No Result
View All Result
المشاهدات 13
محمد القادري_
أعطى الإسلام أهمية واضحة للرؤى والأحلام، وجعل لها تأثيراً ملحوظاً في الواقع، والأدلة على ذلك واردة منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما قال لابنه: “فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ”، وكان هذا المنام نقطة تحول تاريخية في العقائد والأديان، حيث انتهى عهد التضحية بالإنسان من أجل الإله، وأيضاً قصة يوسف عليه السلام في حال طفولته ورؤيته أحد عشر كوكباً، والشمس والقمر رآهم له ساجدين، وبعد ٤٠ سنة تحققت الرؤيا، وأصبح عزيز مصر، وجاء بأخوته وأبويه وجلس على عرشه وخروا له سجداً، “وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ”، وكذلك حينما رأى صاحباه رؤاهم، وقام يوسف بتعبير رؤياهم، وجرت على ما فسرها لهم، ثم رؤيا ملك مصر، التي صار تفسيرها سبباً في إخراج يوسف من السجن واستلامه خزائن مصر، لذلك نلاحظ اهتمام الأديان بالمنامات والأحلام، حتى وأن هناك في الكتاب المقدس سفراً كاملاً اسمه “سفر الرؤيا”، وفي الإسلام هناك كتب كثيرة لتفسير الأحلام، واشتهر منها تفسير “محمد بن سيرين” وغيره، وفي حياة سيدنا محمد أيضاً كانت الرؤيا تشكل جزءاً من نبوته، حيث إنها بدأت بالرؤية الصادقة لمدة ستة أشهر، حيث كانت مناماته تنطبق على الواقع بدقة، ومن ثم أتاه الوحي، ونقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى: “لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا”، حيث أنه تم تبشيره في الرؤيا قبل الواقع بالفتح، وفي مقابل ذلك نرى الرؤيا، التي تنذر بالفتنة، حيث قال الله سبحانه وتعالى له: “وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ”، وهكذا أن القرآن الكريم يعطي أهمية كبيرة للأحلام والرؤى والمنامات.
No Result
View All Result