سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أمـــــــــي..

عبير دريعي_

أيتها الباذخة كالضُوءِ
تمضين في غُربتِكِ
وأنا أبكي غيابكْ
الأوقاتُ باردة
ودمعي حار
تنسجينَ لي من حنانِك ثوباً
يضُمني في دِفئهِ
أشمُ رَائحة يديكِ
والخيطانِ
أنام على صوتكِ
كل مساءٍ
عيناكِ ينابيعٌ طافحةٌ بالغيابِ
وأنا عطشى.
لا ترتوي الروحَ
من الأمنياتِ
ولا تُزهر أغصاني
إلا بماءِ يديكِ،
ودعواتكِ كل صباحٍ ومساءٍ
متى يُعلن قلبي
عن اخضرارهِ؟
ومتى تنام النارَ
في شهقاتي؟
وأنت شجرةُ الدارِ
متى تهجعُ أسرابَ الفراشاتِ؟
في فضاءاتِ قامتكِ العالية
كالأمنيات
بعيدة أنا عن حُضنك
أمي
حديقة الله على الأرضِ
أماه.. يا ضوء عمري
تعالي..
قبلَ أنْ تذرَ الريحَ أزهاري
قبّل أنْ تنامَ النارَ
في رمادي
فأنا امرأة نذرتها الآلهة
للحرائقِ
وللعشقِ
والغيابِ.