سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حسين مطر.. ثلاثون عاماً في مهنة الإسكافي

جل آغا/ أمل محمد –

حسين مطر الرجل الأربعيني قضى أكثر من نصف عمره في مهنة الإسكافي، التي تواجه خطر الاندثار، وكوَّن علاقة صداقة مع هذه المهنة، التي احترفها منذ شبابه.
غدت مهنة الإسكافي “مصلح الأحذية” من المهن النادرة للتطور الحضاري الذي غزا العالم، ولكن بالرغم من هذا التطور، إلا أن هناك البعض ممن يمتهن هذه المهنة، ولا يزالون يزاولونها، وتعد هذه المهنة على قدمها من الحرف الشعبية، التي ترتبط بثقافة بلد ما.
ثلاثة عقود في المهنة
في كل صباح يتجه حسين مطر من قريته العطشان التابعة لناحية جل آغا قاصداً محله الصغير في كركي لكي؛ يمارس مهنته في تصليح الأحذية، ثلاثون عاماً مرت وحسين يزاول هذه الحرفة، التي كون معها علاقة صداقة، زارت صحيفتنا “روناهي” محل حسين مطر، فامتعنا حديثه الطويل عن المهنة: “تعلمت الحرفة من أخي محمود، ولديه محل لتصليح الأحذية بجواري، ثلاثون عاماً، وأنا أعمل في هذه المهنة وفي هذا المحل بالذات، أحب عملي وأتقنه، ولهذا احترفت فيه”.
وتابع: “نقوم بإصلاح الأحذية التالفة والممزقة، من خياطة وتغيير الجلود وغيرها، هذا العمل هو مصدر رزقي، الذي أعيل به عائلتي”.
شبه نادرة
وعن الأدوات، التي يعتمد عليها في عمله يقول مطر، وهو يشير إلى الماكينة المركونة في محله: “هذه الماكينة أعمل عليها منذ ما يقارب خمسة وعشرين عاماً، وهي الأداة الرئيسة في العمل، عدا عن ذلك نستخدم المسامير بكثرة والمطرقة”.
وعن التطور الحضاري الذي قلل لجوء المواطنين لمحلات تصليح الأحذية يقول المطر: “نتيجة التطور الحضاري وغزو الآلات الحديثة سوق العمل، والذي وفر مختلف المتطلبات قلَّ الارتداد لمحلات التصليح، واضطر الكثيرون لإغلاق محالهم، أصبحت هذه المهنة شبه نادرة”.
وأضاف: “ولكن مع الأزمة الاقتصادية عاد الإقبال على هذه المهنة، لارتفاع أسعار الأحذية”.
معوقات وصعوبات
وعن صعوبات العمل يقول: “المهنة بسيطة جداً وتحتاج للصبر، ولكن المعوقات التي تواجهنا هي ارتفاع أسعار الأدوات، التي نعمل عليها، إصلاح أضرار الماكينات مكلف جداً، وليس لها قطع للغيار في المنطقة، كما أن الدخل المادي لهذه المهنة ليس بالكثير، ونمكث أوقات طويلة على الكرسي، وهذا خطر صحتنا، وربما يسبب أضرارا كثيرة”.
يشتهر حسين مطر بابتسامته المعتادة في العمل، حتى غدا مقصداً للزبائن: “بعملي لهذه السنوات العديدة أصبح الجميع يعرفني، فمحلي من أقدم المحلات في المنطقة، وأصبح لدي زبائن كثر، يأتونني من مختلف المناطق من قرى الشمال والجنوب والكوجرات”.
لم يزاول المطر مهنة أخرى سوى حرفة تصليح الأحذية، وقد أخذه الحديث الطويل عن تلك الرحلة: “على مدار الثلاثين عاماً الماضية، وبشكل يومي أعمل هنا، حفظت وجوه المارة وقصصهم، وكونت علاقات صداقة مع الزبائن، عملي هذا هو جزء مني، ومحلي هو بيتي الثاني”.
هذا وأكد حسين مطر أنه لم يورّث مهنته لأولاده؛ لأنه حسب وجهة نظره بأنه ستندثر إلى حين وقتهم.