تستعد غالبية العائلات في إقليم شمال وشمال سوريا لزراعة الخضروات الشتوية مع بداية شهر أيلول لمواجهة الظروف الاقتصادية التي تشهدها المنطقة وكنوع من الاكتفاء الذاتي.
مع بداية شهر أيلول من كل عام والذي يُعد أنسب الأشهر لزراعة الخضروات الشتوية تقوم نسبة كبيرة من العائلات في إقليم شمال وشرق سوريا بزراعة الخضروات الشتوية إما بغية بيعها أو الاستفادة منها في تلبية حاجة العائلة من الخضار، ونجد أن زراعة الخضروات هي من الأعراف المنتشرة في المنطقة وإرث توارثته الأجيال، فلا يكاد يخلو بيت من قطعة أرض صغيرة يستغلها أصحابها في الاعتماد عليها.
في مدينة جل آغا وقراها التابعة لمدينة قامشلو تُعد زراعة الخضار المنزلي عادة شائعة عند الأهالي وذلك لخصوبة التربة، ووفرة المياه وهذه من المقومات الأساسية التي تحتاجها الزراعة.
الاكتفاء الذاتي من الخضروات
“حمدية حسين” امرأة ستينية تعتمد على خبرتها في زراعة الخضروات وتلبي حاجة عائلتها من هذه الخضروات حدثتنا بقولها: “مع بداية هذا الشهر نقوم بحراثة الأرض وزراعتها بكافة أنواع الخضار، بصل وبقدونس وكذلك الجرجير والخس، نقسم الأرض إلى مربعات ونزرع في كل قسم منها نوعاً، وبعد حوالي شهر واحد فقط نقوم بجني المحصول، لا أبيع منتجات الأرض فهي بالكاد تكفينا، ولكنها تمنحنا حاجتنا ولذا لا نضطر للجوء للأسواق، إلى جانب غلاء الأسعار في السوق وهذا يخفف علينا شيئاً بسيطاً من المصروف”.
وتزيد حمدية: “لقد اعتدنا الأمر زراعة الخضروات أمر سهل ولا يحتاج سوى للقليل من الجهد، نقوم بحرث الأرض وسقايتها وزراعة البذار كما أننا نضيف السماد للمزروعات سواءً كان سماد عضوي طبيعي أو حتى الذي نشتريه من الأسواق هذا يساهم في زيادة الإنتاج”.
تبادل المنتجات المنزلية
وعلى خلاف “حمدية حسين” فإن “ياسمين عمر” تقوم بزراعة أرضها بالمزروعات الشتوية وبيعها في الأسواق وعن هذا أوضحت: “لدينا مساحة كافية من الأرض لزراعتها لذا أقوم مع زوجي بزراعتها بكافة أنواع الخضار الصيفي وحتى الشتوي، الخضار الشتوي يُعرف بتنوعه ولدينا أصناف متعددة منها، أزرع البصل والفجل والملفوف بكميات كبيرة وأبيع الفائض منها للسوق بعد أن نحصل على كفايتنا كعائلة، في كل عام أزرع صنف أو صنفين، هذا مشروعنا الذي بدأناه منذ أعوام كثيرة”.
وكما تطرقت ياسمين من خلال حديثها عن مساعدة الأهالي لبعضهم البعض من خلال تقديم يد المساعدة وتبادل المنتجات المنزلية بين بعضهم البعض بالقول: “لدينا عرف وعادةً مستحبة بين الأهالي فكل عائلة تمد يد العون لعائلة أخرى، فمثلاً أنا لدي حقل أزرع الخضروات أقدم لجارتي التي لا تمتلك أرض للزراعة حاجتها من الخضار فيما هي تمنحي البعض من البيض أو حتى الحليب، الأمر ليس مقايضة بقدر ما هو إحسان والشعور بالآخرين”.