في الذكرى السنوية العاشرة، لاستشهاد آرين ميركان، أكدت عضوات منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة عفرين والشهباء، بأن عمليتها الفدائية مهدت الأرضية لمرحلة جديدة للنساء المناضلات، وجددن العهد برفع وتيرة النضال في وجه هجمات الإبادة.
يصادف الخامس من تشرين الأول الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد القيادية في وحدات حماية المرأة، آرين ميركان “دلارا كينج”، التي نفذت عملية فدائية، عندما حاولت مرتزقة داعش السيطرة على تلة مشته نور، بمدينة كوباني، حيث وقعت على إثر هذه العملية الفدائية، العشرات من القتلى بين صفوف المرتزقة.
القيادية “آرين ميركان”، التي التزمت نهج المقاومة، الذي جسدته المناضلات، في سبيل الحياة الحرة والكريمة، وعززت بعمليتها الفدائية روح المقاومة لدى كل شعوب شمال وشرق سوريا، وسُمع صدى عمليتها، التي نفذتها ضد مرتزقة داعش في 2014، في أنحاء العالم كافة.
هذه القيادية التي غيرت مسار الحرب ضد أكبر المجموعات المرتزقة، والتي جعلت من نفسها بداية مرحلة جديدة، “آرين ميركان” الفدائية التي أصبحت مثالاً لتاريخ المرأة المناضلة وميراثاً لنساء العالم، وهيأت أرضية نضالية على أساس أيديولوجية حرية المرأة لمقاومة الأنظمة الحالية، وعدتها أسلوباً تستقي منه النساء قوتهن وإرادتهن وسعيهن للوقوف أمام الهجمات والرد عليها في الوقت المناسب.
مقاومة القيادية “آرين ميركان” ميراث لنهج المناضلات الكرديات
وحول ذلك، أخذت صحيفتنا “روناهي”، آراء عضوات منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة عفرين والشهباء، حيث استذكرت “ريحان علو” الشهيدة آرين ميركان والشهيدات الكرديات والمناضلات في سبيل تحقيق الحرية: “في الذكرى السنوية العاشرة، لاستشهاد القيادية آرين ميركان، وفي شخصيتها نستذكر الشهيدات المناضلات، في وجه الأنظمة الاستبدادية، والذهنيات الرجعية، وأقوى وأعتى قوى ظلامية على الأرض، وهي التي أنارت لنا طريقاً طويلاً من المقاومة”.
وأشارت ريحان، بأن مقاومة الشهيدة آرين ميركان هي ميراث لنضال طويل للمناضلات الكرديات: “في تاريخ الشعب الكردي، هنالك العديد من المناضلين والمناضلات الثوريات، اللواتي قدمن نضالاً هاماً في سبيل الحفاظ على الهوية وتاريخ الشعب الكردي، أمثال الشهيدة زيلان وبيريتان وساكينة، وصولاً إلى مقاومة الشهيدة آرين ميركان، التي عبر عمليتها الفدائية استطاعت أن توقظ ضمير الإنسانية جمعاء، وأن تذهب بنا نحو الشعب الكردي وعموم شعوب المنطقة والنساء تحديداً نحو مرحلة جديدة من النضال”.
بداية هزيمة داعش
ونوهت ريحان، بأن عملية الشهيدة آرين ميركان استطاعت أن تهزم أقوى وأعتى قوة ظلامية: “إن داعش يحارب وجود المرأة فكرياً وجسدياً، وما فعله بحق النساء الإيزيديات في شنكال خير مثال على ذلك، وعلى الرغم من الهجمات الوحشية، التي تعرضت لها كوباني من داعش وداعميه كالدولة التركية، وادعاءاتهم سقوط كوباني خلال يومين، إلا أن المقاتلين والقياديين، الذين ناضلوا في كوباني بريادة وحدات حماية المرأة، سطروا ملاحم بطولية وتاريخاً جديداً من المقاومة والفدائية، وهذه المقاومة غيرت مسار تلك المرحلة المصيرية، وأحدثت نقلة نوعية وبداية لسقوط داعش”.
واستكملت: “إن تأثير داعش لم يسقط في كوباني فقط، إنما مقاومة آرين ميركان مهدت الأرضية، وكانت الدافع لأن تغير موازين الأنظمة الاستبدادية، التي تعمل لمحاربة المرأة الكردية والتي لها مخططات ضد الشعب الكردي، واستهداف مكتسبات ثورة التاسع عشر من تموز على وجه الخصوص، الثورة التي تحققت بتضحيات كبيرة، وبقيادة المرأة، حتى أصبح تشكيل وحدات حماية المرأة من أعظم المكتسبات، التي حققتها المرأة، وأصبحت مظلة لنضال النساء من الشعوب كافة”.
نبقى سائرات على خطاها
وفي ختام حديثها، جددت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة عفرين والشهباء “ريحان علو”، بالسير على خطا الشهيدة آرين ميركان، وشهيدات الحرية: “اليوم وبمناسبة الذكرى العاشرة للعملية الفدائية، لابنة مدينة الزيتون، المناضلة والقيادية، آرين ميركان، نجدد العهد مرة أخرى، بالسير على خطا الشهيدة آرين ميركان، والنضال في وجه الأنظمة الاستبدادية، وسنبقى ثائرات ومناضلات بشعار المرأة، الحياة، الحرية، حتى تحرير النساء، وتحرير أرضنا المحتلة من رجس الاحتلال والإرهاب”.
عمليتها الفدائية مهدت للنساء المناضلات مرحلة جديدة
من جانب آخر، أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة عفرين والشهباء “أمل إسماعيل”، بأن العملية الفدائية للشهيدة آرين ميركان كانت مرحلة جديدة من النضال للنساء: “إن الشهيدة آرين ميركان، لم تناضل لأجل المرأة الكردية فقط، فأنا امرأة من الشعب العربي، ومتأثرة جداً بما قدمته الشهيدة آرين ميركان؛ لأنه وبفضل تضحياتهن، أصبح للنساء من مختلف الشعوب دور وبصمة هامة في المجتمع على الأصعدة السياسية والعسكرية، والإدارية، وهذه المقاومة والعملية الفدائية أنارت لنا مرحلة جديدة من النضال، فهي لم تفرق بين الشعب والمنطقة، من بين أحضان جبال هاوار وليلون، ناضلت في مشته نور، وأصبحت أيقونة للمقاومة”.
وفي ختام حديثها، نوهت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة عفرين والشهباء “أمل إسماعيل”، بضرورة التفاف النساء حول منهج الشهيدة آرين والنساء المناضلات: “إننا اليوم مدينون لشهيدات الحرية، لما قدمن من تضحيات، في سبيل أن نعيش نحن بكرامة وحرية، لذلك هنالك حاجة ماسة في أن تلتف النساء من مختلف بقاع الأرض والشعوب والمعتقدات، حول “فلسفة المرأة، الحياة، الحرة”، لنكسب معاً ثورة المرأة ونضمن حريتنا”.