على مقربة من ذكرى بدء المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان؛ أكد سياسيون، أن الدول الرأسمالية مستمرة بمخططاتها التآمرية للحد من نشر فكر القائد، وشددوا على ضرورة تصعيد النضال السياسي لإنهاء سياسة الإبادة والتعذيب.
أيقن القائد عبد الله أوجلان خطورة انتشار الرأسمالية في المجتمع القائمة على الربح، ومساعيها لإبادة هوية وثقافة المجتمعات، بالمكر والحيلة المنظمة والممنهجة على المجتمعات، لأن الرأسمالية صناعة أوروبية تقوم على استعمار الدول والشعوب بحجة تنويرها، من هنا شن حرباً على ذلك الفكر من خلال فلسفته الداعية إلى السلام والتعايش المشترك بين الشعوب على أساس كومينالي بعيداً عن الحروب الدموية، التي تشنها الدول ذات الفكر الرأسمالي.
فالفلسفة التي طرحها القائد عبد الله أوجلان لم ترق للدول الرأسمالية، لذا عمدت إلى حبك مؤامرة بحقه، وإبعاده عن منطقة الشرق الأوسط التي تمثل مركز الحضارة الديمقراطية التي نادى بها القائد، وحتى تحمي الدول من انتشار فكر القائد الحر قامت باعتقاله وفرض سياسة العزلة المحكمة عليه. وفي ظل استمرار تلك السياسة تتصاعد وتيرة نضال الشعوب ودعاة السلام والحرية والعدالة، الذين وجدوا فكر القائد عبد الله أوجلان طريقهم للخلاص من العبودية والظلم والفكر الرأسمالي.
ومع اقتراب ذكرى المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان؛ أوضح رؤساء مشتركون وأحزاب سياسية في قامشلو، أن الدول الرأسمالية لازالت تتآمر على القائد عبد الله أوجلان وشعوب المنطقة من خلال تشديد سياسة الإبادة والتعذيب عليه.
مؤامرة الدول الرأسمالية على القائد
الرئيس المشترك لحزب الخضر الديمقراطي “لقمان أحمي” أفاد في حديثه لصحيفتنا بأنَّه بعد الحرب العالمية الثانية ساد نظام القطبين في أنحاء العالم، حيث القطب الشيوعي والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي، والقطب الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومع سقوط الاتحاد السوفييتي زادت الضغوطات على حركات التحرر الوطني في العالم، وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط، حيث تواجد القائد عبد الله أوجلان وطرحه أفكار تدعو إلى السلام الحرية وتآلف الشعوب في تلك المنطقة دون أن تكون ساحة للحروب.
وأشار إلى مساعي الدول الرأسمالية لمحاربة الفكر والفلسفة التي نادى بهما القائد عبد الله أوجلان: “الفكر الذي طرحه القائد لم يرق للدول الغربية، لذلك وضعت خطة لأجل إخراج القائد عبد الله أوجلان من منطقة الشرق الأوسط، حيث تلاقت مصالح دول عدة بشكل مباشر وأخرى بشكل غير مباشر لأجل تنفيذ هذه الخطة، وإبعاده وإخراجه من الشرق الأوسط وسوريا بالتحديد”.
ولفت “أحمي” إلى أنَّ فكر القائد عبد الله أوجلان فكر إنساني يدعو إلى تعايش جميع الشعوب على المساواة، ضمن نظرية أخوة الشعوب، ويسعى أن يكون لكل القوميات والإثنيات والشعوب التي تعيش في الشرق الأوسط حقوق متساوية ضمن خارطة الدول السياسية، وهذا يقضّ مضجع الدول المهيمنة، التي تسعى للسيطرة على النظام السياسي في الشرق الأوسط، ومواصلة الحروب بين هذه الشعوب، لذلك يبذلون كل ما بوسعهم من أجل بقاء القائد عبد الله أوجلان أسيراً في جزيرة إيمرالي.
تصعيد النضال الحزبي أمر ضروري
وتزامناً مع اقتراب الدخول في السنة السادسة والعشرين للمؤامرة الدولية المشؤومة، أدان أحمي بأشد العبارات هذه المؤامرة، والمشاركين ضمن المخطط الذي أدى لاعتقال القائد عبد الله أوجلان، كما شدَّد على ضرورة تكثيف جهود الأحزاب السياسية في تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان: “أيام ونستذكر تاريخ بدء المؤامرة الشنيعة، بهذا الخصوص نجدد استنكارنا لها، وولاءنا للقائد عبد الله أوجلان، فالأحزاب السياسية يجب عليها أن ترفع الصوت عالياً وأن يكون لديها مراسلات مع الجهات المعنية، والحقوقية الدولية، للبحث في وضع القائد عبد الله أوجلان، والإفراج عنه بأسرع وقت ممكن، لأنه يمثل إرادة الملايين من الشعوب المختلفة، وليس الشعب الكردي في الشرق الأوسط فقط،، ولابد من منع الإجراءات التعسفية التي يقوم بها النظام التركي بحق القائد عبد الله أوجلان”.
وأردف: “ما ذكرته سابقاً هي مساعي نضال الأحزاب في أزمنة مختلفة ومناطق متفرقة، ولا بد من تصعيده، كما يجب على المنظمات الحقوقية القيام بمسؤولياتها قانونياً في هذا الشأن، كما يتطلب من منظمة مناهضة التعذيب الأوروبية CPT القيام بواجباتها، وجعل اللقاءات مع القائد عبد الله أوجلان دورية ومستمرة”.
وطالب الرئيس المشترك لحزب الخضر الديمقراطي “لقمان أحمي” في ختام حديثه محبي ودعاة الحرية في أنحاء العالم، بتصعيد النضال ورفع صوتهم عالياً، لإدانة دولة الاحتلال التركي والإفراج عن القائد عبد الله أوجلان جسدياً.
مخطط إبعاد القائد عن الشعوب المرتبطة بفكره
وبدوره بيَّن سكرتير حزب روج الديمقراطي الكردي في سوريا “كوفان كنعو”، أنَّ المؤامرة الدولية التي أُحيكَت ضد القائد عبد الله أوجلان، هدفها تنفيذ مخططاتها المتمثلة بحرمان الشعب الكردي بشكل خاص من نيل حقوقه القومية والسياسية، وشعوب المنطقة والشرق الأوسط أيضاً من العيش بحرية ومساواة وديمقراطية، من خلال منع تطبيق فكر القائد عبد الله أوجلان، الذي يخلِّص الشعوب من الاستعباد.
وأوضح أن هدف تلك الدول من المؤامرة، الحد من انتشار فكر القائد وفلسفته الإنسانية: “القائد كان يبحث عن الحقيقة دوماً، وأيضاً عن حل القضايا الإنسانية بفلسفة الأمة الديمقراطية، وناضل من أجل الوصول إلى الحرية للإنسانية، وهذا كان خلافاً لسياسات القوى الرأسمالية”.
مواجهة سياسة القمع والتعذيب
بالرغم من انتقاد المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية للسلطات التركية بفرضها نظام التعذيب والقمع على القائد عبد الله أوجلان، ومطالبتها بإيقاف تلك الممارسات، إلا أن دولة الاحتلال التركي تمارس سياسة غض الطرف حيال قضية تحرير القائد جسدياً، من هنا شدد كنعو: “يجب على الأحزاب السياسية وخاصةً الكردية، والموجودة في باكور كردستان، الدفاع عن القائد عبد الله أوجلان، وكشف حقيقة نظام الإبادة والتعذيب الممارس بحق القائد، وإيصال ذلك إلى المحافل الدولية، لإنهاء ذلك النظام”.
وعن مساعي حزب روج الديمقراطي الكردي في سوريا بخصوص ذلك، ذكر كنعو: “نحن، في حزب روج الديمقراطي الكردي في سوريا، حصلنا على مذكرة من أجل توضيح وضع القائد عبد الله أوجلان وتمَّت ترجمتها إلى الإنجليزية، وإرسالها عبر الإيميل إلى منظمة مراقبة حقوق الإنسان ولجنة مناهضة التعذيب الأوروبية وإلى لجنة مناهضة التعذيب للأمم المتحدة، وأيضاً منظمة العفو الدولية ومجلس أوروبا ومحكمة العدل الدولية”.
وختاماً شدَّد سكرتير حزب روج الديمقراطي الكردي في سوريا “كوفان كنعو: “على ضرورة سعي الأحزاب الكردية لإيصال صوت الحقيقة إلى العالم، من أجل اتخاذ موقف صارم حيال القائد عبد الله أوجلان، وتحقيق حريته الجسدية”.