No Result
View All Result
المشاهدات 4
آراس بيراني_
تأخر الكرد نسبياً عن إصدار صحيفتهم الأولى (كردستان)، وكان قدر للكرد أن تلد صحافتهم في المنفى، والصحافة استمرت بخطوات بطيئة، رغم الجهود كلها، إلا أنها لم تأخذ دورها الأساسي، وذلك لأسباب تتعلق بمحاولات وممارسات القمع، إضافة لأسباب ذاتية تتعلق بنقص الكادر المختص، وعدم توفر المال.
كان افتتاح فضائية “ميديا” ثورة إعلامية حقيقية في الإعلام الكردي، التي استطاعت وللمرة الأولى في تاريخ الكرد، أن تبث برامجها إلى أنحاء كردستان والعالم، وكانت لها الأهمية في خلق كوادر إعلامية وحماية اللغة الكردية، وتوحيد الكثير من مفردات لهجاتها المتنوعة، ونشر الثقافة الخاصة بالتراث والتاريخ والأدب الكردي، وفضح سياسة القوى المعادية للشعب الكردي وقضيته العادلة.
وشهد الإعلام الكردي وبعد انطلاق شرارة ثورة التاسع عشر من تموز قفزة نوعية حيث انتشرت محطات الراديو وبلغات شملت أغلب شعوب سوريا من كرد، وعرب، وسريان، فانطلقت نشرات الأخبار بلغات متنوعة، وصدحت الأغاني الكردية إلى جانب الأغاني العربية والسريانية، وباتت مراكز خدمية توجيهية حاملة لموروث ثقافي تراثي غني، وقد شكلت انطلاقة فضائية روناهي قفزة نوعية على صعيد الإعلام الكردي، لأنها القناة الكردية الأولى من جهة وجودها على الأرض، وطواقم عملها، التي استطاعت خلال مسيرتها من تأسيس كادر إعلامي، وأن يطور مهارته ويكتسب خبرة عملية في إدارة الخبر والمعلومة والتواصل وشكلت مرآة لعكس حقيقة ثورة الشعب في روج آفا، كما أن صحافة المرأة لعبت أدوارها بشكل ملحوظ في نطاق التحرير الإعلامي وشاهد العالم جميعا المراسلات الكرديات وهن ينقلن الأحداث من جبهات القتال ومن الخنادق وميادين الحرب دون وجل أو وخوف، وبات الإعلام قاعدة نضالية لمقاومة التضليل الإعلامي من خلال التزامها بقضايا الشعوب والمكونات وكذلك إظهار الصورة الحقيقية لواقع الحال في شمال وشرق سوريا.
إن الإعلام بلغ درجات من التطور لا يمكن الاستهانة بها، قد استطاع اتخاذ خطوات تأسيسية هامة لتمتين آلية إعلامية كردية استندت إلى كوادرها في الصحافة الورقية والتي تتوجت بتأسيس صحيفة روناهي مع بداية الحراك الشعبي في سوريا خطوة نوعية من حيث كونها صحيفة شبه يومية، تنوعت مواضيعها بين السياسة والثقافة والفكر والرياضة والطب والصحة والتحليل والخبر.
ويبقى لتنوع وسائل الإعلام الضمانة الحقيقة لنشوء حالة من الديمقراطية الإعلامية التي تمتلك حرية النشر والتعبير، وبالتالي القادرة عن التعبير لتطلعات إبناء المنطقة، وإيصال صوت الثورة وصوت إرادة الشعوب إلى الرأي العام العالمي عبر نوافذ إعلامية تلتزم المصداقية والحيادية، وكان صدى الإعلام الكردي تعبيرا عن صوت المقاومة ضد الفكر الديني المتطرف وضد الفكر الفاشي الطوراني وضد التيارات والأنظمة، التي أرادت تشويه حقيقة الثورة وحقيقة أبنائها. ومقاومة الإعلام المضاد وفضح أكاذيبه، فتدخلات تركيا وتهديداتها لا تتوقف عند التلويح بالعصا واستخدام القوة العسكرية المفرطة فحسب، بل باستخدام إعلامها في محاربة التجربة الديمقراطية وحقيقة الوجود التاريخي للشعب الكردي، ومن هنا تبرز أهمية حضور إعلام ديمقراطي حر قادر على مجابهة الإعلام المعادي وأن يكون طرفا حقيقيا في عملية الصراع والمقاومة.
No Result
View All Result