No Result
View All Result
المشاهدات 59
قامشلو/ دعاء يوسف ـ
أصبحت “الحلاوة الحمصية” ذات اللونين الأبيض والزهر حاملة ذكرى خميس الأموات بالرغم من تواجدها في الأسواق طوال العام، فما قصة خميس الأموات؟ وهل مازالت مدينة حمص تحتفل بهذا اليوم بعد سنوات من اندلاع الحروب؟
تتفرّد مدينة “حمص” عن باقي المدن والمناطق السورية بالاحتفال سنوياً بعيد “خميس الحلاوة” الذي يحمل الكثير من معاني التآخي والعيش المشترك بين أبناء هذه المدينة؛ من خلال طقوس اجتماعية خاصة مرافقة لهذا العيد، حيث يتوجه فيه سكان المدينة لزيارة موتاهم.
فتتزين شوارع المدينة بأنواع الحلويات المميزة التي اشتهرت بها مدينة حمص عن غيرها، فترى الحلاوة ذات اللونين الأبيض والزهري في الشوارع بأشكال متنوعة، بالإضافة إلى أنواع أخرى توزع للفقراء على أرواح الأموات.
طبيعة خميس الأموات
“خميس الحلاوة” أو ما يسمى أيضاً “خميس الأموات” هو من الأعياد الشعبية القديمة في مدينة “حمص”، ويعد واحداً من أصل سبعة أيام خميس ذات طقوس احتفالية كانت تبدأ مع بدء الصوم الكبير لدى المسيحيين الذين يتبعون التقويم الشرقي.
فكما هو معروف؛ فإن توقيت عيد الفصح الشرقي يتغير كل سنة، وقد تم في حمص اتباع عيد الفصح لتحديد موعد “الخميسات” السبعة المواكبة للصوم، وهذه “الخميسات أو الخمسانات” السبعة كما يسميها الحماصنة اندثرت إلا أنه لا يزال أهل المدينة يحتفلون بواحد منها على الأقل، وهذه الخميسات هي: “خميس الضايع أو خميس التايه، خميس الشعنونة، وخميس المجنونة، وخميس القطط، وخميس النبات، وخميس الأموات، الذي بقيت المدينة تحتفل به، وآخر خميس في الصيام هو “خميس المشايخ” الذي يكون بتوقيت خميس الآلام العظيم عند المسيحيين أي خميس ما قبل عيد الفصح”.
طقوس عيد الحلاوة
ولا يحتفل شعب واحد بالعيد فقط بل يتشارك المسلمون والمسيحيون هذا العيد الشعبي، إذ أنه في هذا اليوم يخرج عدد كبير من أبناء “حمص” بعد ظهر يوم “خميس الحلاوة” إلى المقابر لزيارة أمواتهم والترحم عليهم، مصطحبين معهم كميات من الحلويات بمختلف أصنافها؛ حيث يقومون بتوزيعها على كل من يصادفونه من الناس طالبين منهم الترحم على موتاهم، وكان الناس يتبادلون في هذا اليوم عبارة: “الله يرحم الأموات، كم كانوا يحبون الحلاوات”.
وللحماصنة تقاليد تعود لعهد الحكم المملوكي في هذا العيد، ففيه يشترون الحلويات أو ما يسمونه بلهجتهم المتداولة “الحلاوة” ويوزعونها على الفقراء بعد زيارة أمواتهم في المقابر، وقد اعتاد صانعو الحلويات في هذا العيد على الابتكار بأشكال وألوان حلوياتهم، فمنها ما يأتي على شكل هرم ملون بطبقات من الزهري والأبيض، وهذا النوع هو الأكثر انتشارا والأقل تكلفة، وأبقت هذه الحلاوة ذكرى هذا الخميس حياً رغم أنها صارت متوافرة على مدار العام وليس في هذا الخميس بالذات، فأصبحت الحلاوة “الخبزية” هي الحاملة لذكرى هذا الخميس وليس العكس.
ومن تلك الحلويات ما يعرف بالبشمينة وتأتي على شكل مكعبات مصنوعة من الطحين والسمن والسكر. أما السمسمية فهي أقرب إلى البسكويت إلا أنها مغطاة بالكامل بالسمسم.
العيد في الحرب
تبدّلت حمص كثيراً، وهي التي كانت تُعرف بالطرافة، ويطلق عليها في البلاد لقب “أم الفقير”، فبعد عام 2011، اشتعلت الحرب وأحرقتها، وصار أكثر من ثلثيها دماراً وخراباً، حتى بات إلقاء النكتة ترفاً في غير مكانه، ولكن هذا العيد ما زال خالداً لدى شعبها فتراهم يزورون قبور أمواتهم حاملين أنواع الحلويات، التي كانت تزيد شوارع وأزقة حمص قديماً ليوزعوها على الفقراء.
No Result
View All Result