No Result
View All Result
المشاهدات 24
قامشلو/ علي خضير ـ
تواجه تربية الإبل في مقاطعة الجزيرة تحديات بين أهمية تربيتها والظروف الصعبة التي اعترضت طريقها، لتتناقص عددها في الوقت الحالي مقارنةً مع الأعوام السابقة، وتسعى مديرية الثروة الحيوانية بمقاطعة الجزيرة للحفاظ على هذه الثروة، من خلال تقديم الإمكانيات المتوفرة لها.
يمكن للإبل أن تكون بديلاً عن الأبقار، نظراً لما تتميز به من صفات تؤهلها لتصبح مصدراً لإنتاج الحليب ومشتقاته واللحوم، خاصةً في المناطق الجافة وشبه الجافة، حيث تقاوم الجفاف وتتحمل العطش، إلى جانب أنها أكفأ الحيوانات في المحافظة على المراعي من التدهور والرعي الجائر نظراً لسلوكها الرعوي الخاص والمميز، بعدم التمركز في منطقة محددة وصغر قضمتها واختيارها لجزء دون آخر من النبات، كما أن الإبل حيوانات ذات مقدرة كبيرة على تحويل النباتات الشوكية إلى منتجات ذات قيمة غذائية عالية.
مناطق انتشار تربية الإبل
وللحديث عن تربية الإبل بشكلٍ خاص في مناطق مقاطعة الجزيرة، وعن واقعها في السنوات الأخيرة، أوضح مسؤول قسم الثروة الحيوانية في مقاطعة الجزيرة “دجوار محمد” أنَّه تنتشر تربية الإبل في المنطقة في ريف مدينة تل حميس وتل كوجر والهول في منطقة بحيرة الخاتونية، كما تنتشر في مناطق متفرقة من المقاطعة ولكن بكميات قليلة جداً، ومن أكثر أصناف الإبل المنتشرة في المنطقة (أبو سنام).
وأشار إلى “أنَّ الإبل تُربَّى في منطقتنا من أجل اللحوم والحليب ومنتجاتها، بعكس الدول التي تربيها في المناطق الصحراوية من أجل التنقل في الصحراء والسباقات وكنوع من الهواية، ويبلغ عددها ٧٣٠٠ رأس بحسب آخر إحصاء لها في عام 2020 من قبل مديرية الثروة الحيوانية واتحاد الفلاحين ومجالس المقاطعات في إقليم شمال وشرق سوريا، كما يبلغ عدد مربيها ما يقارب الـ ٣٥٠ مربي ممن يتواجد لديهم الإبل بكثرة”. وعما يتم تقديمه من دعم لهذه الثروة بين محمد أنَّهم يقدمون مادة النخالة لكل رأس من إبل 50 كغ وعلى شكل دفعتين في العام، وأيضاً تقديم الأدوية المتوفرة، مثل التهابات الضّرع والرّحم وخافضات الحرارة وأدوية علاج حالات التسمم.
أسباب أعاقت تربية الإبل وساهمت بإقلال عددها
ولفت محمد إلى وجود نقص بأعداد الإبل بشكلٍ عام في المنطقة مقارنةً بالأعوام السابقة، وذلك نتيجة الظروف الاقتصادية التي تمر بها المنطقة، والأزمات، وذبحها بشكلٍ عشوائي من قبل المجموعات الإرهابية والمرتزقة، وبيعها للدول المجاورة مثل العراق بهدف التجارة، مما أدى إلى نقص بأعدادها.
فيما بيَّن محمد في حديثه أنَّه لا يوجد مشاريع لزيادة أعداد هذه الثروة، ولكن تقدم الثروة الحيوانية الدعم اللازم لها، من أعلاف وأدوية للحفاظ عليها.
أمَّا بالنسبة للصعوبات التي تواجههم وتواجه مربيها كشف محمد: “نتيجةً للظروف المعيشية الصعبة وهجرة أهالي المنطقة إلى دول أخرى، وتوفر فرص العمل لجميع سكان المنطقة المتواجدين فيها، أدى ذلك إلى نقص في الأيدي العاملة لتربية هذا النوع من الثروة الحيوانية، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة في تربيتها، حيث يصل سعر الرأس من الإبل إلى 15 مليون ل.س، خاصةً في السنوات الأخيرة، نتيجة الجفاف الذي تعرضت له المنطقة، إضافةً إلى ذلك عدم وجود دعم كافي لقطاع الثروة الحيوانية من أعلاف وأدوية، ويتم تقديم هذه الاحتياجات حسب الإمكانيات المتوفرة”.
قيمة الإبل الاقتصادية
وتتلخص القيمة الاقتصادية بتربية الإبل بعدة أمور أهمها: تنتج النوق كميات كبيرة من الحليب مقارنةً بنظيراتها من إناث الحيوانات الأخرى تحت ظروف المناطق الصحراوية الجافة، ويحتوي حليب النوق على مركبات ذات طبيعة بروتينية مضادة للتخثر والتسمم وللجراثيم مما يسمح بحفظ الحليب لفترة طويلة تحت ظروف الصحراء ذات درجات الحرارة العالية، ولديها القدرة الفائقة على التأقلم والمعيشة والإنتاج تحت الظروف المتباينة، وأيضاً قدرتها العالية على رعي النباتات الشوكية والصحراوية والنباتات الملحية ذات القيمة الغذائية المنخفضة، وتحملها للعطش لفترة طويلة من الزمن قد تصل إلى١٥ يوم.
وهي مصدر لإنتاج الألبان ذات القيمة الغذائية العالية، ودواء للشفاء من كثير من الأمراض مثل مرض السكر وسرعة التئام الجروح والعمليات الجراحية وعلاج لنزلات البرد والنزلة الشعبية.
محتوى حليب النوق من البروتين يُماثل نظيره في لبن الأبقار كما أن محتواه من الأحماض الأمينية الهامة واللازمة لبناء الجسم أكبر بكثير من لبن الأبقار.
No Result
View All Result