سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الزراعة والبيئة

بيريفان عمر_

 تعتبر الزراعة من المواضيع الأساسية المرتبطة بحماية البيئة، حيث إنهما ترتبطان بشكلٍ وثيق ويمكن أن تكون الزراعة عاملاً حاسماً في حماية البيئة. إليك بعض الجوانب التي تبرز العلاقة بينهما:
1- التربة: تعتبر التربة عنصراً أساسياً في الزراعة. ومع ذلك، قد تتعرض التربة للتدهور وفقدان الخصوبة نتيجة لممارسات الزراعة غير المستدامة مثل التسميد الزائد واستخدام المبيدات الكيميائية. ومع ذلك، يتبع النظام الزراعي المستدام مبادئ حفظ التربة، مثل التدوير الزراعي واستخدام الأسمدة العضوية، مما يساهم في الحفاظ على صحة التربة وتجنب تدهورها.
2- المياه: تستخدم الزراعة كميات كبيرة من المياه لري المحاصيل. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي استخدام غير فعّال للمياه في الزراعة إلى نقص الموارد المائية وتدهور جودة المياه بسبب تسرب المبيدات والأسمدة إلى المصادر المائية. لذا، يُتطلب الحفاظ على البيئة المائية الصحية تبني ممارسات الزراعة المستدامة مثل الري الفعال وإدارة المياه بشكلٍ مستدام.
3- التنوع البيولوجي: تؤثر الممارسات الزراعية على التنوع البيولوجي في المناطق الزراعية. تستخدم بعض الممارسات غير المستدامة مثل استخدام المبيدات الكيميائية السامة والتحريك الزراعي الكبير في تقليل توافر الموارد الغذائية وموطن الحياة للنباتات والحيوانات البرية. تعزز الزراعة المستدامة الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال توفير المساحات الطبيعية والتربية المتنوعة وحماية النظم الإيكولوجية المحيطة.
4- التلوّث: تساهم بعض ممارسات الزراعة غير المستدامة في التلوث البيئي. يمكن أن تتسرب المبيدات الزراعية والأسمدة الكيميائية إلى التربة والمياه الجوفية والمصادر المائية السطحية، مما يؤثر على النظم البيئية والكائنات الحيّة. يتبع النظام الزراعي المستدام ممارسات تقلل من التلوث الزراعي، مثل استخدام الأساليب البيولوجية لمكافحة الآفات واستخدمنا الأمثلة الإضافية للممارسات الزراعية المستدامة في حماية البيئة:
– التحكم في التربة والمياه: تشمل هذه الممارسات استخدام تقنيات الحفاظ على التربة مثل تربية الأشجار المثمرة والحجرات الحافظة للرطوبة والجداول الزراعية. كما يشمل ذلك استخدام تقنيات الري الفعالة مثل الري بالتنقيط والري بالرش لتقليل الهدر المائي.
– التنوّع الزراعي: يشجع النظام الزراعي المستدام على زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل وتنويع المزارع، وهذا يساهم في تقليل مخاطر الأمراض والآفات ويعزز الاستدامة البيئية.
إدارة المخلّفات: يتم التعامل مع المخلّفات الزراعية بشكلٍ فعال لتقليل التأثير البيئي. يمكن استخدام تقنيات مثل التحلل العضوي والتسميد العضوي وإعادة التدوير للحفاظ على الموارد الطبيعية وتجنب التلوّث.
– المحافظة على النظم الإيكولوجية: يتم تعزيز المحافظة على النظم الإيكولوجية المحيطة بالمناطق الزراعية مثل الغابات والمستنقعات والحواجز الطبيعية. هذا يعزز التوازن البيئي ويساهم في توفير الموطن للكائنات الحية المهمة للزراعة مثل الحشرات المفيدة والطيور الآكلة للحشرات.
وعلى أساسه فإنه ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من المصطلحات التي تحدد نوع الزراعة المحافظة على الأنظمة الإيكولوجية، ومنها الزراعة الإيكولوجية، والزراعة العضوية، والزراعة البيئة وغيرها.