سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إسماعيل دلف: العقد الاجتماعي أول وثيقة قانونية تضمن خصوصية الشعوب

روناهي/ الدرباسية –

أشاد نائب الرئاسة المشتركة للبيت الإيزيدي في مقاطعة الجزيرة “إسماعيل دلف” بالعقد الاجتماعي، الذي أعلنت عنه الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا نهاية العام الماضي، وخص بالذكر الباب المتعلق بشعوب شمال وشرق سوريا، لا سيما الشعب الإيزيدي.
وكانت ديباجة العقد الاجتماعي لإقليم شمال وشرق سوريا قد تضمنت: “نحن -بنات وأبناء شمال وشرق سوريا -إدراكاً منا وإيماناً بحق قيم الشهداء علينا، وتلبية لمطالب شعوبنا في العيش بكرامة، واستجابة للتضحيات الجسام، التي قدمها السوريون، وتكاتفنا معاً: كرداً، وعرباً، وسريان وآشوريين، وتركمان، وأرمن، وشركس، وشيشان، ومسلمين، ومسيحيين، وإيزيديين، لإقامة نظام ديمقراطي في شمال وشرق سوريا ليشكل أساساً لبناء سوريا المستقبل، دون نزعة عنصرية، أو تمييز أو إقصاء، أو تهميش لأي هوية”.
وتأتي هذه الديباجة مدخلاً للأسس، التي تقوم عليها الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، والتي تعتمد على أخوة شعوب المنطقة وعدم التفريق بين هذه الشعوب، وعدم إقصاء أو تهميش لأي شعب.
وتأتي هذه الخطوة بعد عصور من الاضطهاد والتمييز وزرع الفتن بين شعوب المنطقة. الأمر الذي لاقى ارتياحا وترحيبا من هذه الشعوب.
وبعد مجازر عدة ارتكبت بحق هذا الشعب على يد مرتزقة داعش، وراعيتها دولة الاحتلال التركي، ها هو الشعب الإيزيدي اليوم يعبر عن ذاته وعن خصوصيته مع الشعوب الأخرى في كنف الإدارة الذاتية الديمقراطية، وذلك من خلال وثائق رسمية تضمن حق هذا الشعب.
الأولى من نوعها
وعن هذا الموضوع، التقت صحيفتنا “روناهي” نائب الرئاسة المشتركة للبيت الإيزيدي في مقاطعة الجزيرة، إسماعيل دلف: “إنها المرة الأولى، التي تشهد فيها المنطقة عقدا اجتماعيا كاملاً متكاملا يأخذ بعين الاعتبار خصوصية الشعوب، التي تعيش في هذه المنطقة، وهذا إنجاز يُحسب للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا”.
وأضاف: “كما هو معروف، فإن العقد الاجتماعي هو الوثيقة الرسمية، التي تُنظم سيرورة الحياة في المنطقة، وهو بمثابة دستور لهذه المنطقة، وجميعنا يعلم طبيعة الدساتير، التي توضع في منطقة الشرق الأوسط، فكلها دساتير توضع من الأنظمة القومية الرافضة للتعددية والديمقراطية، لذلك، كانت الدساتير المتعاقبة على المنطقة، وعلى سوريا ضمنا، هي دساتير قائمة على التعصب القومي، أو الديني، أو الطائفي، فتُلغي الشعوب الموجودة في الأرض الواحدة، باستثناء القومية، أو الدين، أو الطائفة المُهيمنة على السلطة، ولكن الإدارة الذاتية الديمقراطية، ومن خلال عقدها الاجتماعي، قد كسرت هذه الصورة النمطية، وبالتالي جاءت بعقد اجتماعي مُعاصر يحترم حقوق وحريات الشعوب، التي تعيش في هذه المنطقة”.
مكانة الشعب الإيزيدي في العقد الاجتماعي
دلف تابع: “تحت مظلة هذا العقد الاجتماعي، بات بإمكان الشعب الإيزيدي أن يُمارس طقوسه الدينية، وكذلك عاداته وتقاليده الاجتماعية بحرية مُطلقة دون أي ضغوطات ودون أي اقصاء أو تهميش من أحد، وذلك بعكس الماضي، حيث تعرض هذا الشعب لمختلف أنواع الظلم، كما تمت ممارسة العديد من المجازر الوحشية بحقه، التي لم يكن له جرما فيها سوى ديانته الإيزيدية، حيث حاولوا إبادة هذا الشعب ومحو هويته الدينية والثقافية، إلا أن العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية رسخ هذا الدين، وهذه الثقافة كجزء لا ينفصل عن ثقافة شعوب المنطقة بشكل عام”.
وزاد دلف: “إن حركة التحرر الكردستانية كانت تُناقش خصوصية الشعب الإيزيدي منذ نشأته، إلا أن ثورة التاسع عشر من تموز في شمال وشرق سوريا، كانت الخطوة العملية الأولى نحو تجسيد هذه النقاشات، وتفعيلها على أرض الواقع، وذلك من خلال مشاركة الشعب الإيزيدي فيها إلى جانب الشعوب الأخرى المتآخية معه على هذه الأرض. وقد أثبت الشعب الإيزيدي نفسه شعباً مسالماً يسعى للتعايش المشترك مع الشعوب الأخرى”.
نائب الرئاسة المشتركة للبيت الإيزيدي في مقاطعة الجزيرة، إسماعيل دلف، اختتم حديثه: “إن العقد الاجتماعي جاء تتويجا لعقود طوال من المقاومة والنضال، التي خاضتها حركة التحرر الكردستانية، كما جاء بفضل دماء بناتنا وأبنائنا الشهداء، الذي ضحوا بأنفسهم في سبيل تحرير وطنهم والحفاظ على مكتسباتهم، وفي الوقت ذاته، فإنه ثمرة من ثمار فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، الذي بفضل فكره استطاعت هذه الشعوب أن تهتدي إلى طريق الحرية والتحرر”.