سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

النظام المالي في الإسلام

 محمد القادري_

تعددت أشكال الأنظمة المالية في السياسات والإدارات الحاكمة في الدول، منها أنظمة عادله ينعم جميع المواطنين فيها بالاكتفاء المالي والاقتصادي، وأنظمة جائرة تعيش شعوبها تحت نير الفقر والحاجة والعوز، أما النظام الإسلامي الذي أنزله الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وبينه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه، إنما هو نظام اشتراكي تعاوني يمليه الإيمان والضمير والوجدان الحي عند المسلم المؤمن، فمهما حاولت الدول أن تطبق أنظمتها بالقهر والقسوة والقوة والإجبار، وخاصة من الناحية المادية والنظام المالي فلن يأتي ذلك إلا بالكوارث، لأنه ليس هناك التزام ضمني، أو إيمان وجداني لدى الفئات المتسلطة على رقاب الشعب، والتي تنهب كل شيء وليس عندها حد للطغيان، أو حدود لإشباع شهواتها وغرائزها في امتلاك المال، لذلك نرى أن الله سبحانه وتعالى يحض في آيات كثيرة على الصدقات والتعاون على البر والتقوى، وعلى العطاء وجعل فريضه الزكاة من أركان الإسلام من تركها فقد خرج عن الإسلام، وما كانت حروب الردة، إلا بسبب منع إعطاء الزكاة لولي أمر المسلمين حتى يوزعها على فقرائهم، كما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم: أنه “لا يؤمن أحدكم من بات شبعاناً وجاره إلى جنبه جائع، وهو يعلم”، والله سبحانه وتعالى أنذر من يكنز الأموال فقال: ” وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ”، إن الإنسان المؤمن المسلم لا يسعى إلى الغناء الفاحش لأنه يؤمن بقول الله، ” لَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ”، وهذه معادلة صحيحة في المجتمعات والشعوب إلا من كان إيمانه قوياً، ويرى أن من الواجب على الإنسان المؤمن ألا يبخل في العطاء لأي إنسان كان دون النظر إلى دينه، أو عرقه، أو مذهبه، وهناك الكثير الكثير من الآيات والأحاديث التي توضح حقيقة النظام الإسلامي في تقسيم الأموال على الشعب، وإدارتها، الذي ينبع من الالتزام الذاتي والرقابة الذاتية على النفس، ومن حب الخير للجميع، وعدم الاستئثار بالغنى الذي يؤدي إلى الطغيان، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني، وأنا منهم” متفق عليه.