No Result
View All Result
المشاهدات 23
محمد القادري_
يعدّ الإسلام السعي والجري وراء جمع حطام الدنيا أمراً غير محمود، وينتهي بصاحبه إلى الندامة في الدنيا والآخرة، لذلك نهى الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، أن يتطلع إلى زينة الدنيا وحطامها، أو أن يجمعها، الله تعالى يقول في كتابه العزيز: “وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ” لأن الله سبحانه وتعالى يعدُّ الأعمال الصالحة هي الباقية والدائمة، وهي التي تنفع الإنسان في دنياه وآخرته، فجمع الأموال وحبها وعشقها ينتهي بالإنسان إلى الطغيان يقول الله سبحانه وتعالى: “كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى”، وجاء بالمثل في القرآن الكريم عن قارون حينما دعاه قومه إلى إنفاق أمواله على الفقراء والمساكين ومساعدتهم، فكان رده أنه ليس لهم الحق فيه؛ لأنه جمعه بمعرفته وعلمه وأنكر فضل الله عليه، ونسي أن الرزاق والمعطي هو الله، لذلك كانت آخرته أن خسف به وبأمواله الأرض، وكان عبرة لجامع الأموال والطغاة عبر التاريخ، وقد خير النبي صلى الله عليه وسلم في حياته بين أن يكون ملكاً، أو يكون كغيره من عباد الله، فاختار أن يكون عبداً من عباد الله يأكل يوماً فيشكر الله، ويجوع يوماً فيصبر لله والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جمع الأموال وقال لأصحابه: “لا يزال قلب الكبير شابًا في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل”، أي أن الإنسان يصبح أسيراً للمادة وللمال، وتنتهي عنده الأخلاق والشيم الكريمة، فلا ينفق في سبيل الله ولا يتعاون على البر والتقوى، ويستعلي على الناس ويراهم أقل منه شأناً، وكأنه يستطيع أن يشتري الناس بأمواله ويجعلهم عبيداً له، ولأجل ألا يتعلق الإنسان بأمواله وبزينة الدنيا، ويترك العمل الصالح كان النبي صلى الله عليه وسلم، يحث أصحابه وأهل بيته على الإنفاق والصدقات، وبذل الأموال في سبل الخير، لكي لا تجتمع عندهم وتتكدس، ولا يدخل في حاله الطغيان هذه الحالة، التي تدفع إلى الظلم وعدم الشعور بالإنسانية؛ لذلك قال له الله سبحانه وتعالى: ” لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ”، فالإنسان المؤمن المسلم، يجب أن يسعى إلى عطاء الآخرة، لكيلا يكون من الطغاة الذين يقولون يوم القيامة: “لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ”.
No Result
View All Result