داخل خيمة نُصبت أمام مقر الأمم المتحدة في قامشلو حيا الأهالي مقاومة السجون، فأضربوا عن الطعام تنديداً بالعزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، مطالبين العالم ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة للتدخل ووقف هذه الانتهاكات بحق سجناء تركيا.
ضمن إطار المبادرة الشعبية في مقاطعة الجزيرة، انطلقت قامشلو على مدار يومين 14-15/12/2023، فعالية بخيمة الأضراب عن الطعام الداعمة للمقاومة، التي يبديها السجناء في تركيا، وقد انضم إليها أهالي المقاطعة، وأعضاء، وعضوات المؤسسات المدنية، والمجالس والشخصيات الوطنية، وممثلو وممثلات الأحزاب السياسية، وقد استقبل الأهالي المضربين عن الطعام، الذين ارتدوا ستراً بيضاء عليها صور القائد عبد الله أوجلان أمام الخيمة.
حملت الخيمة شعار: “سنحيي مقاومة السجون ونحرر قائدنا بروح وقيم الشهداء”، كما عُلّقت فيها صور القائد عبد الله أوجلان، وزينت بالشعارات التي تحيي مقاومة القائد الأممي عبد الله أوجلان، وتندد بالعزلة المفروضة عليه.
وضمن فعاليات الخيمة ألقيت العديد من الكلمات، التي حيت مقاومة المضربين عن الطعام في سجون دولة الاحتلال التركي، كما أكدوا خلالها عن دعمهم لفكر القائد، وبقائهم في الساحات حتى تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، التي يعتبرونها حرية لكافة الشعوب المظلومة.
فلسفة القائد حل لأزمات المنطقة
وأدان واستنكر عضو حزب الاتحاد الديمقراطي “حليم عكو” المؤامرة الدولية، التي شاركت فيها الدول والقوى المهيمنة ضد قائد الشعوب والمجتمعات المضطهدة، وتشديدهم للعزلة المفروضة على القائد، وعدم السماح لمحاميه بلقائه، وبيَّن أنه أرادوا من خلال هذه العزلة ضرب إرادة ومكتسبات الشعوب، والقضاء على آمال المجتمعات، التي تنادي بالحرية والعدالة والمساواة المبنية على أسس مبادئ أخوة الشعوب والعيش المشترك.
كما نوه عكو: “أن القائد عبد الله أوجلان أصبح رمزاً للحرية ليس للكرد فقط، وإنما للشعوب التي ترى حريتها مع حريته، وانضمام الملايين لحملة حرية القائد عبد الله أوجلان دليل أن مشروعه هو الحل الأمثل للأزمات الصعبة”.
وأشار عكو إلى المقاومة، التي يبديها القائد عبد الله أوجلان، وانضمام الآلاف من المعتقلين السياسيين إلى هذه المقاومة، وحملة الملايين التي نظمت نفسها في سبيل الحرية الجسدية للقائد تدل أن فلسفة الأمة الديمقراطية المشروع الأنسب، والأنجح لحل جميع المشاكل والأزمات في المنطقة، “بات القائد عبد الله أوجلان يشكل المحور الأساسي لحلول المنطقة”.
وأضاف عضو حزب الاتحاد الديمقراطي “حليم عكو” في ختام حديثه: “نحن إلى جانب القائد دائماً وأبداً، وهذه المؤامرة، التي حِكيت ضده كانت للقضاء على الكرد وكردستان نهائياً، لكن ما تمنته القوى المتآمرة لم يحصل، بل نحن من انتصرنا بالسير على فكره ونهجه، وسنستمر في الاحتجاج والكفاح حتى ينال القائد حريته الجسدية”.
المقاومة طريق الحرية
فيما جلست المواطنة “حلوة سليمان يوسف“، مع المضربين عن الطعام بالرغم من كبر سنها، إلا أنها كانت تستقبل زوار الخيمة على مدار اليومين بالشعارات الثورية، وقد حدثتنا حلوة عن القائد عبد الله أوجلان: “لقد سعى لحرية الأمة فكيف لا تتوحد الأمة من أجله”.
ونوهت حلوة إلى أن النضال الشعبي المجتمعي والديمقراطي الحر والممتد في ساحات النضال من السهول، والسجون إلى الجبال، والمدن، والقرى، ومن النضال العسكري المشروع إلى النضال المدني والثقافي والاجتماعي، وغيره ضد الإبادة الجماعية الممارسة من تركيا على الشعب الكردي وشعوب المنطقة، ذلك كله خلق بداية الطريق ليكون الشرارة، التي تقود الشعوب نحو الحرية.
كما تطرقت حلوة إلى مقاومة السجون ودعم الأمهات لها: “لقد قرر الأسرى بشكل جماعي أو فردي مواجهة السجان، والوقوف في وجهه بكل عزيمة وقوة، وإننا وبدون تردد سنكون كما عاهدناهم، وعاهدنا قائدنا دائما، سنداً لهم، ولن نتخلى عنهم، فمعركتهم هي معركتنا جميعاً، وسنبقى نعيش بالعزيمة والإرادة، التي نستمدها من مقاومتهم، وسيكون النصر، والحرية ختام هذا النضال”.
وقد طالبت حلوة في ختام حديثها المنظمات الإنسانية للانتفاض من أجل تحقيق الحرية للقائد، والمعتقلين في السجون التركية: “إن ما يجري في سجن إمرالي ينتهك القوانين والأعراف الدولية، فعلينا نحن النساء في شمال وشرق سوريا أن نوحد صفوفنا لوضع حد لهذه الانتهاكات”.
هذا وقد بدأت خيم الاعتصام من ناحية ديرك ثم كركي لكي، ثم تلتهما قامشلو حيث استمرت الخيمة في كل منطقة ليومين متتاليين.