No Result
View All Result
المشاهدات 42
محمد القادري_
الظن، هو توقع الإنسان لموضوع ما، أو أمر ما في فكره واعتقاده، وليس لديه ما يثبت ذلك، بل يعتمد على تصوره وتخيله، لذلك فهو ينقسم إلى نوعين، ظن حسن وخير، والذي يقود صاحبه إلى العاقبة المحمودة في الدنيا والأخرة، وهناك ظن سوء وشر وعاقبته إثم وخطيئة، فمن الظن الحسن ما قاله الله سبحانه وتعالى، وهو يصف حاله المؤمنين يوم القيامة بقوله: “فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ”، فحينما يظن الإنسان إن هناك يوم قيامة، وإن هناك حساباً وعقاباً، فسوف يحاسب نفسه قبل ذلك اليوم، وسيعمل ضميره الحي رقيباً على كلماته وحركاته وسكناته، وذلك الظن الحسن، وأيضاً قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي، الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة والجلالة: “أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي، خيراً”، أي إن الإنسان المؤمن يجب أن يظن دائماً بالله سبحانه وتعالى كل خير ومغفرة وعطاء ورحمة ورزق وصحة وعافية، وما إلى هنالك من أمور الخير التي يسعد بها الإنسان في دنياه وآخرته، وعكس ذلك ما يظنه بعض الناس حاشا وكلا إن الله يظلم عباده، أو يفعل بهم ما لا يستحقون، وصفهم الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال: “ذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ”، هذا حينما يظن الإنسان بربه السوء، أو الشر، فإنه يعيش حياة تعيسة بكل معنى الكلمة ليس له ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه لأن الله سبحانه وتعالى قد قهر عباده بإيجادهم في هذه الحياة من غير مشورتهم أو رضاهم أو موافقتهم، وكذلك أيضاً قهرهم بالموت والفناء الذي نراه أمام أعيننا، ولا يستطيع أحد أن يهرب منه، أو يفر مهما تفلسف وتكبر وتجبر، وأيضاً الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين بالظن الحسن بين بعضهم، ونهى عن ظن السوء فقال: “أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ”، وكم من حالات الظن السوء قد أشعلت نيران عداوات وصراعات وقتل وتشريد بين الناس حينما اعتمدوا على ظنهم السيء.
No Result
View All Result