وصف الرئيس المشترك للجنة الزراعة لمقاطعة عفرين والشهباء، “فرهاد دادا” الموسم الزراعي للعام 2023 ـ 2024 بالإيجابي والجيد على الرغم من العديد من العوائق والصعوبات، وصرّح بأنهم مستعدون لاستقبال الموسم الجديد بجملة من المشاريع الهامة من بينها تطوير المحاصيل المروية.
تُعرف مقاطعة الشهباء بمساحات زراعية تعدُّ كبيرة نوعاً ما، والتي تُعد مصدر رزق لمعظم أهالي المنطقة، لكن القطاع الزراعي في مقاطعة الشهباء، يشهد صعوبات كبيرة جداً في توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي، وخاصةً موضوع البذار، والسماد والأدوية الزراعية ومادة المازوت، نتيجة الحصار المفروض على المنطقة، وإغلاق المعابر من قبل حكومة دمشق.
ما يُشكِّل عدم توافق بين سعر المبيع وتكاليف الموسم الزراعي، بالإضافة إلى أحوال الطقس، والعوامل المناخية كل ذلك يؤثر على الإنتاج الزراعي بشكلٍ سلبي من حيث الكم والنوع، إلا أن لجنة الزراعة في مقاطعة عفرين والشهباء، تسعى للعمل على الارتقاء بالواقع الزراعي وتحسينه عن طريق جملة من المشاريع والأعمال، والموسم الزراعي للعام 2023 ـ 2024 شهِد العديد من الصعوبات، فما هي وكيف يمكن تقييمه؟
الموسم الزراعي للعام 2023 ـ 2024 نجح وفق خطة مدروسة
وفي هذا السياق، أشار لصحيفتنا “روناهي”، الرئيس المشترك للجنة الزراعة في مقاطعة عفرين والشهباء، “فرهاد دادا”، بأن الموسم الزراعي للعام 2023 ـ 2024 بدأ على أساس خطة وبرنامج عمل مدروس: “بلا شك، في حين أردنا تقييم الموسم الزراعي للعام 2023 – 2024، كانت هناك إيجابيات وسلبيات أيضاً، ففي أول العام بدأ العمل في بداية الموسم على أساس برنامج عمل واسع ومخطط مدروس، منها العمل على زراعة 108 هكتار من القمح و 76 هكتار عدس، و 14 هكتار حبة البركة، 7 هكتار كمون، إلى جانب ذلك هنالك بعض الأعمال التي كانت ضمن مخططاتنا ولكن لم نستطِع القيام بها، وهي زراعة محصول القمح المروي، وتعود الأسباب الأساسية إلى عدم تطبيقها هي وضع المنطقة واستمرار الحصار وفقدان مادة المحروقات”. وتابع: “لكن يمكننا تقييم الموسم الزراعي للعام 2023 ـ 2024، بالناجح والجيد، حيث أن كل هذه المساحات وأنواع المحاصيل التي زُرعت، كانت جيدة، وتم حصادها وتخزينها على حسب حاجة المنطقة واكتفاءها”.
العوائق والتحديات
فيما نوه دادا، إلى العوائق والصعوبات التي واجهتهم خلال الموسم: “الكل يعلم ما تشهده مقاطعة الشهباء، بفعل سياسة الاحتلال التركي والأطراف المتعاونة معها، فمن ناحية هجمات يومية للاحتلال التركي، والذي كان له تأثير كبير على القطاع الزراعي، والذي تسبب بحريق عشرات الهكتارات من محصول القمح والشعير، في كل من قرى ناحية شيراوا وصولاً إلى حربل وأم حوش وقرى ناحية فافين في مقاطعة الشهباء، حيث تُعد هذه المحاصيل مصدر رزق أساسي لأصحابها، من جانب آخر استمرار حصار حكومة دمشق على المنطقة، والذي يؤثر بشكلٍ كبير على كل المحاصيل المروية، لأن سقايتها في أغلب الأحيان لم تكن في موعدها أو يضطر المزارع إلى تقليل عدد السقاية، ولذلك لقلة مادة المازوت وعدم السماح لمرورها إلى المنطقة، إلا أننا نستطيع أن نقول بأن غزارة هطول الأمطار خلال العام الفائت ساهمت نوعاً ما بالمحاصيل المروية”.
وقيّم دادا، محصول الكمون لهذا العام بالضرر لأسباب مناخية: “إلا أن موسم الكمون لهذا العام، تضرر إلى حدٍ ما، ويعود السبب الرئيسي إلى أحوال الطقس وتغيير المناخ، حيث خلال العام الفائت وخلال أيام قصيرة، تزايدت درجات الحرارة بنسب كبيرة وصلت إلى 45، وهذا ما تسبب بحرق المحصول”.
كما أوضح دادا، بأنهم سعوا لتوزيع مادة المحروقات على أصحاب الحصادات لعدم شرائها من الخارج والتحكم في سعر الحصاد: “كان موضوع تأمين مادة المحروقات، صعباً للغاية؛ لأن حكومة دمشق بالتزامن مع أوقات حاجة المنطقة للمحروقات، تمنع بشكلٍ تام دخولها، وهذا يُشكل مخاوف على الموسم في كل عام، إلا أننا كجهة معنية ارتأينا خلال برنامجنا وعملنا للموسم 2023 ـ 2024، على إعطاء مادة المازوت لأصحاب الحصادات بسعر مناسب، لعدم شرائها من خارج المقاطعة، وبذلك قطع الطريق أمام أي وسيلة لرفع سعر الحصاد، واحتكار المزارع، وطبعاً وصلنا إلى هذا القرار بعد اجتماع مع العديد من أصحابين الحصادات والتنسيق مع اتحاد الفلاحين وحركة المجتمع الديمقراطي، وكل ذلك بهدف التعاون مع الفلاحين إلى جانب الارتقاء بالواقع الزراعي في المنطقة”.
المشاريع التعاونية إحدى الركائز الأساسية لتحسين القطاع الزراعي
وتحدث دادا خلال تقييمه، عن أهمية المشاريع الزراعية التعاونية وفوائدها للقطاع الزراعي والأهالي: “إن موضوع تفعيل المشاريع التعاونية وإيلاءها أهمية أكبر ضمن مخططنا للعام 2023 -2024، كانت إحدى الركائز الأساسية لتحسين الواقع الزراعي، كون المشاريع التعاونية تُعدُّ خطوة هامة في سبيل تطوير وتعزيز الاقتصاد المجتمعي والكومينالي، وعلى هذا الأساس تم وضع خطة عمل ومناقشتها مع الجهات والهيئات المعنية، إلى جانب طرحها على الأهالي عبر الكومينات والمجالس، حيث تخصيص 2700 هكتار للمشاريع التعاونية وتم توزيعها على الأهالي الراغبين في العمل فيها، حيث وقُدِّر عدد الأشخاص المستفادين منها نحو 1000 شخص، إلى جانب ذلك تم تخصيص 400 هكتار لأجل الثروة الحيوانية، كما تم توزيع عدد جيد من أشجار الزيتون والفستق الحلبي”.
واستكمل: “طبعاً ضمن هذه المشاريع، قدمنا للمزارعين ممن زرعوا المحاصيل التي ذكرناها البذار والسماد بنفس القيمة التي تم شراؤها من السوق، كما أُعطي بالدين لكل المزارعين لحين موعد إنتاج الموسم والحصاد، وهذا كان عائقاً علينا من ناحية كوننا أُجبرنا على شراء السماد من خارج المقاطعة ونتيجة ظروف الحصار، إلا أننا حاولنا قدر الإمكان عدم تأثير ذلك على المزارع، من جانب آخر كانت هذه المشاريع فرصة ومصدر دخل لقسم كبير من العائلات التي ليست لها مُعيل أو مصدر دخل، والمشاريع التعاونية شكلت قبولاً وتوافقاً إيجابياً لدى الأهالي، لذلك سيتم العمل على برنامج أغنى وأوسع خلال الموسم القادم”.
بأهداف ومشاريع أفضل سنستقبل الموسم الجديد
وفي ختام حديثه، أكد الرئيس المشترك للجنة الزراعة، في مقاطعة عفرين والشهباء، “فرهاد دادا”، بأنهم يعملون على استقبال الموسم الزراعي للعام الجديد بخطة ومشاريع أقوى، لتكون في خدمة المجتمع ولتعزز مفهوم الاقتصاد المجتمعي: “خلال الشهر المنصرم، عقدنا اجتماعنا السنوي، لتقييم الموسم الزراعي للعام 2023-2024، ولوضع نواقص وعوائق الموسم نُصب الأعين، وكيفية العمل على تجاوزها والبدء بخطة جديدة للموسم القادم، وكانت إحدى أهم البرامج التي سيتم العمل عليها، هي كيفية تفعيل العمل على المحاصيل المروية، وذلك عن طريق ترميم الآبار التي تضررت من الزلزال والصراعات القديمة في المنطقة، والاعتماد على الطاقة البديلة -الألواح الشمسية-، كون وضع المنطقة في حصار مستمر، إلى جانب ذلك العمل على إمكانية بذار قمح جيد ومن نوع أول، لأن المنطقة منذ ست سنوات تعتمد على البذار نفسه، وهذه خطة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، لإمكانية تحسين جودة المحصول، كما أن العمل على تقديم مشاريع تعاونية أكثر من أولى أهم مخططاتنا، وكل ذلك في سبيل تعزيز القطاع الزراعي وتطوير الاقتصاد المجتمعي”.