منبج/ آزاد كردي – قال عضو حزب سوريا المستقبل، فرع إدلب، محمد رزق، إن التقارب بين الاحتلال التركي وحكومة دمشق، يعتمد على الدعاية الإعلامية لتحقيق مكاسب سياسية دون تغييرات جذرية، وإن الإدارة الذاتية تسعى للحوار والسلام، بينما تستمر حكومة دمشق بالتصعيد؛ ما يعقد الحلول السلمية، مؤكداً، إن محاربة داعش تتطلب الدعم العسكري والاقتصادي والإعلامي، والدبلوماسي المتواصل، للقضاء على خلاياه النائمة، وأفكاره المتطرفة.
تبدو الساحة الإقليمية أكثر من أي وقت مضى عرضة للأحداث الساخنة، حيث تتشابك المصالح الدولية والإقليمية بشكل معقد، التصعيد المستمر في سوريا، والنزاعات الحدودية بين الدول، والتوترات بين القوى الكبرى تزيد من عدم الاستقرار، في الوقت نفسه، يشكل الصراع بين إسرائيل وحماس، تحدياً دائماً يحتاج إلى حلول جذرية، بينما تستمر الهجمات التركية على مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، في خلق حالة من الاضطراب، بالإضافة إلى ذلك، يبقى خطر المجموعات الإرهابية مثل داعش والنصرة والمجاميع المرتزقة الموالية لتركيا قائماً، ما يستدعي تكثيف الجهود العسكرية والدبلوماسية لتحقيق الأمن، والاستقرار في المنطقة.
صعوبة الشروط تصعب التوافق
وفي السياق، قال عضو حزب سوريا المستقبل، فرع إدلب، محمد رزق، إن: “مستقبل تقارب الاحتلال التركي مع حكومة دمشق يظل محدوداً، حيث
يعتمد الطرفان بشكل أساسي على الترويج الإعلامي، وخلق ضجة للاستهلاك المحلي، الاحتلال التركي وحكومة دمشق لديهما شروط تصعب الحل لأي اتفاق، وأبرزها الانسحاب التركي الكامل من الأراضي السورية، لذلك، يبدو أن هذا التقارب سيبقى في إطار الترويج الإعلامي دون تحقيق تقدم ملموس على الأرض، ما يجعل الحديث عن أي تقارب فعلي مجرد كلام فقط”.
وبيّن رزق: “التقارب محاولة من الطرفين لتحقيق مكاسب سياسية داخلية وإقليمية، مع الحفاظ على الوضع الراهن دون تغييرات جذرية، فبينما تسعى حكومة دمشق لإبراز نفسه مدافعاً عن السيادة الوطنية، تحاول تركيا كسب الوقت، وتجنب الضغوط الدولية، ما يعزز فكرة التقارب مجرد وسيلة لتبادل الرسائل السياسية”.
وعن هدف هجمات الاحتلال على مناطق شمال وشرق سوريا، قال: “الهجمات لم تتوقف، حيث يسعى الاحتلال بشكل متواصل إلى زعزعة استقرار المنطقة؛ لأن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في الشرق الأوسط؛ يشكل تهديداً لنفوذها، هذا المشروع يُعزز قيم التعددية والعدالة الاجتماعية، وهو ما يؤرق كاهل دولة الاحتلال التركي، وحلفائها، الذين يرون فيه نموذجًا مناقضًا لتوجهاتهم العدوانية والتوسعية”.
وفسّر رزق الهجمات التركية: “الاحتلال يلجأ إلى افتعال الأزمات وخلق الفوضى، مستخدماً الحرب أداة لتحقيق أهدافه، ولا تقتصر هذه السياسات على مصالح تركيا وحدها، بل في جزء منها لتنفيذ أجندات الدول الرأسمالية الكبرى، التي تسعى للحفاظ على حالة الفوضى الرامية إلى التوترات السياسية والاقتصادية، وتوجيه الأنظار نحو الخارج، بهذه الاستراتيجية، تهدف أنقرة إلى بقاء المنطقة في حالة اضطراب مستمر؛ ما يمنع أي تقدم أو استقرار يهدد مصالحها الإقليمية”.
لغة التصعيد بديل لغة الحوار
وفي حديثه عن الحوار بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق، تحدث رزق: “استعداد الإدارة الذاتية المستمر للدخول في حوار مع حكومة دمشق بهدف التوصل إلى حل شامل يخدم مصلحة الشعب السوري بأكمله، وينهي معاناته المستمرة، ورغم تقديمها مبادرات عدة، إلا أن حكومة دمشق تتبنى موقفاً معاكساً، حيث تسعى إلى زعزعة استقرار مناطق الإدارة الذاتية عبر إثارة الفتن ومحاولة خلق انقسامات داخلية“.
وأردف: “تواصل حكومة دمشق استخدام أساليب التصعيد؛ ما يعكس رغبتها في استعادة السيطرة على هذه المناطق بالقوة، دون الاكتراث بتداعيات ذلك على حياة المدنيين، الموقف السلبي لحكومة دمشق لا يساهم في تهدئة الأوضاع، بل يزيد تعقيد المشهد، غير مكترثة بمصير السوريين، إن استمرار هذا النهج يدفع لمزيد من الفوضى بدلاً من فتح آفاق جديدة للتفاهم، وهو ما يهدد مستقبل الحلول السلمية في سوريا”.
القضاء على فكر داعش
وحول الاستمرار في محاربة داعش، بين رزق: “القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أكد أهمية تكثيف الجهود لمحاربة مرتزقة داعش، لأنه العدو المباشر للشعب، وأن خطره لم ينتهِ بعد، فبالرغم من الضربات العسكرية التي تلقتها المرتزقة، لا تزال الخلايا النائمة نشطة في العديد من المناطق، ما يجعلها تشكل تهديداً مستمراً على أمن واستقرار المنطقة”.
ولفت: “الخلايا النائمة لداعش تعتمد على استراتيجية الكرّ والفرّ، وتسعى لنشر الفوضى وإحياء أفكاره المتطرفة؛ ما يستدعي تحركاً حاسماً لاستئصاله بشكل نهائي، كما أنه من الضروري مواجهة الأيديولوجيا المتطرفة، التي تتبناها المرتزقة، لأنها تشكل أساس بقاء تلك الخلايا وقدرتها على التجنيد والتأثير، القضاء على داعش لا يقتصر على هزيمته عسكرياً فقط، بل يتطلب أيضًا محاربة أفكاره السوداء، التي تغذي العنف وتؤجج الصراعات، لضمان حماية المجتمع وتحقيق الاستقرار المستدام”.
وحول استمرار الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، نوه رزق: “استمرار الصراع بين الطرفين دون تحقيق أي طرف لانتصار حاسم يُظهر أن النتيجة الوحيدة هي المزيد من الدمار والخراب وتشريد المدنيين، هذا الوضع يؤكد أن الصراع لن ينتهي إلا من خلال تدخل دولي قوي، وخاصة من الأمم المتحدة، التي تمتلك القدرة على فرض حلول دبلوماسية”.
وأضاف: “كلما طال أمد الحرب، تتزايد احتمالات دخول دول إقليمية على خط المواجهة؛ ما سيؤدي إلى تكثيف الهجمات وتوسيع نطاقها، ومع ذلك، يبقى التدخل المباشر من الدول الإقليمية مستبعداً، نظراً للدعم القوي الذي تتلقاه إسرائيل من حلفائها، وخاصة من القوى الكبرى، وأي محاولة لدعم حماس بشكل علني قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع هذه القوى، مما يشكل تهديدًا وجوديًا للدول المتدخلة”.
واختتم عضو حزب سوريا المستقبل، فرع إدلب، محمد رزق حديثه: “غياب توازن القوى بين الأطراف المتنازعة وحساسية التحالفات الإقليمية والدولية، يعقد إمكانية إنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس، وهذا يتطلب وضع مبادرة دولية فعالة تستطيع فرض تهدئة شاملة، بالإضافة إلى تقديم حلول دائمة تتسم بالعدالة وتراعي حقوق الأطراف الذي يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.