الشهباء/ فريدة عمر – شددت مهجرات عفرين في مدينة تل رفعت، على أهمية الحماية الذاتية والتسلح بمبدأ حرب الشعب الثورية، لمجابهة المخاطر والتهديدات على المنطقة، تزامناً مع هجمات مرتزقة “هيئة تحرير الشام”.
وبتاريخ 27 تشرين الثاني المنصرم، هاجمت “مرتزقة هيئة تحرير الشام” أو جبهة النصرة سابقاً، الريف الغربي من مدينة حلب، تحت ما يسمى معركة “ردع العدوان”، ومع استمرار اليوم الرابع على التوالي، للهجمات، استطاعت مرتزقة هيئة تحرير الشام السيطرة على كامل المدينة، مع اقترابها من أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، وسط انسحاب تام لجيش حكومة دمشق، والذي قرأه العديد من المحللين السياسيين والمتابعين لمستجدات المنطقة، بالانسحاب دون أي رد.
وفي خضم هذه الأحداث الجارية، يواصل الاحتلال التركي، هجماته على عموم مقاطعة عفرين والشهباء، ولمجابهة كل هذه المخاطر والتهديدات، يؤكد مهجرو عفرين على ضرورة المقاومة والوقوف إلى جانب الإدارة وقواتها.
سياسة لا تنفصل عن سياسة تقسيم المنطقة
وحول ما تشهده المنطقة، منذ أربعة أيام على التوالي، من الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام، تقول المهجرة من عفرين، “مريم عمر”، لصحيفتنا “روناهي”، إنها سياسة لا تنفصل عن سياسة تقسيم المنطقة: “تشهد عموم المنطقة، وبالأخص مدينة حلب، هجمات من هيئة تحرير الشام، وقد سيطرت على أغلبية المنطقة، إن هذه الهجمات لم تكن هجمات مفاجأة، إنما تخطيط، واستمرار في مخطط تقسيم المنطقة، ولها مصالح للعديد من الأطراف من بينها تركيا، ومن الواضح أن هذا الهجوم مدبر من تركيا”.
وتابعت: “بالتزامن مع هجوم هيئة تحرير الشام على مدينة حلب، تستمر هجمات الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له على مناطقنا، وتستهدف القرى والمناطق الآهلة بالمدنيين أيضاً، ونحن في مدينة تل رفعت وناحية شيراوا وقرى مقاطعة الشهباء، نتعرض بشكل مستمر لقصف الاحتلال التركي”.
“حكومة دمشق لم تدافع لكن انسحبت”
وأشارت مريم، إلى عدم دفاع حكومة دمشق وعناصرها عن المناطق: “إن ما نراه ونسمعه، منذ بدء الهجمات على مناطق حلب، يؤكد أن حكومة دمشق لم تدافع عن تلك الأحياء والمناطق، فبغضون أيام وصلت مرتزقة هيئة تحرير الشام إلى وسط المدينة، جيش حكومة دمشق انسحب بدون أي مقاومة في الأرض”.
وفي ختام حديثها، أوضحت مريم عمر: “حقيقة نقول كفى إراقة دماء الشعب السوري، فمنذ بدء الأزمة السورية ولحد هذه اللحظة، حكومة دمشق لم تكن صاحبة موقف، بل انجرت وراء مصالح شخصية إضافةً إلى وضع زمام الأمور في كف قوى خارجية، بدل من أن تنصت إلى مطالب ومصالح الشعب السوري، نتمنى أن تمر هذه المرحلة بسلام، ونؤكد نحن في منطقة الشهباء، على التمسك بخيار المقاومة والوقوف بجانب الإدارة وقواتنا”.
ادعاءات إخلاء المنطقة تخدم سياسة الحرب الخاصة
وفي ظل الأوضاع الراهنة، هنالك ادعاءات بإخلاء السكان لمنطقة الشهباء، وحول ذلك أكدت المهجرة من عفرين، والتي تقطن في مدينة تل رفعت “خديجة بكر”، بأنها ادعاءات عارية عن الصحة وتخدم سياسة الحرب الخاصة التي تمارس ضد سكان المنطقة: “إن بعض الوسائل والجهات، التي تخدم أجندات الاحتلال والأطراف المعادية لمقاومتنا وإرادتنا، تعمل على زرع الخوف والرعب بين الأهالي، والعمل لشل إرادة مهجري عفرين وسكان المنطقة، نحن نعلم بأن هنالك مخاطر على مناطقنا، وهذا ليس بجديد، إنما على مدار أكثر من ستة أعوام نعيش هذه الحالة، ونشهد هجمات يومية”.
واستكملت: “علينا أن نعي ونحذر مخاطر هذه الألاعيب والسياسات التي تحاك ضدنا، والتي هدفها الأساسي كسر إرادتنا، ودفعنا نحو التشرد التهجير مرة أخرى، وتطبيق مخطط الإبادة بحقنا، يجب أن نثق بإرادتنا، ونثق بوسائل إعلامنا”.
حرب الشعب الثورية خيارنا