No Result
View All Result
المشاهدات 11
محمد القادري_
الإنسان مخلوق ينظر إلى ما حوله ويريد أن يتفهم ما يحصل، وهو في خلقه آية من آيات الله وكل خلية فيه تعدُّ معجزة من الله، وأشار الله سبحانه وتعالى إلى ذلك في قوله: “وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ، وقوله: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ”، وإذا تتبعنا الموضوع، نرى إن الإنسان يحوي في جرمه الصغير آيات الكون العظمى، وكما إن الطبيعة مؤلفة من الأثير والهواء والماء والنار والتراب، كذلك جسم الإنسان يحوي الروح والنفس الذي هو عباره عن الهواء وأيضاً الماء والسوائل، وكذلك كهرباء الجسم التي هي الطاقة التي تجعل جسمه متوقداً، وأيضاً هو مخلوق من التراب وجميع أعضائه تنادي بأنها تشكل وحده تجانس مع الطبيعة، فالإنسان ليس بعيداً في كينونته عما حوله من المخلوقات من الحيوانات والأشجار والطبيعة، فإنه يتفاعل معها وربما يفهم منها وتفهم منه بقدره الله سبحانه وتعالى، ونجد ذلك فيما نسميه بالمعجزات وسماها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بالآيات، فالروح، هي آية عظيمة نفخها الله سبحانه وتعالى في جسد الإنسان، وهو سر من أسراره، بقوله تعالى: “ويَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا”، أما العناصر الأخرى فقد سخرها الله سبحانه وتعالى للإنسان وجعل منها آيات ومعجزات على أيدي أنبيائه ومرسليه، فما الطوفان لم يغرق سفينه نوح، والماء الذي شرب منه أيوب شفاه الله سبحانه وتعالى بعد 40 سنة من المرض، حيث قال: “ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ”، وأما النار فقد قال لها: “قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ” فلم تحرقه، وأما الهواء، فقد سخره لسيدنا سليمان عليه السلام فقال: “وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ”، وأما التراب والحجر فقد تعايش مع آياته الأنبياء والمرسلون ومنهم صالح عليه السلام، فقد انشقت الصخرة وخرجت منها الناقة آية لقومه، وكذلك موسى ضرب الصخرة فانفجرت منها 12 عيناً، وكذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانت الحصاة تسبح في يده، وإلى ما هنالك الكثير من المعجزات والآيات التي أظهرها الله سبحانه وتعالى في الإنسان، حينما كان قريباً طائعاً لربه، فالإنسان آية من آيات الله في هذا الكون، يجب أن يعلم قدر نفسه ويتعامل مع الطبيعة كونه جزءاً منها.
No Result
View All Result