يُمثل حي الحويقة في دير الزور حلقة وصل بين الماضي والحاضر، حيث يحتفظ بجماله الطبيعي وتراثه الثقافي في مواجهة التحديات.
يُعد حي الحويقة من أجمل الأحياء في سوريا، فهو يعكس واقعاً يجسد الطبيعة الخلابة والتراث الغني، ويتميز بموقعه الفريد جزيرة نهرية محاطة بمساحات واسعة من البساتين والحدائق.
مردُّ التسمية
وفي هذا السياق، تحدثت امرأة من حي الحويقة “رغد الحسين“، لصحيفتنا “روناهي”، مشيرةً، إلى أنه سبب تسمية الحي بـ “الحويقة” بسبب إحاطته بالماء، مضيفةً: “وينقسم الحي إلى قسمين “الحويقة الشرقية، والحويقة الغربية، حيث يفصل بينهما شارع، يُعرف بشارع المحافظ، الذي يربط بين الجسر القديم، والجسر المعلق”.
وتابعت رغد: “وتشكل المساحات الخضراء ما يقرب من 80% من مساحة الحي، بينما يُخصص الخمس المتبقي للمنازل المتعددة الطوابق، التي تحيط بها حدائق منزلية؛ ما يضفي جمالًا طبيعياً استثنائياً”.
وأضافت: “ويعد حي الحويقة تحفة فنية طبيعية، يتميز بحيويته، حيث يحتضن الكورنيش القديم ومهرجان التسوق، الذي يجذب أبناء المدينة في فصل الصيف، وتمتلئ أمكنته بالزوار، فيصبح الوجهة الكبيرة لسكان دير الزور خلال هذه الفترة”.
جمال الحي
ووصفت “رغد” جمال الحي: “فعند التجول في شوارع الحويقة، يستقبل عبير الورد والزهور العطرة زوارها، تحت ظلال عرائش الأوراق الخضراء”.
ولفتت، إلى أن حي الحويقة محاط بعشرة جسور تربطه بباقي المدينة والمناطق المحيطة، وفي السنوات الأخيرة، أُقيم جسر جديد يربط بين جسري حطلة والمعلق.
وزادت: “وقبل بناء الجسر المعلق الكبير بين عامي 1925 و1931، كان هناك جسر خشبي يُعرف بجسر الدوَّايات، الذي بُني عام 1904 فيما تم تجديده في 1912، ولكنه انجرف بالطوفان في عشرينات القرن الماضي”.
مضيفةً: “كما كان هناك جسر السلطان، الذي أنشأ في زمن الاحتلال العثماني بين 1872-1876، وهو أقدم جسر في المدينة، وقد تدهور حاله بسبب الإهمال في التسعينات”.
ميزات الحي
وتابعت رغد: “وبسبب عراقة حي الحويقة وأهله، تم اعتماده حياً سكنياً رسمياً من الدولة العثمانية في أوائل القرن العشرين، حيث سُجّل في السجلات الرسمية باسم “حي العثمانية” منذ عام 1912، فيما استقر فيه السكان المحليون منذ بدايات القرن التاسع عشر”.
وعن ميزاته، لفتت رغد: “يتميز حي الحويقة بتنوعه العرقي والقبلي، حيث يضم شعوب متنوعة من المدينة؛ ما يعزز تلاحم المجتمع”.
وأضافت: “فعلى الرغم من التهجير والقصف، اللذين تعرض لهما الحي من حكومة دمشق، وظروف الحرب الأخيرة، لا يزال يشكل الداعم الأساسي لسكانها بالعيش فيه”.
واختتمت “رغد الحسين”، حديثها: “يبقى حي الحويقة في دير الزور، رمزاً للجمال الطبيعي والتراث الثقافي، ويعكس دعم وتماسك وقوة أهله على الرغم من الأزمات والتحديات”.