الدرباسية/ نيرودا كرد – أشارت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن، سينم محمد، أن المؤشرات تدل على أن إدارة ترامب الجديدة لن تُدير الأمور بالعقلية السابقة، التي اتخذها خلال إدارته الأولى، ولفتت، إلى أنهم على تواصل مع عدد الشخصيات في الإدارة الجديدة.
لا يزال الغموض سيد المشهد فيما يتعلق بالإدارة الأمريكية المنتخبة، بزعامة دونالد ترامب، ويأتي هذا الغموض لتجربة سابقة خاضها العالم مع إدارة هذا الرجل، حيث كانت السياسات الأمريكية المضطربة داخليا وخارجيا، هي سمة تلك المرحلة، من خلال العديد من القرارات المفاجئة، التي اتخذها، والتي كانت تعود غالبيتها بالنتائج السلبية حتى على الداخل الأمريكي.
وإذا ما تتبعنا خط التصريحات التي يُطلقها ترامب منذ بداية حملته الانتخابية، وحتى الآن، سنرى أن الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، ينوي المضي قدما بالسياسات، التي كان قد اتبعها أثناء ولايته الأولى، وهذا ما جعل العالم يقف على قدم واحدة منذ نجاحه في الانتخابات الأخيرة.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، فقد تعهد ترامب بإيقاف الحروب في هذه المنطقة، ولكنه حتى الآن لم يطرح أي خارطة طريق واضحة لتنفيذ هذا الهدف، ليبقى السؤال المطروح هو جدية وقدرة ترامب على تنفيذ هذه المخططات.
أما فيما يخص سوريا، فقد أدت سياسات ترامب خلال ولايته الأولى إلى زعزعة كبيرة في استقرار المنطقة، وذلك بعد أن قرر سحب قواته من سوريا في عام 2019، الأمر الذي خلف تداعيات كبيرة على شعوب المنطقة، رغم عدم سحب تلك القوات، ومنها احتلال دولة الاحتلال التركي سرى كانيه، وكرى سبي، وعلى الرغم من أنه لم يتطرق إلى هذه المسألة بشكل رسمي بعد فوزه بالولاية الثانية.
ودفعت شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، القسم الأكبر من فاتورة سياسات ترامب، خلال ولايته الأولى، وذلك بعد أن قام بتسليم سرى كانية وكرى سبي، لجيش الاحتلال التركي في عام 2019، ولأن أطماع دولة الاحتلال التركي في إقليم شمال وشرق سوريا تكاد لا تنتهي، فإن هناك تخوفاً من تكرار السيناريو السابق الذي بدأه ترامب.
إنهاء الحروب في المنطقة ستكون أولوية
فكيف سيكون المشهد الجديد؟ وما العلاقات، التي ستربط إدارة ترامب مع الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، هذه الأسئلة طرحتها صحيفتنا، على ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن، سينم محمد: “فيما يتعلق بعودة ترامب، أرى أنه سيكون مختلفة عما مضى، وعلى ما يبدو أنه يريد أن يكون صانعا للسلام هذه المرة، وهذا ما جاء في تصريحاته أثناء الحملة الانتخابية، ووعد بإنهاء الحروب ونشر السلام، لكن الآلية أو السياسة التي سيتبعها لتحقيق السلام إلى الآن لم تتوضح، نحن نعلم أن ترامب رجل أعمال واهتمامه منصب في الداخل على الاقتصاد، ودائما رؤوس الأموال تتجنب الحروب، لذلك سيسعى لخلق الاستقرار وإحلال السلام”.
وأضافت: “فيما يتعلق بسوريا، تنصب سياسته على الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة بمجملها، حيث أن الحرب في غزة وإسرائيل ولبنان، ومدى تمددها إلى المنطقة، سيحدد النهج والاستراتيجية الجديدة التي سيتبعها، ولا بد من الإشارة إلى أنه عين العديد من الشخصيات في المناصب مثل الخارجية، والدفاع وغيرها، وسيركز على المصلحة الأمريكية، أو بما يخدم هذه الأجندة، لكن يبدو أن رياح التغيير قادمة في الشرق الأوسط”.
وتابعت: “نحن في مجلس وقوات سوريا الديمقراطية، كانت لنا تجارب مع إدارته السابقة، وكان منها الإيجابي والسلبي، ولكن اليوم هناك اختلاف بين المرحلتين من حيث الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة، حيث يشهد العالم صراعات مثل الحرب الأوكرانية، والحرب في غزة وإسرائيل ولبنان، ولا شك بأن هذه الصراعات ستؤثر على الأزمة السورية وحلها. لذلك؛ أعتقد أن سياسة الرئيس ترامب في هذه المرحلة ستكون مختلفة عن سابقتها، ولذلك نحن سنعمل مع هذه الإدارة، كما عملنا مع إدارة الرئيس بايدن، ولدينا علاقات جيدة مع أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين”.
وأوضحت: “لا أعتقد أن سيناريو أفغانستان سيتكرر، لأن الرئيس ترامب، كان دائما ينتقد الإدارة الحالية للانسحاب المخزي من أفغانستان، والذي أعطى صورة غير جيدة عن أمريكا، والرئيس ترامب لن يكرر تلك الصورة، وهذا لا يعني أن الانسحاب لن يتم، ولكن سيكون بشكل وآلية مختلفة، والانسحاب إذا تم في العراق سيتم في سوريا أيضا، ولكن، عبر تفاهمات لحماية المنطقة من استمرار الحرب والصراع”.
وأشارت: “نحن نتواصل مع عدد من الشخصيات الفاعلة، حول سياسة الرئيس المنتخب ترامب في المنطقة، أما رؤيتنا فيما يتعلق بالهجمات التركية، نرى أن موقف الإدارة الحالية هو وقف التصعيد، وخلق نوع من الاستقرار، لأنه يتم الضغط على دولة الاحتلال التركي لوقف الهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا، لكنهم يحاولون أيضا خلق توازن من خلال بقاء علاقتهم مع “قسد”، جيدة من خلال دعمها للقضاء على داعش، وفي الوقت نفسه، الإبقاء على علاقتهم مع تركيا في حلف الناتو، ولكن ليس من الواضح حتى الآن، إذا ما كان ترامب يسير على خطى سلفه بايدن، أو أن لديه شيئاً جديداً في هذا الخصوص”.
واستطردت: “الإدارة الجديدة لم تتسلم السلطة بعد، ونحن بانتظار الإفصاح عن سياستهم الخارجية، وعلى كل الأحوال لدينا علاقات جيدة مع الشخصيات، التي تم ترشيحها من ترامب، وأوصلنا مخاوفنا لهم خلال لقاءاتنا معهم سابقا، وكانت كلها إيجابية”.