتزقة الاحتلال التركي، فمنذ أن صعد من وتيرت هجماته في الـ 27 من الشهر الفائت على ريف مقاطعة عفرين والشهباء؛ ارتكب العديد من المجازر بحق النساء، وفي التاسع من كانون الأول الجاري بدأت تركيا بتكثيف غاراتها وهجماتها على سوريا، تزامناُ مع محاولات مرتزقتها السيطرة على منبج، مستغلة حالة الفوضى التي تعيشها سوريا ساعيةً لترسيخ سياساتها التوسعية وتهديد الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار، وقد ارتكبت العديد من الجرائم التي أضيفت إلى سلسلة جرائمها السابقة.
ففي قرية المستريحة غرب مدينة عين عيسى، نفذت هجوما مدفعياً وحشياً أدى إلى وقوع مجزرة مروعة راح ضحيتها 12 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة العديد من الأهالي بجروح متفاوتة.
رفيقة دربهن تتعهد باستمرار النضال
فيما أشارت لصحيفتنا “روناهي” منسقية تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور “إنكيزاك المحمد” أن الشهيدات الثلاث قدمن مثالاً حياَ على التضحية والفداء، فواجهن الموت بكل شجاعةٍ وعزيمةٍ، مدافعاتٍ عن كرامة الشعب وحريته.
وتطرقت إنكيزاك إلى سبب استهداف الاحتلال التركي ومرتزقته المرأة بشكل خاص: “أن الثورة هي ثورة المرأة، وقد أثبتت قيادتها ودورها الفعال في ردع العدوان فكانت في الصفوف الأولى بالدفاع عن الوطن ومكتسبات ثورة روج آفا، ودافعت عن حقوق النساء ومازالت مستمرة في عملها وتساند في إعادة توعية الشعوب على مفهوم الأمه الديمقراطية”.
وأوضحت أن نضال المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا لا يزال مستمراً، وذلك بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي دعا إلى حرية المرأة ومساواتها في مجالات الحياة، مما جعل المرأة صاحبة قرار ومسؤولية: “الاحتلال التركي ومرتزقته لا يقبلان نجاح ثورة المرأة”.
وتعهدت باستكمال طريق الشهيدات الثلاث بقولها: “إننا في تجمّع نساء زنوبيا، نؤكد استمرار نضالنا في مواجهة العدوان التركي، وسنواصل مسيرةَ جهادنا حتى طرد المحتل، وتحرير كامل أراضينا المحتلة. فالموت في سبيل الوطن شرفٌ عظيم والشهداء لا يموتون، بل يخلدون في ذاكرة الأجيال”.
واختتمت منسقية تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور “إنكيزاك المحمد” حديثها: “إن الاحتلال التركي يتباكى على الشعب الفلسطيني في غزة ويطالب المجتمع الدولي وحقوق الإنسان بالتدخل من أجل وقف الهجوم، ولكنه يقوم بقتل المدنيين في إقليم شمال وشرق سوريا بحجج واهية لا تعبر إلا عن مطامعه العثمانية واعتبار مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية خطراً على أمنه القومي، والتغطية على دعمه المجموعات الإرهابية المتطرفة”.
تجديد العهد مع الشهيدات