إمكانية إيجاد نظام فعّال لتقييم أداء المشروعات العامة

 د. هاجار عبد الفتاح_

سنتناول معالم هذا النظام من خلال النقاط التالية: نطاق لتقييم أداء المشروعات العامة…  مؤشرات الأداء… الجهات الرسمية المسؤولة عن تقييم الأداء… شروط إيجاد نظام فعال لتقييم الأداء.

ـ نطاق تقييم أداء المشروعات العامة وأهدافه:

يُعبّر مستوى نطاق تقييم الأداء عن مدى نضج المجتمع وعقلانيته في تسيير شؤونه ويمثل الأداء الذي نتعرف بواسطته على الواقع الراهن تمهيداً لتطويره، وتستمد عملية تقييم أداء المشروعات العامة مبررها العقلاني من دورها الإيجابي في رفع كفاءة أداء هذه المشروعات.

وفي المنطقة حيث يتمثل دور المشروعات العامة في بناء الهيكل الإنتاجي اللازم لتحقيق تنمية حقيقية قادرة على الاستمرار الذاتي في المدى الطويل، تحتل مسألة كفاءة أداء هذه المشروعات الفائدة والرائدة مكانة يجب السعي بجد لتحقيقها، وعملية التقييم هذه تشمل ثلاث جوانب رئيسية: أولها: قياس الفعالية عن طريق مقارنة النتائج المتحققة بالأهداف المحددة مسبقاً أو قياس النتائج المعبّرة عن أهداف متوقعة مثل الربح التجاري والعائد على الاستثمار والفائض الاقتصادي الصافي. أو ما إلى ذلك من مؤشرات مالية واقتصادية وفنية يمكن استخراجها عادةً من الحسابات المالية والاقتصادية ومن السجلات الفنية ويجب أن يتم هذا الجانب من التقييم سنوياً حيث يمكن الاستفادة منه في الحصول على فكرة أولية عن أداء المشروع.

ثانيها: قياس كفاءة الأداء من خلال مقارنةً المعدلات المتحققة مع المعايير والأنماط المصممة وكذلك من خلال حسابات التكاليف والمعدلات الإنتاجية والإيرادات المتحققة. ويتم ذلك بمقارنة المعدلات المتحققة في المشروع بمثيلاتها بالنسبة للمشروع نفسه حسب تصميمه وحسب نتائجه في السنوات الماضية من ناحية وبمقارنة هذه المعادلات مع ما هو متحقق بالنسبة للمشروعات المماثلة والمتنافسة محلياً وإقليمياً وعالمياً من ناحية أخرى. يضاف إلى ذلك مقارنة اتجاه معدلات التغيير ومدى أثر فعالية ذلك على المركز التنافسي للمشروع.

ثالثها: تدقيق إمكانية التطور ويمثل هذا فحص النظم والأساليب والتقنيات الإدارية والفنية التي يطبقها المشروع. يستهدف هذا الفحص النظر بعمق إلى مدى عصرية هذه النظم وملاءمتها لتشغيل المشروع في الوقت الحاضر واحتياجات تطوره في المستقبل المنظور، ويشمل الفحص التدقيق الإداري والفني.