No Result
View All Result
المشاهدات 1
عبد الباري أحمه_
فوق تلالِ العفةِ تراقصت جرارُ النشوةِ
نشوةُ عرائسِ البساتينِ المعلقةِ في بابل
حينها لاحت شمس آرتا
في حاضرة زارا
وغابت الآلهة في أخاديدِ العتمةِ
تختبئ في أكواخ مستعارة
فكان هديرُ قوافل الحجيج
يطوف حول لالش
والمناراتُ تظلل نبوءةَ جودي
بالطوفان
وتزين أزقة رُها بقوافي أفستا
جاهلٌ من يركلُ سهولَ ميزوبوتاميا
ويحملُ حقائبَ هزيمته
على سفنٍ ورقية
كالمهرجين يُعرّونَ مؤخراتهم للمارة
كغانيات الليل لا أرقامَ لهنَّ
في فهارسِ الأمم
يا حجلَ الانكساراتِ المتتالية
يا صديقَ التذاكرِ المؤجلةِ
أي لعنةٍ ألبسوها في معصميك
وأيُّ سلاسلٍ من الهوانِ
شدوا بها رُسغيكَ
كيف وطأَت بقدميكَ أوكارَ الخديعةِ
ولم تترك في زوادتكَ
إلا شغفكَ المبتور
يا حجلُ حين رحلت بأطفالكَ
صوبَ المنافي
تغازلُ الشرفاتِ الليلكية
بابتسامةِ المتسولين
وتناجي الأصصَ النائمةَ
خلفَ ثرثراتِ الليلِ
حتى تمنح روحكَ المتبقّيةَ وثائق العبور
أنها تغريبة وطنكَ يا حجلَ الحلم
وطنٌ كنيزكٍ تائهٍ يسقطُ من السماءِ
مثلَ محبرةٍ ممتلئةٍ بدماءِ الميدياتِ
أنهم أبناؤكَ يا حجل
يكتبونَ فاجعتكَ بفقاعاتٍ من زبدِ دجلةَ
حتى باتت أسواركَ لينةً
لغزاةِ داست حوافرُ خيلهم كل قريةٍ
يسرقونَ صلصالَ الحدائقِ
وينكحونَ مآزر الموتى المنسيين
أي وطنٍ أنت؟
وأيُ سنين عجافٍ تعيشهُا بعد اليوم
أكنت مخدوعاً منذُ الأزلِ
بحماقاتِ رجالك؟
ومنتشياً بزغاريدِ الثكالى والمطلقات
ترقصُ مع أطفالكَ في أوحالكَ اللزجةِ
وطنٌ متدثرٌ بسقسقاتِ القبل
نائمٌ بين أحضان جاريةٍ
جاريةٌ تجّتر بقايا بطولاتكَ الخرافيةِ
وتُسوقُ معابدكَ في مزادٍ علني
يا أيها المخدوعُ
بفردوسِ الشمالِ المؤقتِ
المخدوعِ بنشوةِ القبلِ الباردةِ
عذراً يا أمة التداعياتِ والأدعية
ضفافُ “الراين” ليست أحلام “قاسملو”
عدّ لحلمكَ أيها النبيلُ الميتاني
ليسَ مبكراً أن تشعلَ قناديلَ “الموغ”
في أوركيش
أقم صلاةَ الجنازةِ لشهداءِ قامشلو
تقيأ رائحةَ فواجعِ الأنفالِ وخردلها
لا تنتظر صرخاتِ العودة
حيث شمالكَ المشتهى
شمالكَ مصابيحُ زاغروس وترانيمها
على سياجهِ تعرت كل الجهات
نهشت مؤخراتهم غربانُ الحاوياتِ
اقترب قليلاً من نحيبِ عفرين وزيتونها
اقترب أكثر من تجاعيدِ وجهِ هولير
من أسوار آمد الممهورة
بعمامة “البيراني”
ومن مزاراتِ “سيبان”
حين تتسابق العادياتُ الكرديات
راهباتُ الشرائعِ والابتهالاتِ
لم يتركنَ حروف التاريخَ
تذوبُ في الفراغاتِ
حرقنَ المنافي بجدائلهنَ العاريةِ
وفرشن الأرضَ حقولاً وأطفالاً
وأقسمنَ بالشمالِ وبخلاخيلهنَ
أن الأقنعةَ ستسقطُ في الأوحالِ
اقتربي أيتها المكللة بعطرِ الزيتونِ
أيتها المتطهرةُ بينابيعِ “سري كانييه”
مزقي صيحاتَ مزادهم
بمقاماتِ “الحريري”
وغلفي سياجَ بوطانَ بعشقِ “الجزيري”
ها هو “مم” يطرز عباءة “زين” بفجر آخر
يمزقُ بهسهساتهِ مربعاتَ المكيدةِ
يعودُ بعربتهِ للشمالِ الممتلئ بالفراشات
يملؤها من كل الضفائر زوجينِ اثنين
يملؤها بالنائمين على أرصفة العودةِ
يدفعُ مجدافَ مركبتهِ للشمالاتِ الأربع
من منعطفاتها ينام الشفقُ
فوق دفاترِ الأطفال
وتظللُ السنبلةُ ضحكاتِ العذارى
حينها يمزقُ الوطنُ أوراقَ مزاده العلني
ويسقطُ المقامرُ بريحِ سنابكِ المغيراتِ
ويلبس الوطنُ خارطة فجرهِ الجديد.
القصيدة الفائزة بالجائزة الثالثة في مهرجان الثقافة الأول – دورة الشعر2024
No Result
View All Result