قامشلو/ علي خضير ـ أوضح عضو الهيئة الإدارية لممثلية الإدارة الذاتية في باشور كردستان، “فتح الله حسيني” أنَّ جبهة مساندة روج آفا التي أسست منذ سبع سنوات، تدعم الحالتين السياسية والعسكرية في روج آفا، وتشارك بالنشاطات، التي تقوم بها ممثلية الإدارة الذاتية في باشور كردستان، وشدَّد على ضرورة توحيد الخطاب السياسي والعمل الدبلوماسي الكرديَّين، في ظل المرحلة المعقدة التي يعيشها الكرد في الوقت الحاضر.
أُسست جبهة مساندة روج آفا عام 2018، وكانت تحت مسمى جبهة دعم عفرين، لوجود مقاومة تاريخية في عفرين آنذاك، ويتألف أعضاء جبهة مساندة روج آفا التي سُميت بهذا الاسم مؤخراً من الأحزاب السياسية الكردستانية، ماعدا الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأعضاؤها ممثلون عن أحزابهم السياسية في تلك الجبهة.
وبهذا الخصوص أجرت صحيفتنا، حواراً مع عضو اللجنة المركزية للحزب اليساري الكردي في سوريا، وعضو الهيئة الإدارية لممثلية الإدارة الذاتية بإقليم باشور كردستان، “فتح الله حسيني”، وفيما يلي نص الحوار:
ـ ما آلية عمل ومسؤوليات الجبهة ووظائفها؟
للجبهة مواقف داعمة للحالتين السياسية والعسكرية في روج آفا، وأعضاؤها يتضامنون مع ممثلية الإدارة الذاتية، ويتعاملون معها بشكل رسمي، تحت مسميات أحزابهم السياسية، وهم كتَّاب ونشطاء سياسيون بارزون ولهم أسماؤهم البارزة في الساحة السياسية الكردستانية.
وتشارك جبهة مساندة روج آفا، بالنشاطات التي تقوم بها ممثلية الإدارة الذاتية، وأحياناً ممثلية حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وهم حاضرون في النشاطات الميدانية والسياسية، التي تُقام تحت أسماء ومسميات شتى، كالمنتديات والنشاطات التي تسلط الضوء على الواقع في روج آفا، ويتم تفعيل نشاط الجبهة أكثر عندما تكون هناك مناسبات معروفة في إقليم شمال وشرق سوريا، وخاصةً عند حدوث الهجمات، التي تشنها دولة الاحتلال التركي على روج آفا.
ـ هل للجبهة فروع، وأين مركزها الرئيسي؟
الجبهة ليس لها مركز محدد، فأعضاؤها نشطاء وسياسيون وأغلبهم موظفون حكوميون في باشور كردستان، ولهم اتجاهات سياسية مختلفة، وليس لها أي فروع فهي جبهة متواجدة في محافظة السليمانية فقط، وليس لها نشاطات في هولير أو محافظات أخرى، لأنها ليست جبهة رسمية أو مرخصة ليكون لها فروع في محافظات باشور كردستان. كما أنَّ أعضاء الجبهة يحضرون المؤتمرات الصحفية، التي تُقام هنا، وأغلبها مؤتمرات صحفية مشتركة بين ممثلية الإدارة الذاتية، وجبهة مساندة روج آفا، وأحياناً تشارك ممثلية حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).
ـ إلى أين وصلت القضية الكردية، وما المطلوب من الكرد فعله اليوم؟
المرحلة التي يمر بها الكرد، متشابكة ومتداخلة ومعقدة، وتشكو من حساسية سياسية في المجمل، فالكرد بحاجة لتوحيد الخطاب السياسي والعمل الدبلوماسي، لا سيما أن باشور كردستان إقليم دستوري، وله علاقات سياسية وثقل دبلوماسي عالمي، فعندما يريد الحزب الديمقراطي، أو الاتحاد الوطني، توظيف تلك العلاقات السياسية والدبلوماسية لصالح روج آفا، بكل تأكيد ستنعكس إيجاباً على الحالة الموجودة في إقليم شمال وشرق سوريا. ما يُطلب من الكرد جميعاً، هو عقد مؤتمر وطني للأحزاب السياسية الكردية؛ لأن إقصاء أي حزب سياسي إقصاء الإجماع الكردي، فنحن بحاجة إلى الأحزاب السياسية الكردستانية، التي تتضافر جهودها من أجل الوصول لمخرجات ونتائج تخدم القضية الكردية، وذلك خلال مؤتمر يجمع القوى والأحزاب السياسية الكردية، على مختلف أيديولوجياتها وسياساتها.
ـ لتوحيد الصف الكردي ما المطلوب من الساسة الكرد؟
بطبيعة الحال لكل حزب سياسي له توجهاته وسياساته الآنية والمستقبلية، ونحن لسنا بصدد التدخل في سياسات أي حزب سياسي كردستاني، لأن لأي حزب امتداد إقليمي ومصالح مشتركة مع بعض الدول الإقليمية، نحن في هذه المرحلة بحاجة لتوحيد الصف الكردي، لا سيما أنَّ المنطقة برمتها تتجه نحو تغييرات جذرية في الخرائط والإيديولوجيات والمواقع.
لذلك المتغيرات عاصفة والأحداث متسارعة، ونحن، الكرد، علينا اللحاق بركب هذه الأحداث المتسارعة، وأن نكون أصحاب موقف واحد يخدم قضيتنا، لا سيما أن هناك مكتسبات للكرد في باشور وروج آفا، وما يتطلب هو مد جسور التواصل أكثر بين هذين الإقليمين الموجودين، وضرورة أن يكون بينهما علاقات جيدة، ونحن بحاجة إلى خطاب كردي سياسي موحد في هذه المرحلة الخطيرة.
ـ ما موقف الجبهة من الهجمات التركية على إقليم شمال وشرق سوريا، وكيف تنظرون إلى مواقف المجتمع الدولي في ذلك؟
بطبيعة الحال موقف الجبهة موقف ثابت من هذه الهجمات، على إقليم شمال وشرق سوريا، نحن ندين بأشد العبارات هذا العدوان السافر، وهناك برنامج لتنظيم مظاهرة كبرى في السليمانية احتجاجاً على قصف دولة الاحتلال التركي مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، وخاصةً استهداف البنية التحتية، ومحطات الطاقة والنفط، ومؤسسات خدمية.
كما للجبهة موقف مشرّف دائماً حيال الوقوف إلى جانب قضايا روج آفا، وإدانة التدخل التركي السافر، والقصف اليومي لروج آفا، سواءً كان هذا القصف جوياً عبر الطائرات المسيرة والحربية، أو براً من خلال القصف المدفعي وقذائف الهاون. فحجم الجرائم التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي واستهدافها المدنيين، والبُنى التحتية، والمراكز الخدمية في روج آفا، ليس بالأمر الهيّن، ونحن في الجبهة ندعم الإدارة الذاتية، ونطالب المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته إزاء الهجمات التركية اليومية.
كما تؤكّد الجبهة على ضرورة فرض القوى الدولية منطقة حظر طيران على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، لأنه الحل الأمثل لوقف الهجمات الوحشية لدولة الاحتلال التركي عليها، وندد في الوقت ذاته الانتهاكات وحرب الإبادة، التي تمارسها تركيا ضد المدنيين والبنى التحتية، في ظل صمت المجتمع الدولي المريب.