جل آغا/ أمل محمد – بين شتلات الورد وأشجار الزينة ومثلها من أشجار الفاكهة يقضي الشاب “ابراهيم مصطفى” يومه في مشتل عائلته يقوم برعايته والاهتمام به، فقد وجد في هذه المهنة التي تفوح منها رائحة الورد حلمه، من مهنة شغف بها لمصدر رزق.
في قرية “كرزيارت آباسا” والتي تبعد 15 كيلو متراً عن مدينة ديرك يعمل الشاب صاحب الخامسة والعشرين ربيعاً “إبراهيم مصطفى” مع والده في مشتلهم الخاص، الشاب إبراهيم مصطفى وعلى حد تعبيره يجد في عمله الراحة والسكينة فهو لا يعتبر هذه المهنة مصدر رزق فحسب بقدر ما هي هواية استهوته منذ الصغر.
حب العمل…
زارت صحيفتنا “روناهي” مشتل “وليد” في قرية كرزيارت آباسا والتقت بالشاب “ابراهيم وليد مصطفى” والذي حدثنا بقوله: “كبرت وترعرعت هنا في المشتل، بين رائحة أشجار الياسمين وتحت ظل شجر عنب الياقوت، تعلمت أصول المهنة من والدي والذي وهبني حب المهنة قبل الخبرة، أعمل هنا منذ صغري، تبلغ مساحة المشتل خمسة دونمات، بدأ المشروع تحت إشراف والدي منذ أكثر من عشرين عاماً، حينما بدأ بزراعة الخضروات وبيعها في سوق ديرك وشيئاً فشيئاً استطاع توسيع المشروع وزراعة الأزهار والأشجار”.
لم يتوقف الأمر عن بيع أشجار الزينة والفاكهة التي تتواجد في المنطقة، بل قام “إبراهيم مصطفى” وبعد الخبرة التي اكتسبها في مجال الزراعة من إدخال نباتات وأشجار جديدة للمشتل وعن هذا أوضح: “نتيجة الخبرة والبحث في مجال الزراعة أردنا أن نطور هذا المجال وإدخال نباتات وأشجار جديدة، نتعامل مع عدد من التجار في أوروبا وباشور كردستان، أدخلنا لروج آفا وبعد التعامل مع تجار الزيتون الإسباني والتوت الباكستاني والموزي والذي لم يتواجد مسبقاً في المنطقة وكذلك بعض نباتات الزينة مثل الأروكاريا، نريد من خلال هذه الفكرة تنويع الغطاء النباتي وبالذات من حيث أشجار الفاكهة المثمرة كالعنب والزيتون وغيرها، وهذا يساهم في دعم الاقتصاد المحلي”.
من مشتل صغير إلى أنجح مشتل في مدينة الحسكة
من مشروع بدأ قبيل عشرين عاماً بزراعة أنواع بسيطة من الخضار لأكبر مشتل زراعي في المنطقة يتوافد إليه عدد كبير من الراغبين في الشراء: “عندما أشاهد المشتل بهذا السحر وأرى نتائج العمل تثمر أشعر بالسعادة، بعد أعوام من الجهد والكدح قامت منظمة آرسي وبعد القيام بالبحث وإجراء استطلاع عن أفضل مشتل في روج آفا حصلنا على المركز الأول، هذا التكريم لم يأتِ من عبث بل هو حلم وتحقق”.
وعن الصعوبات التي تواجهه في عمله ينوه إلى: “لا أواجه أي صعوبة لأني مُتيم بعملي، أقضي هنا معظم وقتي ولا أشعر كيف يمر الوقت، أتمنى أن يكون بمقدورنا مستقبلاً توسيع المشروع أكبر من هذا وأن يصبح لنا فرع في كل منطقة، الغطاء النباتي يمنح العين الرضا ويساعد في تعديل المناخ”.
لنباتات والأشجار وقت معين للسقاية منها من يتحمل الحرارة والأخرى على خلافها تهوى الظل، لكل منها طريقة خاصة للرعاية وكيفية التعامل ونشرح للمشترين أصول العناية بها وكيفية التعامل مع هذه النباتات والأشجار لضمان النجاح معهم، هذا ما بينه “إبراهيم وليد مصطفى” من خلال حديثه.