نتيجة لعدة أسباب ومنها ارتفاع تكاليف الإنتاج؛ ارتفع سعر ربطة الخبز السياحي إلى 5000 ل.س، حيث أثر هذا الارتفاع على القدرة الشرائية للأهالي في مدينة قامشلو وخاصةً أصحاب الدخل المحدود والعوائل الكبيرة.
شهِد سعر ربطة الخبز السياحي ارتفاعاً جديداً، حيث قفز من 4500 ل.س إلى 5000 ل.س. في ظل لجوء الأهالي في مدينة قامشلو لشراء الخبز السياحي في أغلب الأوقات، وذلك لعدم اكتفائهم من خبز الكومين، حيث يتم توزيع ربطة واحدة من الخبز في اليوم، والتي تحتوي على تسعة أرغفة للعائلة الواحدة مهما بلغ عدد أفرادها، فزيادة 500 ل.س على ربطة الخبز السياحي أثار استياء الأهالي.
رفع السعر دون مُبرر يُثقل كاهل الأهالي
تتألف عائلة المواطن “جوان موسى” من ستة أفراد يستهلكون يومياً أكثر من ثلاث ربطات من الخبز، وقال: “إن خبز الكومين لا يكفينا كوننا عائلة كبيرة وتحوي على أطفال، وفي الكثير من الأحيان يأتي خبز الكومين بجودة سيئة جداً، لذلك نلجأ إلى شراء الخبز السياحي كوننا نُجبر عليه”.
واستنكر موسى رفع سعر الخبز المتكرر دون قرار رسمي كونه لا يصب في مصلحة الأهالي: “إننا نعاني من ارتفاع الأسعار بشكلٍ متكرر ليس الخبز فقط بل جميع المواد الغذائية والخدمية، وربما الارتفاع يكون بنسبة قليلة كـ 500 ل. س ولكنها تفرق كثيراً عند شراء الخبز يومياً مع باقي مستلزمات العائلة، ونحن في السابق كنا نستغني عن العديد من الأمور من أجل توفير الخبز والغاز ومادة التدفئة، واليوم أصبح توفيرها يستهلك راتب العامل كاملاً”.
يرى موسى أن كل تاجر يعمل على هواه برفع الأسعار دون اللجوء إلى الجهات المعنية، وعدم اكتراث الجهات المعنية بالتدخّل يجعلهم يتمادون برفع الأسعار واستغلال الأهالي: “إن سعر الخبز في السابق كان مرتفعاً ومع هذه الزيادات التي أصبحت تتكرر بشكلٍ كبير يصل السعر للخيال، وحتى هذه اللحظة لا نعلم سبب ارتفاع سعره المفاجئ”.
وطالب المواطن “جوان موسى” في ختام حديثه الجهات المعنية بالتوقف عن رفع سعر المواد الغذائية وخاصةً مادة الخبز “أصبحنا نستيقظ كل يوم على ارتفاع أسعار المواد غذائية دون أي مبرر مقنع، ونتمنى ممن يضعون هذه الأسعار بالتراجع عن قراراتهم، ومراعاة وضع الأهالي الذين لم يعودوا يستطيعون تأمين أساسيات الحياة الخبز والغاز والمازوت والمواد الغذائية”.
300 ألف شهرياً للخبز
لا يعاني المواطن “صدقي كيفو” من رفع تسعيرة الخبز السياحي، إلا أنه يجدها غير مقبولة كون أصحاب الدخل المحدود والعوائل الكبيرة أصبحوا غير قادرين على شراء الخبز، وبيّن كيفو: “إن العديد من العوائل التي يبلغ عدد أفرادها أكثر من تسعة أشخاص لا تكفيهم ربطة خبز واحدة من الكومين مما يُجبرهم على شراء أكثر من ربطة من خبز السياحي”.
ويجد كيفو أن 500 ل.س مبلغ قليل لزيادته على سعر الربطة الأساسية 4500 ل.س، ولكن أن اشترت العائلة ربطتي خبز السياحي في اليوم فمقدار زيادة سعر الخبز أكثر من ألف ل. س، والمبلغ آخر الشهر يعادل 30 ألف ل. س وبزيادة على سعر الخبز الذي يصل إلى 270 ل.س، لربطتين في اليوم وهي كمية قليلة أيضاً، ويعد هذا المبلغ أكثر من نصف راتب ذوي الدخل المحدود.
كما تطرق إلى أن بعض العوائل تشتري أكثر من خمس ربطات في اليوم كون ربطة الخبز السياحي أصغر من الخبز العادي الذي يوزع في الكومينات ويحوي سبعة أرغفة، ونوه إلى: “الفرن قريب مني، وسعره حتى لو ارتفع قليلاً فهو أرخص من الخبز الذي يباع على الأرصفة بسعر سبعة آلاف ل. س لربطة واحدة تحوي على تسعة رغفان من الخبز”.
واختتم المواطن “صدقي كيفو” حديثه مطالباً بزيادة كمية مادة الخبز الموزعة في الكومينات وتحديد موعد ثابت لقدومه؛ مما يُخفف العبء على العوائل، كون الفرق بين خبز الكومين وخبز السياحي 140 ألف ل.س في الشهر لربطتين من الخبز.
أسباب الارتفاع
فيما برر صاحب فرن شمس في مدينة قامشلو “عبد الرحيم محمود” سبب ارتفاع سعر ربطة الخبز السياحي بقوله: “إن رفع أسعار الخبز يعود لعدة عوامل، أبرزها زيادة تكاليف العمال، حيث يواجه العمال في الوقت الراهن صعوبة في كسب ما يكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية، مثل إيجارات السكن والمواصلات، خاصةً مع الارتفاع المستمر لأسعار الإيجارات في مدينة قامشلو، وهذا الوضع يزيد من مصاريف العمال، مما ينعكس بدوره على الأسعار”.
وأشار إلى أن سعر مادة الطحين أيضاً تُسجل ارتفاعاً ملحوظاً، حيث يبلغ سعر كيس من الطحين 15 دولار أمريكي، مما يزيد الأعباء على أصحاب الأفران، كما أن تكاليف الصيانة والإصلاحات اللازمة للأفران قد تضاعفت، مما يقلل قدرة الأفران على تقديم الخبز بأسعارٍ معقولة.
فيما بيّن محمود أن نقص مادة المحروقات هو سبب آخر لرفع الأسعار: “المازوت المخصص لنا 23 ألف لتر شهرياً، إلا أن الكمية التي تصلنا ثمانية آلاف لتر مازوت فقط، وهذا النقص يُجبرنا على شراء مادة المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، والعمل لساعات تصل إلى 20 ساعة، وهذا ما يزيد التكاليف وبالتالي ارتفاع سعر الخبز”.
وأكد صاحب فرن الشمس “عبد الرحيم محمود” في ختام حديثه إلى أن ارتفاع الأسعار بشكلٍ عام وسوء الوضع المعيشي يُثقلان كاهل المواطنين: “يحتاج الوضع إلى تدخّلات عاجلة من الجهات المعنية لتحسين ظروف العمل والمعيشة، وضمان توفير المواد الأساسية بأسعار مناسبة لضمان استقرار المجتمع ومواجهة هذه الأزمات المتلاحقة”.
تقديم نحو 107700 لتر شهرياً من المازوت للأفران
وبدوره أوضح الرئيس المشترك لمديرية المحروقات بمقاطعة الجزيرة “جوان إبراهيم” أنَّ مديرية المحروقات تعتبر جهة مانحة لمادة المازوت للأفران السياحية، ويقع على عاتقها توزيع المازوت للأفران فقط، بموجب كشوفات هيئة الاقتصاد.
وبيّن أنه يتم توزيع مادة المازوت للأفران الخبز السياحي بحسب كمية الطحين التي يتم تقديمها لهم، وبحسب عدد ساعات التشغيل في اليوم، ويوجد في مدينة قامشلو ثمانية أفران للخبز السياحي.
وكشف إبراهيم عن نموذج كمية مادة المازوت التي تتوزع بشكلٍ شهري على الأفران السياحية: فرن الشمس: يقتضي فرن الشمس خمسة أطنان من الطحين يومياً، ويتم منحه 16 ألف لتر مازوت شهرياً، فرن السيد: 17 ألف لتر من المازوت، وخمسة أطنان من الطحين، فرن سيتي: من ثلاثة إلى أربعة أطنان من الطحين، و14500 لتر مازوت، فرن الغد: من ثلاثة إلى أربعة أطنان من الطحين، و16 ألف لتر مازوت، الشام: 24 ألف لتر من المازوت، وأربعة أطنان من الطحين، بيروت: طنان من الطحين و7400 لتر مازوت، وفرن آلند: 1500 لتر من المازوت، ثلاثة إلى أربعة أطنان من الطحين، وفرن ليلون: 8000 لتر من المازوت، ثلاثة أطنان من الطحين.
وتبلغ كمية مادة المازوت الكاملة التي يتم توزيعها للأفران نحو 107700 لتر شهرياً، ويبلغ سعر لتر المازوت المدعوم 2350 ل.س، ولم يتم تحديد عدد ساعات تشغيل للأفران، ويعمل كل فرن بحسب طاقته التي يحددها.