No Result
View All Result
المشاهدات 3
الحسكة/ محمد حمود –
في حديث لصحيفتنا “روناهي”، تطرق الإعلامي عماد الخلف إلى مسارات الصراع المتنامي في الشرق الأوسط، بين إسرائيل من جهة وحماس وحزب الله وحليفتهما إيران من جهة أخرى، ونوه إلى الخيارات المتاحة لدول المنطقة لمواجهة هذا الصراع وعدم انتشاره.
دخلت الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس عامها الثاني، وقد توسعت نيرانها فشملت لبنان ودُمِّر الجنوب، والضاحية، واستهدفت علناً قادة كثر من حزب الله، وعلى إثر هذا دخلت إيران بمناوشات في هذه الحرب التي لم تهدأ، وتهديد إسرائيلي أمريكي منتظر، برد على إيران، التي تجرأت وأطلقت صواريخها على إسرائيل، كل ذلك يحدث، فأصبحت المنطقة برمتها، تشهد أزمات سياسية، قد تكون لها مخاطرها، في المخططات العلنية أحيانا، لكنها المخيفة حينما تحبك في السر، مخلفة تلك الأحداث دمارا هائلا، قد يتسع إذا لم تنطلق محادثات دبلوماسية؛ لوضع أوزارها .
ثلاثة محاور أساسية
حول تلك المواضيع تحدث لصحيفتنا، الإعلامي ومدير إذاعة “خابور إف إم” عماد الخلف: “مع ذكرى السابع من تشرين الأول، الذي صادف هجوم حركة حماس على إسرائيل في العملية المسماة “طوفان الأقصى” خلال العام 2023، والتطورات التي أعقبت هذا الهجوم على الساحات كافة، تبرز ثلاث محاور رئيسة”.
وأشار: إلى إن “الأول لا يرى في الصورة سوى حالة غزة بعد عام من الهجوم عليها، ثم الضربات التي تلقاها حزب الله، فوجد من ذلك مبررا لإعادة إنتاج أطروحته السابقة، التي تبناها حتى قبل هجوم حماس، فرأى فيما يجري إيذانا بنهاية المشروع الإيراني في المنطقة، وأن المجموعات الفلسطينية، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، ليستا إلا ذراعين لإيران تستخدمها لخدمة لمصالحها القومية.”
مضيفا: “هناك توجه ثان، يرى أن هجوم السابع من تشرين الأول، سيعيد تشكيل الشرق الأوسط وفق معادلة تتغير فيها موازين القوى لصالح المقاومة، وأن حماس، وهي تخطط للهجوم، أخذت وقتها ليس فقط للإعداد للعملية الأمنية والاستخباراتية والعسكرية، وإنما استحضرت في توقعها لرد الفعل الإسرائيلي للسيناريوهات كافة”.
“أما المحور الثالث فيترك لنفسه حرية تقييم فعل هذه المجاميع، ودراسة جدوى تحولها من استراتيجية الدفاع، إلى استراتيجية الهجوم، فضلا عن نقد تجربة حزب الله، لاسيما تدخله في الأزمة السورية”.
خطوط استراتيجية إسرائيلية
وتابع الخلف: إن “الوضع الذي نشأ يقتضي البحث عن حراك سياسي، يفتح الإمكانية لحوار عربي إيراني، يستثمر ضعف طهران لتحقيق هدفين، هما تشكيل فاعل رئيسي ضاغط في الشرق الأوسط، بعدما سادت أطروحات تتحدث عن دور مركزي لإسرائيل في صياغة الشرق الأوسط الجديد، وذلك في ظل الفراغ، الذي يوجد في الشرق الأوسط، ثم ممارسة ضغط على إيران لإعادة النظر في سياستها الإقليمية، التي تعمل على استثمار جوانب الهشاشة في المنطقة، لإنهاء دور الدولة، والتمكين لأذرعها لتحل محلها.”
ونوه: “المعطيات التي تكشفت قبل الحرب وبعدها خطوط الاستراتيجية الإسرائيلية، تتحدث عن تصور لشرق أوسط جديد، تغيب فيه بالمطلق فلسطين وحماس وغيرها من المجموعات، وتدمر فيها ما يسمى بمحور المقاومة، المهم استراتيجياً ليس هو الأماني بل الوقائع، فجزء من هذا التصور كان من الممكن تطويره، لاسيما بعد نجاح الحوار الإيراني السعودي، لكن مع ذلك، فالوقائع الحية التي تجري على الأرض تجعل الحوار العربي الإيراني بعيدا”.
وأردف: “هناك عقدة جوهرية تتمثل بوجود عقيدة استراتيجية وأمنية عربية تكونت، وهي التي ترى أن التطبيع مع إسرائيل ينهي المشكلة، لأن الصراع القائم مشكلته الأساسية تدخل إيران في المنطقة، لكن طهران، فلا يوجد معها حل للأزمة الراهنة، ما قامت به الرياض، هو سياسة لا يمكن البناء عليها، وأنها لجأت لذلك فقط لإنهاء ضربات الحوثي على مصالحها الاستراتيجية، وابتزاز واشنطن لها وعدم مصداقيتها في تأمين حدودها”.
احتمالات الحرب المفتوحة
وتطرق الخلف: “الرئيس الإيراني يسعى، إلى القيام بإصلاحات داخلية، تساهم في التنمية الاقتصادية، وترميم البناء الوطني، وإلى بدء فك الاشتباك مع الغرب فيما يخص هاجس المشروع النووي، وإلى تعزيز العلاقات مع دول المنطقة العربية، وأيضاً سيحاول لإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية، وهو بهذا المعنى محاولة إيرانية للهبوط من الإمبراطورية التي أنهكت شعبها، الذي لم يتوقف عن أشكال الحراك السلمي للاحتجاج، وساءت علاقاتها بالجوار العربيّ”.
ويرى الخلف: إن “نتنياهو وجد في عملية حركة حماس في غلاف غزة، الفرصة التي ينتظرها لقلب الطاولة على كل خصومه السياسيين، داخل إسرائيل، على أمل الفوز لاحقا في معركته لمنع المحاكمات التي تطارده، والدعم الأمريكي – الغربيّ، فتح له الطريق بسرعة ليدفع باتجاه الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة، وإلغاء المشروع السياسي الفلسطيني برمّته، ومواجهة حزب الله”.
واستكمل: “مشروع نتنياهو لا يمكن أن ينجح إلا باستخدام أكثر أشكال الاستفزاز الممكنة، التي تدفع إيران والغرب إلى مواجهة لا يمكن الخروج منها، لذا فقد جرى التصدّي لنهج بزشكيان بسرعة شديدة، وبأكبر قدر يمكن من المغامرة، التي لا تترك لطهران الخيار، فحين تمّ اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران، وحاولت إيران مقايضة ردّها بتقدم على جبهة وقف إطلاق النار في غزة، قام نتنياهو بخطوات أشد خطورة واستفزازا فقتل قادة حزب الله، ومن ضمنهم أمينها العام حسن نصر الله”.
واستطرد: “المقامرة الاستراتيجية لنتنياهو، تراهن على الاستفزاز الهائل لإيران، ما يسفر عن خسارة كامالا هاريس للسباق الرئاسي أمام دونالد ترامب، وبذلك يتحصّل نتنياهو على الحليف المثاليّ له في رغبة ضرب إيران”.
واختتم الإعلامي، عماد الخلف، حديثه: إنه “يجب على دول المنطقة المفاضلة بين خيار المراهنة على نهج بزشكيان، الذي يحمل احتمالات إصلاح واعتدال إيراني داخلي وخارجي، أو على نهج نتنياهو، الذي يريد أن يدخل المنطقة في دوامة صراع مفتوح قد لا تنتهي قريباً”.
No Result
View All Result