شدد أهالي ناحية الدرباسية على استمرارهم في النضال ضد الحرب التي تفرضها عليهم دولة الاحتلال التركي، وأكدوا، أن الهدف الذي تصبو إليه دولة الاحتلال التركي المتمثل بتهجيرهم من أرضهم لن يتحقق.
جاء حديث أهالي ناحية الدرباسية بعد أيام من غارة جوية شنتها دولة الاحتلال التركي، استهدفت من خلالها منزلين في المدينة. وتأتي هذه الغارة في إطار الحرب الشعواء التي تشنها دولة الاحتلال التركي ضد إقليم شمال وشرق سوريا منذ عقد من الزمن.
وكانت دولة الاحتلال التركي قد شنت مؤخرا سلسلة من الهجمات الجوية على إقليم شمال وشرق سوريا، مستهدفة البنية التحتية والمرافق الحيوية، والمراكز الصحية، فضلاً عن استهدافها المنازل. لتخلف العشرات من الشهداء والجرحى.
من خلال الأضرار التي تخلفها الهجمات التركية، يتضح يوما بعد آخر، أن دولة الاحتلال التركي تسعى من خلال هجماتها إلى ضرب مقومات الحياة لدى الأهالي، وهي بذلك تستكمل سياسة الحصار، الذي تفرضه على إقليم شمال وشرق سوريا؛ بهدف دفع الأهالي إلى الهجرة من أرضهم، وبالتالي تفرغ المنطقة من سكانها، تمهيدا لتوسيع رقعة الاحتلال والتغيير الديمغرافي.
“متمسكون بأرضنا”
وحول الاستهداف الأخير لمركز ناحية الدرباسية، التقت صحيفتنا “روناهي” أهالي الناحية، الذين أكدوا على أنهم باقون على أرضهم، ولن يرحلوا منها، حيث قال المواطن حسن مخلف: “إن الهجمات الأخيرة لدولة الاحتلال التركي ليست بجديدة، حيث يشن المحتل التركي حربا شعواء ضد مناطقنا منذ أكثر من عقد، وقد خلفت هذه الحرب عشرات الآلاف من الشهداء، كما دمرت أعداداً كبيرة من منازل الأهالي، فضلاً عن أن هذه الهجمات أدت إلى احتلال بعض مناطق شمال وشرق سوريا، مثل عفرين، وسرى كانيه، وكري سبي/ تل أبيض”.
وأضاف: “الهدف من هذه الهجمات ليس بخافي على أحد، فدولة الاحتلال التركي تُعلن على رؤوس الأشهاد بأنها تحارب شعوب هذه المنطقة وتسعى لإبادتهم، وفي سبيل ذلك، ترتكب دولة الاحتلال التركي المجازر الوحشية ضد شعوب منطقتنا، فهي تسعى بذلك لضرب حالة الأمان التي تعشيها المنطقة في كنف الإدارة الذاتية الديمقراطية. لذلك، تسعى دولة الاحتلال التركي للإخلال بهذا الأمان ودفع شعوب المنطقة إلى الهجرة وترك أرضهم ومنازلهم”.
“مستمرون بنضالنا”
المواطن حسن مخلف اختتم حديثه: “يتوهم الفاشي أردوغان أن هجماته يمكن أن تدفعنا إلى الهجرة عن أرضنا، ولكن ما يجهله هذا الطوراني هو أننا عازمون على النضال والمقاومة حتى القطرة الأخيرة من دمائنا لذلك، عليه أن يتيقن بأن هذه الهجمات لن تأتي بالنتائج التي يروجها، وإنما على العكس، ستزيدنا إيماناً بوطننا، وستزيدنا عزيمة على مقاومة احتلاله.”
الإصرار على الحياة
من جانبه، تحدث لصحيفتنا المواطن “إبراهيم بكري“: “إن دولة الاحتلال التركي عازمة على تدمير مقومات الحياة لشعوب شمال وشرق سوريا، فاستهداف البنى التحتية من محطات الطاقة ومدارس ومشافي، ما هو إلا أداة لقطع شرايين الحياة عنا، ولكن بالوقت نفسه، فإننا عازمون على بناء الحياة، لذلك، مهما كان حجم الدمار الذي تخلفه هجمات دولة الاحتلال التركي، فردنا سيكون بحجم هذا الدمار، من خلال إعادة الإعمار يدا بيد مع الإدارة الذاتية الديمقراطية”.
وزاد: “في هذه الأوقات العصبية، التي نعيشها، تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة، وهي مسؤولية صنع الحياة من جديد، لذلك لا بد من التعاضد بين شعوب شمال وشرق سوريا مع الإدارة الذاتية كي نستطيع أن نقف في وجه الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي على مناطقنا، ومن خلال تكاتفنا مع إدارتنا فإننا سنمنع المحتل التركي من الوصول إلى مبتغاه، والمتمثل باجتثاث الحياة من مناطقنا”.
المواطن إبراهيم بكري اختتم حديثه: “لا بد من تكاتف الجهود بين المجتمع والإدارة والأحزاب والمنظمات، حيث أن كل شخص منا هو مسؤول في موقعه، مسؤول عن صناعة الحياة من جديد في كل مرة يحاول المحتل التركي تدميرها. إن الأرض أرضنا، والمكتسبات لنا، وبالتالي مفروض وواجب علينا الدفاع عن هذه الأرض وعن هذه المكتسبات في وجه كل من يحاول انتزاعها من أيدينا، وعلى رأسهم دولة الاحتلال التركي”.