على مدار يومين متتالين عُقد المؤتمر العاشر لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، معيداً صياغة البرنامج السياسي والنظام الداخلي للحزب، وإجراء بعض التغييرات على مجمل البنود الواردة فيهما، وانتخاب رئاسة جديدة للحزب، فخرج المؤتمرون بجملة من المخرجات، التي كان أبرزها الانفتاح على الحوار مع مختلف الأطراف السورية على أساس صون مصالح الشعوب، وأن حل الأزمة السورية لن يتم دون تحرير كامل الجغرافية السورية من الاحتلال.
بحضور 700 مندوبة ومندوب؛ عقد حزب الاتحاد الديمقراطي مؤتمره العاشر في مدينة الحسكة؛ تحت شعار “معاً من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو، وترسيخ الإدارة الذاتية وبناء سوريا ديمقراطية”، على مدار يومين في مدينة الحسكة، بتاريخ ٢١ و٢٢ أيلول ٢٠٢٤.
وحضر المؤتمر ممثلون عن القوى والأحزاب السياسية السورية والكردستانية، ومن البلدان العربية، وبعض من الأحزاب الاشتراكية العالمية؛ وممثلون من الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، ومجلس سوريا الديمقراطية، وقوات سوريا الديمقراطية، وحركة المجتمع الديمقراطي، ومؤتمر ستار، وممثلو المكونات المجتمعية والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا.
النقاط التي أتى عليها المؤتمر
أشارت الكلمات، التي أُلقيت في المؤتمر من المشاركين إلى ضرورة الاستمرار في النضال من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان في إنهاء نظام التعذيب والإبادة الممارس بحقه في سجن إيمرالي من الفاشية التركية، إضافةً إلى ضرورة العمل على ترسيخ الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا في بناء نظام ديمقراطي في عموم الأراضي السورية.
كما قيّم المؤتمر أعماله ومهامه المتعلقة بترسيخ الإدارة الذاتية الديمقراطية كنموذج لحل الأزمة السورية، وحل عموم أزمات المنطقة، كما تم التطرق إلى الجانب السوري والكردستاني في الشرق الأوسط، وما يحدث من صراعات بين الدول المهيمنة في مختلف هذه الساحات.
ومن ضمن الحوارات، التي دارت في المؤتمر، بين الحضور أن حل الأزمة السورية لن يتم دون تحرير كامل الجغرافية السورية من الاحتلال التركي، وعودة آمنة للمهجرين إلى أرضهم، ومناهضة عمليات التغيير الديمغرافي، وجرائم الحرب بحق الأهالي والمهجرين.
فيما تم التأكيد، بأن حل القضية الكردية مدخل لا بديل عنه للوصول إلى شرق أوسط آمن ومستقر، وبأن توحيد الرؤية السياسية لحل القضية الكردية مطلب مُلحّ يمهد لعقد المؤتمر الوطني الكردستاني، وبأن حل الأزمة السورية على أساس مسارها السياسي وفق القرار الدولي 2254 لن يكون في متناول اليد دون تمثيل وازن للإدارة الذاتية في العملية السياسية السورية.
كما شدد المؤتمر على إطلاق حملة السياسة الديمقراطية وفق أسس الحماية الذاتية والوحدة الوطنية، وتقوية الجبهة الداخلية وتعزيزها وفق سياسة الخط الثالث والحوار مع الأطراف الوطنية السورية، وعدّ الاتفاق الديمقراطي بين الشعبين الكردي والعربي هو مسألة استراتيجية يجب تطويرها، وإفشال التهديدات، التي تسعى للنيل منها، وضمت أعمال المؤتمر أيضاً تكريم كوكبة من عوائل الشهداء في إقليم شمال وشرق سوريا.
وأعاد حزب الاتحاد الديمقراطي صياغة البرنامج السياسي والنظام الداخلي للحزب، وأجرى بعض التغييرات على مجمل البنود الواردة في البرنامج السياسي والنظام الداخلي، بتعديل بعض الجمل وتغيير تسميات بعض البنود وصياغة أخرى.
وقلّص حزب الاتحاد الديمقراطي عدد أعضاء المجلس العام من 145 إلى 90 عضواً، وعليه انتخب المؤتمر 90 مرشحاً للمجلس العام، موزعين على الشكل التالي، (في المركز العام 15 عضواً، وفي الإدارة الذاتية 13 عضواً، وسبعة أعضاء في الشبيبة، وجنوب كردستان أربعة أعضاء، وعضو في لبنان، وعضو في دمشق، وثمانية أعضاء في أوروبا، وأربعة أعضاء في مقاطعة عفرين والشهباء، وأربعة أعضاء في حلب، وأربعة أعضاء في مقاطعة الفرات، وثلاثة أعضاء في مقاطعة منبج ، وثلاثة أعضاء في مقاطعة دير الزور ، وعضوان في مقاطعة الرقة ، وعضو في مقاطعة الطبقة، وعشرة أعضاء في الحسكة، وعشرة أعضاء في قامشلو).
مخرجات المؤتمر العاشر
على المستوى التنظيمي تم اتخاذ جملة من القرارات المتعلقة بتطوير النظام التدريبي للأعضاء، وتطوير الإعلام، وتلافي النواقص التي تعتريه، وتقديم أشكال الدعم لصون إرادة الشباب انطلاقاً من دورهم النوعي، والالتزام بمخرجات مؤتمر المرأة المؤكدة على دور المرأة الريادي في الثورة وتطوير الإدارة الذاتية، وتعزيز ركائز العائلة الديمقراطية. وتم التركيز على تقوية العمل التنظيمي في القرى والكومينات، والتركيز على وضع ممثلي الحزب في الإدارة الذاتية، وتفعيل دورهم لمعالجة ما يعتري سير تطور الإدارة الذاتية وتلافي الأخطاء والنواقص، التي تحدّ من تطورها، كما عدّ المؤتمر في هذا السياق بأن كل عضو من أعضاء الحزب يتحلى بمسؤولية تنفيذ العقد الاجتماعي، وتطوير الاقتصاد المجتمعي.
وأشاد أعضاء المؤتمر بأن حل الأزمة السورية لن يتم دون تحرير كامل الجغرافية السورية من الاحتلال التركي وعودة آمنة للمهجرين إلى أرضهم، ومناهضة عمليات التغيير الديمغرافي وجرائم الحرب بحق الأهالي والمهجرين، وبشكل خاص ما يتعرض له شعب عفرين وسري كانيه، وكري سبي وباقي المناطق السورية، والتأكيد على تطوير العمل المشترك ونسج التفاهمات مع قوى المعارضة الوطنية التي تؤمن بالحل الديمقراطي في سوريا، وفي الوقت نفسه الانفتاح على الحوار مع مختلف الأطراف السورية على أساس صون مصالح الشعوب؛ في مقدمتها القضية الكردية كقضية وطنية عادلة وفق دستور ديمقراطي توافقي.
وأكد المؤتمر العاشر للحزب على تصعيد النضال بالوسائل المشروعة من أجل تحقيق حرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية والحل السياسي للقضية الكردية، وترسيخ الإدارة الذاتية، وبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية، والعمل على تطوير نظام الحماية الذاتية، وحرب الشعب الثورية، والاقتصاد المجتمعي وتطوير العمل الدبلوماسي وعقد علاقات مع الأطراف الكردستانية والدولية والإقليمية والمجتمعية، وتعزيز وتقوية ودعم قوات سوريا الديمقراطية.
وفي نهاية أعمال المؤتمر؛ عاهد المؤتمرون على رفع مستوى النضال حتى تحقيق الأهداف المرجوة، وتحقيق المكتسبات المتحققة في روج آفا وإقليم شمال وشرق سوريا، والعمل على تحقيق أهداف الحزب، وإنهاء الاحتلال وبناء سوريا الديمقراطية، والعمل وفق فلسفة الأمة الديمقراطية ونهج حرية المرأة وريادة الشبيبة.
الرئاسة المشتركة الجديدة
في ختام المؤتمر العاشر لحزب الاتحاد الديمقراطي تم انتخاب كل من “بروين يوسف” و”غريب حسو” للرئاسة المشتركة للحزب وانتخاب (90) عضواً للمجلس العام للحزب، بالإضافة إلى انتخاب سبعة أعضاء لهيئة الانضباط.
وبروين محمد أمين يوسف، ولدت في مدينة ديرك بكنف عائلة وطنية سنة 1986، خريجة المعهد العالي للشؤون الإدارية والمالية من جامعة دمشق سنة 2010.
شاركت بروين قبل انطلاق ثورة 19 تموز عام 2012 في نشاطات حركات الشبيبة، وعضوة في مؤتمر ستار بعد انطلاق الثورة، كما شغلت في الفترة بين 2012 و2014 منصب الرئاسة المشتركة لمجلس مدينة ديرك، وكانت من المشاركات في تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية عام 2014، وصياغة العقد الاجتماعي، وشغلت في الفترة ما بين 2013 و2016 عضوة لديوان المجلس التشريعي لمقاطعة الجزيرة، وعام 2017 رئيسة مشتركة لهيئة العمل والشؤون الاجتماعية.
وفي الفترة بين 2018 -2022 انتخبت رئيسة مشتركة لمجلس مقاطعة قامشلو، كانت الرئيسة المشتركة للمكتب التنظيمي لحزب الاتحاد الديمقراطي، منذ عام 2022 بعد المؤتمر التاسع للحزب. أما غريب حسو إيزيدي الأصل، ولد عام 1967 في قرية قسطل جندو بعفرين، انضم إلى النشاطات السياسية والثورية والنضال لصالح قضيته منذ عام 1984.
لعب غريب حسو دوراً مهماً في تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي عام 2003، ومارس العديد من النشاطات كعضو بالهيئة الإدارية للحزب في مدينة حلب، واعتقل ثلاث مرات من حكومة دمشق، وكان آخرها عام2011 بسبب نشاطاته مع حركة التحرر الكردستانية.
وتولى حسو تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي في جنوب كردستان في الفترة ما بين 2013 و2017، ومنذ عام 2018 تولى منصب الرئاسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي.