بيع منازل المهجرين قسراً تطور خطير تشهده كري سبي المحتلة!

عين عيسى/ برخدان جيان ـ

تشهد مناطق مقاطعة كري سبي المحتلة في الآونة الأخيرة محاولات سلب منازل الأهالي المهجرين قسراً، وذلك بشرعنة تملك هذه المنازل عبر عقود بيع بـ ” التملك” بعد أن كانت تقتصر على سلبها ووضع اليد عليها.

ومنذ احتلال مناطق مقاطعة كري سبي المحتلة في التاسع من شهر تشرين الأول من عام 2019، هُجر أكثر من مائة ألف من أهالي المقاطعة الأصليين، والتي تمثل كوارث إنسانية ناجمة عن احتلال مركز مقاطعة كري سبي، وأجزاء من أريافها.

توطين أكثر من 32 ألف مستوطن 

أطلق المحتل التركي وأجهزته الأمنية والاستخباراتية يد مرتزقتهم للتصرف بممتلكات المهجرين قسراً وقد عاثوا فساداً فيها، حيث عملوا في بداية الأمر على سرقة محتويات العقارات العامة والخاصة (بيوت ومحلات وأراضٍ زراعية، ومحاصيل …وغيرها)، حيث أمروا عوائلهم التي تسكن المناطق المحتلة، بزراعة أراضي المهجرين وتملك مساكنهم، فتدفقت الآلاف من عوائل المرتزقة عبر البوابة الحدودية (معبر تل أبيض) ليتم توطينهم في منازل المهجرين قسراً.

ومع إعلان المسؤولين الأتراك مطلع نيسان من عام 2022 تطبيق مخططهم الاستيطاني في المناطق التي تحتلها من الأراضي السورية بترحيل مليون لاجئ سوري، حيث وصل عدد المستوطنين، الذين وطنتهم تركيا في المقاطعة المحتلة حتى نهاية عام 2023 أكثر من 32 ألف مستوطن جلهم لاجئون سوريون في تركيا من معظم المدن السورية.

وفي تطور خطير لسياسة التغيير الديمغرافي، التي تنفذها مرتزقة تركيا علمت صحيفتنا من مصدر محلي في كري سبي المحتلة، بأن مرتزقة ما يعرف بالجبهة الشامية، يقومون بالاستيلاء على منازل المهجرين قسراً، ثم يعملون على بيع العقارات المستولى عليها للمستوطنين الجدد.

وكشف، بأن العملية كانت تتم عن طريق عقود “آجار” للعقار الذي تعود تبعيته للمهجرين، إلا أن مرتزقة الجبهة الشامية، وأشخاصاً متنفذين داخل ما يعرف بمجلس تل أبيض المحلي، قاموا بتنظيم صكوك بيع ممتلكات المهجرين قسراً وخاصة منازل المواطنين الكرد.

وحسب “وكالة أنباء هاوار” التي نشرت قصة لمهجرة تدعى (جيهان محمد علي) أكدت على أن منزلها تم بيعه فعلياً عن طريق مرتزقة ما يعرف بـ ” الجبهة الشامية ” لمستوطنة من مدينة حماة السورية (وهي مرتزقة تعمل في جهاز الشرطة العسكرية) التابعة للمرتزقة.

وتضيف المهجرة “جيهان” بأنها تتبع أخبار بيتها منذ احتلال مدينتها (كري سبي/ تل أبيض)، حيث استولت المرتزقة عليه بشكل كامل، وسرق محتوياته بتنظيم عقود للإيجار في بداية الأمر، إلا أنها علمت مؤخراً بأن المرتزقة باعوه بثمن بخس، وبالعملة التركية، مستهجنة تصرفات المرتزقة وسياسة المحتل التركي، لما لهذه السياسة من آثار في زرع الحقد والكره، وخلق الفتنة بين السوريين.

ويحاول المحتل التركي ومرتزقته من خلال تصرفاتهما وممارساتهما في المناطق المحتلة إطالة أمد الأزمة السورية، وخلق تعقيدات جديدة عرقلة الحلول، وزرع الفتنة والكراهية بين السوريين من خلال سياسة التغيير الديمغرافي المتبعة.