No Result
View All Result
المشاهدات 2
بيريفان عمر_
تنبع أهمية زراعة الأشجار من الفوائد التي تعود بها زراعة الأشجار على كافة مكونات البيئة، وكانت منذ فجر التاريخ المصدر الذي تغذى عليه الإنسان والحيوان، وتعتبر الشجرة المكون البيئي الوحيد الذي ينمو إلى الأعلى، وبذلك فهي تتحدى الجاذبية الأرضية.
تعتبر أفضل الأوقات لزراعة الأشجار في مناطقنا، هي فصلي الربيع والخريف، ومؤخراً ومن خلال التجارب فإن الأشجار التي كانت تزرع في الخريف كانت ديمومتها أكثر كونها تقضي معظم فترة احتياجها المائي في فصل الشتاء، وبالتالي لا تتعرض للجفاف، أما الأشجار التي تزرع في أوقات متأخرة من الصيف، فإنها غالباً تحتاج إلى عناية من سقاية وعمليات زراعية محددة لتستطيع إكمال حياتها.
وأيضاً أريد أن أنوه أنه مؤخراً وفي السنوات الأخيرة نشطت زراعة الأشجار بشكلٍ ملفت في مناطقنا، وكان لفكر الإدارة الذاتية الديمقراطية المستند على مفهوم الأمة الديمقراطية والإيكولوجية وحرية المرأة، والتي تعتبر الإيكولوجيا من المبادئ الأساسية التي يجب العمل عليها، وذلك من خلال التوازن بين كافة المكونات البيئية، وعليه ومن خلال حملات التوعية والتشجير بدأ التشجير يتحول شيئاً فشيئاً إلى ثقافة في المنطقة والتي كانت غائبة لسنوات، بسبب سياسيات حكومة دمشق بتحويل مناطق إقليم شمال وشرق سوريا إلى مناطق تُستخدم فقط لزراعة المحاصيل الحقلية (قمح – شعير…) والتي كانت سبباً في عزوف الكثير من المزارعين عن زراعة الأشجار والتي كانت سبباً في تحول مساحات واسعة من الأراضي إلى تربة جافة.
بالإضافة أن أساليب الري المتبعة لزراعة المحاصيل الحقلية كان لها الدور الأكبر في زيادة ملوحة هذه التربة وانخفاض إنتاجيتها، وهنا أيضاً أريد أن أذكر أهمية الأشجار وخاصةً بعد الأزمة التي مرت بها المنطقة، من زيادة معدلات التلوث البيئي وخاصةً تلوث الهواء، حيث تعمل الأشجار بشكل فعال من خلال خفضها لمعدلات غاز ثنائي أوكسيد الكربون والذي يعتبر من الغازات الأساسية التي لها دور في ظاهرة الاحتباس الحراري، وأيضاً فإن الأشجار تقوم بحماية الترب من الانجراف من خلال تثبيتها عن طريق جذورها، والأشجار تُشكّل مصدر غذائي للإنسان والكثير من الحيوانات وتعتبر بمثابة مسكن للكثير من الحيوانات.
ولقد أثبتت التجارب فعالية الأشجار في خفض استخدام الطاقة وبالتالي الحفاظ على مصادر الطاقة الغير متجددة، حيث تشير بعض الدراسات أن المنازل التي كانت محاطة بالأشجار انخفض استخدامها للطاقة بما يصل إلى 50% مقارنةً مع تلك التي لا يوجد فيها أي أشجار، ولا ننسى أن معظم الأدوية أصلها نباتي وكانت النباتات هي الدواء الأول الذي استخدمه الإنسان للشفاء من الأمراض وأيضاً تعتبر الأماكن المشجرة من الوسائل الفعّالة في خفض التوتر وتحسين نفسية الإنسان، ولها دور كبير في شفاء الجروح ولا ننسى دورها في تحسين المناخ وتلطيف الجو، وما أحوجنا اليوم وخاصةً بعد زيادة معدلات درجات الحرارة بالتوجه إلى زراعة الأشجار وأيضاً المحافظة على الأشجار الموجودة لنستطيع العيش في بيئة سليمة وصحية.
No Result
View All Result