نددت نساء قامشلو بالهجمات التركية على البنى التحتية، وتداعياتها في المنطقة، فيما دعون المجتمع الدولي للقيام بواجباته، ومسؤوليته الأخلاقية والقانونية لردع الاحتلال التركي، وأكدن على ضرورة وحدة الشعوب في المنطقة ضد هجمات الاحتلال.
تصاعدت وتيرة الهجمات التركية على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، خلال النصف الثاني من عام 2023، ووصلت ذروتها في الرابع من شهر تشرين الأول المنصرم، حيث قصفت الطائرات التركية مناطق مأهولة بالسكان، وعدداً من المنشآت الحيوية، ومصادر النفط والطاقة؛ ما أدى إلى استشهاد أكثر من 55 شخصاً، وإصابة آخرين.
تصعيد وتيرة الهجمات في الشهرين الماضيين
حيث تم استهداف 11 موقعاً لمحطات الكهرباء، وتضرر ما يزيد عن مليوني نسمة من هذا الاستهداف في مناطق الحسكة، وعامودا، ورميلان، وتربه سبيه، وقامشلو، والدرباسية، وأريافها جميعاً، وتضرر موقعان للمياه، الذي أدى بدوره لتوقف 18 محطة في إقليم الجزيرة في الاستهداف المتعمد، وإخراج محطات الكهرباء عن الخدمة؛ منها محطة علوك الاستراتيجية للحسكة ولريفها.
فوصل عدد المواقع، والمنشآت، ومراكز الكهرباء، والنفط، والتعليم، المستهدفة من دولة الاحتلال إلى 104 موقعاً بين مدمر، ومتضرر، وخارج عن الخدمة، فيما تم تنفيذ 580 ضربة جوية، وبرية من أقصى ديرك، وصولاً إلى الشهباء.
وقد كانت حصيلة الشهداء خلال القصف 44 شخصاً، و55 جريحاً، في الفترة الممتدة من الخامس إلى التاسع من تشرين الأول فقط، فيما لم تتوقف الاستهدافات حيث مازالت الطائرات المسيرة تستهدف المدنيين، ففي الـ 27 من شهر تشرين الأول استهدفت طائرة مسيرة تركية منزلاً قرب ساحة الحرية وسط ناحية ديرك، وأسفر الاستهداف عن مقتل شخص، وإصابة آخرين.
وتزامنت الاعتداءات التركية الأخيرة، مع قصف المناطقة الحدودية بالأسلحة الثقيلة، فتم استهداف عدة قرى في ناحية تل تمر، مثل، “قرية الطويلة في 14 تشرين الثاني، وقرية أم الكيف في 20 تشرين الثاني”، وزركان في 14 تشرين الثاني، وقرية زيوان في الشهباء في السادس من تشرين الثاني، كما استشهد مواطن، وأصيب اثنان في 24 شهر تشرين الثاني في الشهباء، واستهدفت قرية عون الدادات بالأسلحة الثقيلة في ريف منبج في 14 تشرين الثاني؛ ما أسفر عن إصابة سبعة مدنيين.
وتستمر هذه الاستهدافات بشكل متكرر، فقد تعرضت مقاطعة قامشلو لثلاث هجمات تركية عبر طائرات مسيّرة، في 23 من شهر تشرين الثاني، أولها وقع على منشأة خدمية ضمن بلدة رميلان، فيما استهدفت سيارتان، بالقرب من قرية شورك على الطريق الواصل بين مركز مدينة قامشلو، وناحية تربه سبيه، أدت إلى استشهاد شخصين، وإصابة خمسة مدنيين.
كما استهدف مركز للشبيبة الثورية في منبج في 15 تشرين الثاني، وقصف الاحتلال التركي بالأسلحة الثقيلة عين عيسى في 23 من تشرين الثاني، وفي 24 من تشرين الثاني أصيب ثلاثة مواطنين في ناحية عامودا.
الوحدة القيمة المثلى لمقاومة الاحتلال
فيما أعرب أهالي مدينة قامشلو عن سخطهم تجاه هذه الهجمات، وبينوا أنها محاولة لهدم الأمن والاستقرار الذي تعيشه المنطقة، وأن هذه الهجمات لن تكسر عزيمتهم وإصرارهم في مواصلة النضال.
حيث نوهت عضوة مكتب ملتقى أديان ومعتقدات موزوبوتاميا “منال شيخموس” من الديانة الزردشتية، “أن دولة الاحتلال التركي تسعى من خلال هذه الاستهدافات والهجمات، التي تشنها على مناطق شمال وشرق سوريا إلى استهداف إرادة الشعب، وتسعى لتحقيق أجندتها السياسية بأي وسيلة دون الاكتراث لحياة المدنيين”.
وترى أن هذه الهجمات لن تثنيهم مع تعاضد الوحدة لشعوب المنطقة من الكرد، والعرب، والسريان، والآشوريين، والأرمن، والشي
شان، والتركمان والإيزيديين، والمسيحيين، والمسلمين: “بمقاومتنا يداً بيد سننهي هذا الاحتلال الغاشم، فقد أصبحنا اليوم
يداً واحدة، فوحدتنا ستنهي الاحتلال”.
ودعت منال في ختام حديثها المجتمع الدولي للقيام بواجباته ومسؤوليته الأخلاقية والقانونية لردع الاحتلال التركي: “على العالم إيقاف هذه الهجمات، والقيام بحظر جوي على مناطقنا، التي باتت مباحة للمسيرات التركية”.
كما أكدت المواطنة “فاطمة الجاسم” بدورها على: “أن تصاعد الهجمات التركية في الفترة الأخيرة واستهدافها المستمر ل
شمال وشرق سوريا، هو استمرار لسياسة الاستعمار، فقد احتلت عدة مناطق عنوة، وهي الآن تسعى لتحول المنطقة إلى بؤرة حرب بعد أن حل الأمن عليها”.
وشددت فاطمة على ضرورة تحمّل الدول الضا
منة مسؤولياتها في حماية شمال وشرق سوريا ومحاسبة دولة الاحتلال التركي على جرائمها.
وشددت المواطنة “فاطمة الجاسم” في ختام حديثها: “نحن شعب قوي ومقاوم، وقد ضحى أولادنا بأرواحهم من أجل أن نعيش بأمان، وسنواصل تحقيق النصر، الذي سعوا إليه، وسنتصدى لكل من يسعى إلى النيل من وحدتنا واستقرارنا”.