No Result
View All Result
المشاهدات 6
محمد القادري_
الصحبة في الإسلام تأتي في المرتبة الأولى من حيث الأهمية؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”، وكذلك نرى أعلى درجات الصحبة والخلة في قوله تعالى: “وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَ ٰهِیمَ خَلِیلا” حينما نسأل أنفسنا كيف أن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، ونبحث في أعمال إبراهيم عليه الصلاة والسلام، لنرى إنه كان يتعامل بإنسانية خالصة، يروى عنه إنه كان لا يأكل الطعام وحده أبداً، وفي مرة جاء رجل إلى بيت سيدنا إبراهيم وطلب الطعام فقال له: “نحن نقدم الطعام دون طلب ونبحث عمن نطعمه”، ولكن عندما وضع له الطعام سأله سيدنا إبراهيم: “ماذا تعبد؟”، قال: “لا أعبد شيئاً”، قال “ألا تعرف الله؟” قال لا، فقال له “يجب أن تؤمن بالله حتى تأكل”، فقال له الرجل “أنا جائع أريد الطعام، ولم آتِ لأتعبد”، وانصرف الرجل غاضباً، ولم يأكل فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى سيدنا إبراهيم: “يا خليلي يا إبراهيم! أنا أطعمه وأسقيه 70 عاماً ولم أطلب منه أن يعبدني، فكيف فعلت ذلك”، انتبه سيدنا إبراهيم الى ما فعل، وانطلق وراء الرجل وقال: “ارجع فإن ربي الله سبحانه وتعالى قد عاتبني فيك، ويجب أن تأتي لتأكل”، لذلك حينما كان لا يفرق سيدنا إبراهيم في كل شيء عندما يتعامل مع الناس هكذا أصبح خليل الله والصحبة الصالحة، حينما تدل الإنسان على الخير وتسعى معه دائماً إليه يتصف الإنسان بأوصافه صاحبه، وخليله فيعرف به، وكان أصحاب موسى يذهبون معه حيث شاء حينما أعطاهم الله ميعاداً، وأنزل عليهم الرجفة فماتوا، ثم أحياهم كانوا معه في الموت والحياة، وكذلك أصحاب سيدنا عيسى الحواريون عليهم سلام الله كانوا يلازمونه دائماً ويشهدون له رغم تعذيبهم من اليهود، وكذلك أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذين صبروا على أذى قريش واضطهادهم، وكانوا معه في السراء والضراء، وكان صلى الله عليه وسلم يكرمهم ويساعدهم في الأعمال كلها، وأخذوا من أخلاقه وشمائله وقيمه العالية في الإنسانية والعطاء والرحمة، لذلك نرى أن الصحبة في كل زمان ومكان حينما تكون برفقة وقياده عظماء، فإن تلك الصحبة ناجحة ومعطاءة.
No Result
View All Result