محمد القادري
من أعظم ما نهى عنه الإسلام، الفتنة، وشبهها الله سبحانه وتعالى بالنار، فقال: “لَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ “، للفتنة أثر كبير في تفكيك المجتمعات وتأجيج الصراعات؛ ما يؤدي إلى سفك الدماء والقتل والتشريد، لذلك قال الله سبحانه وتعالى: “والفتنة أشد من القتل”، وما يجري على ساحة سوريا هذه الأيام دليل وشاهد على أن الفتن، هي المنبع الأساسي لعدم استقرار الحياه الآمنة في المجتمعات على مستوى القرى والمدن والبلدات الكبيرة والصغيرة، حيث يتم في الفتنة خلط الأوراق واتهام الجهات بعضها ببعض بخيانة الوطن وبيعه والمتاجرة به، وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من هذه الفتن فقال: إذا رأيتَ النَّاسَ مرِجَت عُهودُهم وخانَت أمانتُهم وَكانوا هَكذا وشبَّكَ بينَ أصابعِه فقمتُ إليهِ، فقلتُ لهُ: كيفَ أصنعُ عندَ ذلِك يا رسولَ اللَّهِ جعلَني اللَّهُ فداكَ، قال: الزَم بيتَكَ واملِك عليكَ لسانَكَ وخذ ما تعرفُ ودع ما تُنكرُ عليكَ بأمرِ خاصَّةِ نفسِك ودع عنكَ أمرَ العامَّة، نفهم من هذا الحديث الشريف أن كثرة الخوض في المناقشات والحوارات والجدالات السياسية من غير رؤية واضحه يدخل في باب الفتن، وأيضاً حمل السلاح والاصطفاف مع جهة غير واضحة النوايا أيضاً هي من الفتن المؤدية الى الهلاك والإهلاك، ونقل الفتن والأخبار الكاذبة يعتبر من الفسق كما قال الله سبحانه وتعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”، وأشكال الفتن وأنواعها كثيرة، قد تكون بكلمة أو عمل أو موقف، لذلك في هذه الأوضاع يجب التزام موقفنا الإيجابي مع الإدارة الذاتية المنبثقة عن إرادة شعبنا، والتي أبعدت كل وسائل الفتن عن جغرافية إقليم شمال وشرق سوريا، وهي الضمان لمواطنيها في عيش آمن وحر.
وهي تحاول الابتعاد بكل قواها عن مواقف الفتن والتفريق والتشتيت، وأعلنت منذ بدايتها إنها إدارة غير مقسمة لأراضي سوريا، ولا تريد إشعال الفتن كما فعلت غيرها من القوى السياسية والعسكرية والمجموعات المرتزقة. لذلك؛ نقول: “يجب على شعبنا الحبيب أن يكون يقظاً ولا يميل إلى أي جهة أخرى”.