بدرخان نوري
يُرجّح أن يشهدَ العالمُ بعودةِ دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تقلّباتٍ قد تكون دراماتيكيّة، وبخاصةٍ أنَّه معروفٌ بتقلّب أطواره ونزعته الحمائيّة، ولعله بصدد طيّ صفحة جو بايدن وسياسة ترميم صورة الولايات المتحدة وتحالفاتها الدوليّة. وسيُجدد صلاحيّة شعار “أمريكا أولاً” مؤكداً أنّه سيجعل أمريكا عظيمة ثانيّةً، وهو الشعار الذي اتسم تطبيقه بكثيرٍ من التطرف، وتجلى كحالة فوضى في واحدةٍ من أكبرِ من مؤسسات صناعةِ السياسة بالعالمِ، وترامب سياسيّ بعقلية المقاول، يُحسّن عقد الصفقات.
حاجة وليست لحظة ارتجال تاريخيّ
أثبت فوز ترامب الثاني أنّ وصوله الأول إلى البيت الأبيض ليس خطأ في نهج أمريكا في مرحلة الحرب الباردة تجاه العالم. فيما خسارةُ كامالا هاريس تعني أنّ إدارة جو بايدن كانت نهاية مرحلة كانت فيها الولايات المتحدة ضامنة أمن دولِ الغربِ.
أكّدت نتيجة الانتخابات أنّ ترامب ليس لحظة ارتجال عابرة بالتاريخ الأمريكيّ، بل انتصار لقضايا منها الاقتصادِ والهجرةِ اللتين استند عليهما في حملته الانتخابيّة، ويهتم لهما معظم الأمريكيين نظراً لانعكاساتهما المباشرة في حياتهم اليوميّة، وبذلك كان ترامب تجسيداً لمنظورٍ اجتماعيّ بدأ يتبلور منذ عقودٍ، ويحتاجُ شخصيّةً صاخبةً لا وجودَ للحرجِ السياسيّ في قاموسه.
ووعدَ ترامب في برنامجه الانتخابيّ بإصلاحين اقتصاديين رئيسيين وهما: زيادة الرسوم الجمركيّة على جميع الواردات دون استثناء، وخفض الضرائب على الشركات من 21 ــ 15%، وقد تتراوح زيادة الرسوم الجمركيّة على الواردات من 10ــ 20%، وبالنسبة للمنتجات الصينيّة قد تبلغ 60%، وفي تجمعٍ انتخابيّ في أيلول الماضي، كشف ترامب عن خطة لفرض رسوم جمركيّة تصل إلى 100% على الدول التي تحاول التجارة خارج النظام الماليّ القائم على الدولار، بهدف حماية قيمةِ الدولارِ العالميّة.
ولأنّ واشنطن حاضرة في أغلبِ أحداث العالم، فمن المنتظر متغيرات حاسمةً في مساراتِ السياسةِ الأمريكيّة الخارجيّة، في مفارقةٍ ما بين سياسيتين إحداهما تشتدُّ بقوةٍ داخل الولايات المتحدة وهو نهج الانعزاليّة والعودة إلى الوطن، والآخر منهج بناء التحالفات والعولمة، ولهذا؛ فإنّ أصعب ما يواجه ترامب خلال سنوات إدارته المقبلة هو إرث بايدن المثقل في السياسة الخارجيّة، وصعوبة التخلّص من تعهداته في أوكرانيا والشرق الأوسط.
الاستقرار ومكافحة الإرهاب
هنأت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا فوز دونالد ترامب بالانتخابات وقالت في بيان: إنّها تتطلع أن يقوم ترامب بدور رياديّ يسهم في تحقيق الاستقرار، ويعزز جهود مكافحة الإرهاب، ويحدُّ من مساعي تهديد الأمن الإقليميّ والدوليّ في ظلِّ التطورات التي تعصفُ بالمنطقةِ.
وأضاف البيان أنّه على الرئيس الأمريكيّ المنتخب أن يسخّر الجهود لتحقيق الاستقرار في سوريا، وضمان الأمن فيها، وتحقيق حل ديمقراطي يساهم في بناء سوريا قوية تقوم على وحدة أبناء شعبها.
وقالت ليلى قهرمان الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية في تغريدة على موقع إكس: “نُهنِئ الرئيس دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسيّة”، وأضافت: “نأمل أن تساعد قيادته في إنهاء الصراعات في الشرق الأوسط، وحلِّ الأزمة السوريّة، وتعزيز التعاون العالميّ ضد الإرهاب لتحقيق السلام والأمن”.
وهنأ القائد العام لقوات سوريا الديمقراطيّة، مظلوم عبدي بفوز ترامب: وقال في تغريدة على موقع “إكس”: “نبارك دونالد ترامب على فوزك في الانتخابات”. وتابع: “أتطلع للعمل معاً كما فعلنا في الماضي، مستعدون لتعزيز شراكتنا لتوفير الاستقرار للمنطقة”.
قالت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطيّة في واشنطن، سينم محمد: “إنّ السياسة التي سيتبعها الرئيس الأمريكيّ المنتخب دونالد ترامب تجاه سوريا والمنطقة قد تختلف عن سياساته خلال ولايته الأولى”، وأوضحت أنّ “الأوضاع السياسيّة والأمنيّة في العالم وفي منطقتنا الآن، تختلفُ عما كانت عليه عندما كان ترامب رئيساً لأول مرة”. وأشارت في تصريح لنورث برس إلى أنّ “ترامب وعد في حملته الانتخابيّة باتباع نهجٍ جديدٍ يُركّز على إيقافِ الحروبِ”.
وأشارت أيضاً إلى أنّ ترامب من المرجّح أن يواصل حربه على الإرهابِ، نظراً لخبرته السابقة في هذا المجال. مؤكدةً أنّ “السياسة الجديدة تجاه الشرق الأوسط ستعتمد إلى حدٍ كبير على الشخصيات التي سيختارها ترامب للعمل معه في الشؤون الخارجيّة”.
شكوك تركيّة
لم تُبدِ الأوساط السياسيّة التركيّة حماساً واضحاً لنتائج الانتخابات المحتملة، مع ميلٍ ضمنيّ لفوز ترامب، إلا أنّ ولاية ترامب السابقة اتسمت بالتوتر بسبب قضايا خلافيّة منها صفقة منظومة الصواريخ إس ــ 400 الروسيّة وانعكاسها على صفقة طائرات “إف -35″، ومسائل منظورة أمام القضاء الأمريكيّ. وأقرَّ ترامب في آخر ولايته قانون “كاتسا” المتضمن عقوبات على تركيا.
ولم تثبت توجهات ترامب تجاه تركيا في منحى واحد، وبخاصةٍ فيما يتصل بالوجود الأمريكيّ في سوريا، وكتب الباحث ديفيد إي. سانجر في صحيفة “نيويورك تايمز” قبل الانتخابات: “قرر ترامب في عطلة نهاية الأسبوع سحب القوات الأمريكيّة من شمال سوريا بعد مكالمة هاتفيّة مع الرئيس التركيّ أردوغان، والتي فاجأت مساعديه، وعندما أدرك ترامب أنّه كان ضحية خداع من جانب الرئيس التركي، الذي أراد ملاحقة الكرد في عمليته العسكريّة الخاصة، تراجع جزئيّاً ونشر أنّه “إذا فعلت تركيا أيّ شيء أعتبره، بحكمتي العظيمة التي لا مثيلَ لها، خارج الحدود، فسأدمر وأمحو اقتصاد تركيا تماماً”.
قال رئيس دولة الاحتلال التركيّ أردوغان، الجمعة 8/11/2024، إنًنا سنواصل محادثاتنا مع ترامب في الفترة المقبلة، وسنقيِّم انسحاب القوات الأمريكيّة من سوريا. وجاءت تصريحات أردوغان بحسب ما نقلته وسائل إعلام تركيّة، خلال عودته من بودابست حول تأثير الانتخابات الأمريكيّة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أنّ أنقرة لا تزال مصممة على سياستها المتمثلة بإنشاءِ ممر أمنيّ بعمق 30 ــ 40 كم على طول حدودها الجنوبيّة. وبيّن أن انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة سيؤثر بشكلٍ كبير على التوازنات السياسيّة والعسكريّة في منطقة الشرق الأوسط.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية زكي أكتورك، قد صرّح أنّ “الولايات المتحدة سبق وأن قررت الانسحاب من سوريا، لكن ذلك لم يتحقق فعليّاً، يجب النظر إلى الأفعال وليس الأقوال”. وجاء تصريح أكتورك رداً على استفسار يتعلق باحتمال انسحاب القوات الأمريكيّة من العراق وسوريا بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكيّة.
وأكد أكتورك أنَّ أنقرة تتابع عن كثب جميع التطورات المتعلقة بالدفاع والأمن في منطقتها بما في ذلك مسألة انسحاب الولايات المتحدة من سوريا والعراق، مشدداً أنَّ انسحاب أمريكا من سوريا والعراق يتطلب “أفعالاً لا أقوالاً”. وأشار أكتورك إلى أن “تركيا تطمح وتعول على الدول الصديقة والحليفة لها، بوقف الدعم والمساعدات المُقدمة لقسد”.
تفاؤل روسيّ بالتواصل
هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكيّة، وقال بوتين على هامش “منتدى فالداي الدولي للحوار”: إنّه مستعد للتحدث مع ترامب لأن أي أفكار بشأن تسهيل إنهاء الأزمة في أوكرانيا تستحق الاهتمام.
وأضاف بوتين إنّه معجب بكيفيةِ تعامل ترامب في اللحظات التي أعقبت محاولة اغتياله في تموز الماضي واصفاً إياه بالرجل “الشجاع”. وأكّد الرئيس الروسيّ أنّ موسكو مستعدة للعمل مع أيّ رئيس أمريكيّ يثق به الشعب الأمريكيّ، مشيراً إلى أنَّ تصريحاتِ ترامب خلال حملته الانتخابية “تستحق الاهتمام”.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسيّة الأربعاء أنّ الكرملين لا يستبعد إمكانية التواصل بيّن الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكيّ المنتخب دونالد ترامب قبل تنصيبه رسميّاً.
وعلّق الكرملين على فوز ترامب بالقول إنّ الولايات المتحدة لاتزال دولةً غيرَ صديقة، مشيراً إلى أنَّ الوقت هو الذي سيوضح ما إذا كانت تصريحات ترامب بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا ستترجم لواقع.
وكان ترامب قد انتقد إنفاق الولايات المتحدة عشرات مليارات الدولارات، لدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وتعهد بإنهاء الصراع “في غضون 24 ساعة” بصفقة تفاوضيّة. ولم يكشف عما يجب على الجانبين التنازل عنه، ولكن الديمقراطيين يرون أن هذه الخطوة قد تشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويريد ترامب أن تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن الصراعات الخارجيّة بشكلٍ عام، وفيما يتعلق بالحرب في غزة، وضع ترامب نفسه كمؤيد قوي لإسرائيل، لكنه حثّ إسرائيل على إنهاء عملياته العسكريّة، كما تعهّد بإنهاء العنف في لبنان.
وفي صدى غير مباشرٍ لتصريح ترامب حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بودابست أمام الزعماء الأوروبيين من تقديم أيّ تنازلات للرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، معتبراً أنّه سيكون “انتحاراً” لأوروبا، وقال زيلينسكي:”اقترح بعض الحاضرين أن تقدمَ كييف تنازلاتٍ لبوتين، لكنّ هذا الأمر غير وارد وغير مقبول”.
لا تفويض أوروبيّ لأمريكا
يتّهم ترامب الأوروبيين باستغلال المظلّة الأميركية الدفاعيّة، مشكّكاً في جدوى حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يعتبر حجر الزاوية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ الحرب الباردة، ولعل ذلك دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأوروبيين إلى الدفاع عن مصالحهم على نطاق أوسع عن مصالحهم في مواجهة الولايات المتحدة والصين، وألا يعتمدوا في ذلك على الولايات المتحدة، وألا يعوّلوا على حلف الناتو ولا على القومية الضيقة، وجاء ذلك في كلمة لماكرون الأربعاء في مُستهل قمة المجموعة السياسيّة الأوروبية في بودابست.
وقال ماكرون “هذه لحظة تاريخية حاسمة بالنسبة لنا نحن الأوروبيون. السؤال المطروح علينا في الأساس هو: هل نريد أن نقرأ التاريخ كما يكتبه الآخرون، الحروب التي شنها فلاديمير بوتين، الانتخابات الأمريكيّة، الخيارات التي يتخذها الصينيون على الصعد التكنولوجية والتجارية؟ أم أننا نريد أن نكتب التاريخ؟ أعتقد شخصياً أن لدينا القدرة على كتابته”.
وهنأ ماكرون انتخاب ترامب، وقال: “لقد انتخبه الشعب الأمريكيّ وسيدافع عن مصالح الأمريكيّين وهذا أمر مشروع وجيد. والسؤال هو هل نحن مستعدون للدفاع عن مصالح الأوروبيين؟”. وتابع “أعتقد أن هذه هي أولويتنا. يجب ألا نعول على التحالف عبر الأطلسي وهو أمر ساذج، ولا التشكيك في تحالفاتنا، واختتم ماكرون: “لا أريد أن أكون عدوانيّاً، أريد فقط أن نعرف كيف ندافع عن أنفسنا في كلِّ من هذه الملفات”.
لا تغيير بالنسبة لطهران
وعلّق الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الخميس، وقال في تصريح لوكالة إرنا الإيرانيّة الرسميّة، إن “عودة ترامب إلى البيت الأبيض لا تُغيّر شيئاً بالنسبة إلينا”. وأضاف أنّ “أولوياتهم هي تطوير علاقاتهم مع جيرانهم والدول الإسلامية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجيّة إسماعيل بقائي: “لدينا تجارب مريرة للغاية مع السياسات والتوجهات السابقة للإدارات الأمريكيّة المختلفة”. وأضاف: “فوز ترامب يُمثّل “فرصة لمراجعة وإعادة النظر في التوجهات غير الصائبة السابقة لواشنطن”.
وكان ترامب فرض أقسى العقوبات على طهران على مدى سنوات، بعد انسحابه المنفرد من الاتفاق النوويّ في 8/5/2018، وبأمر منه تم في 3/1/2020، اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ، ومهندس استراتيجية النفوذ الإقليمي لإيران، وتميزت ولايته السابقة بانتهاج سياسة صارمة تجاه إيران، وفرض العقوبات الاقتصادية، ومنع تعاملها مع الغرب.
فوز ترامب في الصحافة
اعتبرت صحيفة الإندبندنت، أنّ عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض مجدداً، تجعله أوّلَ مُدانٍ يُنتخَبُ رئيسًا في الولايات المتحدة، ليصبح بذلك ثاني شخصٍ يُنتخَب لأعلى منصبٍ في أمريكا، لفتراتٍ غيرِ مُتتالية، وسيكون ذلك اختبارًا له لحل القضايا الساخنة في أوكرانيا والشرق الأوسط.
فيما وصفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانيّة فوزَ ترامب بالنتيجة المُزلزِلة، مُضيفةً أنه بعد الفوز، أصبح لديه تفويضٌ لإصلاح الولايات المتحدة بطريقةٍ راديكاليةٍ للغاية، وأن إعادةَ انتخاب ترامب تُشكّل كارثةً وجوديةً للديمقراطيين، من شأنها “تغيير قواعد اللعبة بالنسبة لحلفاء أمريكا”.
ورأت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، “انتصار ترامب يشكّل نقطةَ تحوّلٍ سياسيّة، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل للعالم أجمع أيضًا”، متوقعةً حدوث تغييراتٍ هائلةٍ في السياسة الخارجيّة والأمنيّة الأمريكيّة، والتي من المرجَّح أن تكون لها تداعياتٌ سلبية، خصوصًا بالنسبة للأوروبيين.
وتساءلت لوفيغارو الفرنسية: هل عاد دونالد ترامب ليترك بصمةٍ جديدةٍ في سجله التاريخيّ؟ وكيف سيكون تعامُلُه مع الملفات الداخليّة والخارجيّة؟، ورأت صحيفة لوموند، أنّ عودة ترامب لا تهدّد أمريكا فحسب، وإنما العالم أجمع خاصةً أوروبا التي من المرجح أن تسقط دولُها في انقساماتٍ واختلافات، بسبب المصالح مع الجانب الآخر من الأطلسيّ، وحسب شروط الرئيس الأمريكيّ الجديد.
عربيّاً، رأت صحيفة “العرب” اللندنيّة، أنّ ترامب برؤيته المتفرّدة وأسلوبه غير التقليديّ، قد يكون قادراً على تحقيق العديد من الإنجازات، داخليًّا وعالميّاً، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، حيث الجميع في المنطقة، يترقب انعكاسات فوزه على الملفات الساخنة في غزة ولبنان وسوريا، إضافة للعلاقة مع إيران.
وأشارت صحيفة “العربي الجديد” إلى أنّ نسبةَ الأصوات التي جاءت لصالح ترامب، لا تعني أنّها تؤيد سياساته الداخليّة والخارجيّة، وتساءلت صحيفة “القدس العربي”: هل فوز ترامب سيكون منعطفاً تاريخياً خطيراً؟ وهل ستكون له تداعياتٌ على منطقة الشرق الأوسط من حيث الحلول.