No Result
View All Result
المشاهدات 5
بيريفان عمر_
في الأعوام الأخيرة أصبحت المشاكل البيئية أو بمعنى آخر المشاكل التي ظهرت نتيجة الخلل في العلاقة بين الإنسان والمكان الذي يعيش فيه، بالإضافة إلى علاقة الإنسان بالكائنات الحية الأخرى، من الأمور التي تؤرق جميع المهتمين بحماية البيئة، بالإضافة إلى أن آثار هذه العلاقة ونتائجها باتت واضحة من خلال ظواهر بيئية عديدة، كالاحتباس الحراري، والارتفاع الملحوظ بدرجات الحرارة، وأيضاً ارتفاع نسبة التلوث في الهواء بشكلٍ مقلق.
كل هذا يتطلب من إعادة النظر في أسلوب الحياة التي نعيشها، حيث أن هذه المشاكل بدأت فعلياً على هذا النحو، وذلك بتغيير أسلوب حياة الإنسان تدريجياً دون أن يعي إلى أين يتجه، وكان ذلك بتأثير الأنظمة التي سيرت حياة الإنسان وتحديداً النظام الرأسمالي الذي زرع في عقول الأفراد ثقافة مركزية الإنسان وأعلاء أهميته فوق أهمية كافة المكونات البيئية الأخرى، وجعل البيئة المحيطة هي ساحة للاستفادة منها بشتى الأشكال دون أن يكون هناك حياة متكاملة ومشتركة بين كافة مكونات البيئة، والأهم من ذلك ثقافة الإسراف التي اكتسبها على مر السنين، والتي أصبحت خطراً على نضوب مصادر الطاقة خاصةً في العالم.
ومن هذا المنطلق؛ فإن التوعية البيئية يجب أن تكون من المواضيع الأساسية على أجندة الداعيين إلى حماية البيئة، ويجب أن تكون بشكلٍ ممنهج ومدروس وأن تبدأ من المدرسة الابتدائية، وذلك من خلال تعريف الأطفال بالبيئة التي يعيشون ضمنها، ومتطلبات هذه البيئة والمشاكل البيئية ومصادرها وحثهم للبحث عن حلول هذه المشاكل، وبشكلٍ خاص تعليم الأطفال منذ سن صغيرة على كيفية اتباع أسلوب حياة يعتادون عليهم ليكون كفيلاً ببناء علاقة سليمة مع البيئة المحيطة، ومع كافة الكائنات الحية الموجودة.
تعتبر التوعية البيئية من الحلول الأكثر فعالية في تفادي المشاكل البيئية، كونها تعرف الأفراد بالذهنية التي أدت إلى هذه المشاكل، وأيضاً تعرفه بأهمية العلاقة المتبادلة بين كافة مكونات النظام البيئي والخطر المحتمل مواجهته إذا حدث خلل في هذه العلاقة وتعتبر من الحلول التي تسعى إلى حل المشكلة من جذورها بخلاف الحلول الأخرى التي تركز على الانشغال بنتائج المشاكل البيئية دون أن تسعى إلى حلول جذرية لهذه المشكلة.
والجدير بالذكر، أنه منذ بدأ ثورة روج آفا ومع مبادئها التي دعت إلى حماية البيئة، كان هناك جهود فعّالة في مجال التوعية البيئية من خلال المدارس والكومينات وكافة المؤسسات الموجودة، سواءً الخدمية أو التعليمية وغيرها وبشكلٍ خاص في الأكاديميات، ومازالت تلك الجهود مستمرة من قبل الهيئات المعنية والتي تسعى بكافة إمكانياتها بجعل التوعية البيئية من المشاريع الأساسية التي ستكون أساساً لحل كافة المشاكل البيئية.
No Result
View All Result