No Result
View All Result
المشاهدات 27
روناهي/ تل حميس –
مع حلول موسم الزراعة، يبدأ المزارعون في مختلف المناطق الزراعية في إقليم شمال وشرق سوريا بالتحضير لزراعة أراضيهم، لتحقيق إنتاج وفير، حيث تلعب الزراعة دوراً حيوياً في تأمين الناتج المحلي من الحبوب وغيرها، وتعزيز الاقتصاد المحلي، لذا فإن بدء زراعة الأراضي يمثل لحظة مهمة للمزارعين.
ففي بداية شهر تشرين الأول من كل عام يقوم أهالي مدينة تل حميس وقراها كافةً، البدء بحرث الأرض بشكل جيد، وعميق كي تتنفس الأرض وتتفكك التربة من أجل السماح بتغلغل الأمطار داخلها وتخزينها فيسمح الحرث بإخراج الحشرات ويرقاتها إلى السطح وتعريضها للهواء، حيث تساعد العوامل البيئية في التخلص منها، إضافة ًإلى ذلك، يتم طمر بذور الموسم الماضي تحت الأرض، مما يسمح بتغذية التربة وزيادة خصوبة الأرض.
فوائد حراثة الأرض
ولحراثة الأرض فوائد عديدة، ومنها كسر الطبقات الصلبة والتي تعزل سطح التربة بحيث لا تسمح للهواء والماء بالتغلغل في التربة، كما تقضي على الحشائش وتساعد في تهوية التربة وبالتالي تحلل المواد العضوية أكسدة بعض المواد السامة وتبادل الغازات بين الجذور والتربة من جانب، وبين التربة والغلاف الجوي من جانب آخر.
وبهذا الصدد؛ التقت صحيفتنا “روناهي” المزارع “يوسف الباشا” البالغ من العمر 75 عاماً وهو أحد سكان قرية المليحية: “موسم حراثة الأرض هو الخطوة الأولى التي تصنع حقلاً ناجحاً، ولكن المشكلة تكمن في قدرتنا العادية التي تحيل بيننا وبين الخطط، التي تحتاجها الأرض، ومن الأمثال الدارجة في منطقتنا أن كل عمل ممكن أن يصل إليك بالأمل إلا الزراعة بالعمل”.
وتابع: “الأرض تعطي المزارع إنتاجاً كما يتعامل معها، إنها كريمة وترد كرم المزارع أضعافاً مضاعفة، وهناك مثل يقول: عندما تجبر الزراعة فإنها تصل للكعب وعندما تكسر فإنها تكسر للركبة، وأن ما حصل معنا العام الماضي جعلنا في حيرة من أمرنا، حيث كان تكلفة حراثة الهيكتار الواحد 50 دولاراً أمريكياً وتكلفة نثر البذار70 دولاراً أمريكياً وتكاليف خاصة بالأسمدة والأدوية من أجل القضاء على النباتات غير المرغوب بها، وتكاليف عدة صناعية ومحروقات وتكاليف حصاد وشحن، وكانت النتيجة أن الهكتار الواحد بلغ إنتاجه طنًّا واحداً، وفي بعض المناطق طناً ومائتي كغ، أي الجميع كان خاسراً”.
التحديات التي تواجه المزارعين
وأضاف الباشا: “إن هناك تحديات كثيرة تواجهنا نحن، ُالمزارعين، عند زراعة أراضينا، ومنها تغيير المناخ الناجم عن تغييرات الطقس، مثل الجفاف والفيضانات مما يؤثر على إنتاج المحاصيل، ونقص الموارد فهناك صعوبات تواجه المزارعين في الحصول على المدخلات الزراعية اللازمة مثل الأسمدة والمياه، وبالإضافة إلى المنافسة العالمية، حيث يشهد السوق الزراعي منافسة شديدة مما يتطلب من المزارعين الابتكار وتقديم منتجات ذات جودة عالية”.
وللزراعة تقنيات حديثة وهامة منها الزراعة العضوية، حيث تزداد شعبية هذا النوع من الزراعة التي تهدف إلى تقليل استخدام المواد الكيمائية وتعزيز استخدام الأساليب الطبيعية، والزراعة الذكية التي تتضمن استخدام أنظمة الري الذكية لتحسين الإنتاجية وكفاءة استخدام الموارد.
وفي الختام نجد، أن البدء بزراعة الأراضي نقطة انطلاق نحو موسم جديد من الإنتاج، حيث يكافح المزارعون لتأمين المواد الغذائية وتحقيق استدامة بيئية واقتصادية فيتطلب الأمر مزيداً من الدعم والابتكار لضمان نجاح الزراعة وتلبية احتياجات المجتمعات مع مواجهة التحديات المستمرة.
No Result
View All Result