No Result
View All Result
المشاهدات 0
قامشلو/ دعاء يوسف ـ
لحقت بزوجها من بلجيكا إلى سوريا، في رحلة وصفتها بالمدمرة، لتشاهد ما لا تسر عينها، فحاولت العودة، ولكن بعد فوات الأوان، فظلت تحت حكم مرتزقة داعش، إلا أنها رأت في تحرير الرقة طوق نجاة لها، فسلمت نفسها لوحدات حماية المرأة للخلاص من براثن داعش، فما مصير الداعشية كاساندرا بوداغ؟
خرجت من عباءة مرتزقة داعش، فيما تعد نفسها ضحية زوجها “الجهادي” كما وصفته، وتستحق فرصة ثانية للعودة لحياتها السابقة في بلدها، ولم تنسَ تفاصيل تجربتها تحت ظل مرتزقة داعش، طيلة أربع سنوات قضتها في مدينة الرقة، حيث كانت زوجة لأحد “أمراء” داعش السابقين، وكيفية هروبها من قبضة المرتزقة.
أبت أن تستذكر ما جرى لها في الرقة، إلا أنها تعدها صدمة دمرت حياتها، الداعشية البلجيكية سابقاً “كاساندرا بوداغ” 28 عاماً لحقت بزوجها بعد شهر من وصوله إلى سوريا عام 2013، وذلك في المراحل الأولى من تشكيل صفوف مرتزقة داعش.
خطأ تدفع ضريبته
وعن طريق وصولها إلى سوريا حدثتنا كاساندرا: “توجهتُ بالطائرة من بلجيكا إلى إسطنبول، ومنها إلى مدينة أورفا، وقد مكثنا في هذه المدينة على بعد ساعة أو ساعة ونصف من الحدود السورية، وفي الصباح دخلنا إلى سوريا، ومكثت في كري سبي/ تل أبيض، حتى انتقلت إلى مكان إقامة زوجي في الرقة”.
تملك كاساندرا الرهبة من القادم في أرض جديدة، لا تعي فيها شيئاً، وأكثر ما أرعبها ما كانت تشاهده أو تسمعه من زوجها عن داعش، فقد مكثت في مدينة الرقة أربع سنوات، حيث عمل زوجها في تفخيخ السيارات، ووصفت هذه السنوات بغلطة عمرها، التي مازالت تدفع ضريبتها حتى الآن.
وأردفت كاساندرا: “لقد عشت في ظل “داعش” أسيرة لا أستطيع المناقشة، أو الخروج إلى الشوارع، فقد كانت الحياة في ظل داعش صعبة، حيث كانت “الحِسبة” تلاحق الأهالي على أدق التفاصيل، كما كانت تقتل الأهالي بتهمة الكفر، وعليه لم يكن العيش بمعزلٍ عن الخوف ممكناً”.
بينت كاساندرا أنها حاولت الهرب إلا أن القوانين الصارمة، التي وضعتها داعش وقفت بينها وبين نجاح محاولاتها، فكل من يحاول الهروب يحاكم: “حاولت أن أهرب بعد شعوري بالخوف مما يجري إلا أنني لم أستطع بسبب القوانين الكثيرة، التي وضعها داعش، ومراقبة زوجي لي بعد أن عرف بنيتي للعودة إلى بلادي، ففي أول مرة يكتشفون هروبنا ينصحوننا، وثاني مرة يضعون عقوبات قاسية، أما ثالث محاولة فاشلة تعني القصاص”.
YPJ الأمل الأخير بالحرية
“طوق نجاة” هكذا، وصفته كاساندرا حملة تحرير الرقة، وعندما زف إليها الخبر شعرت بالسعادة بعد أن نشرت طائرات التحالف قصاصات ورقية للراغبين بالخروج من جناح المرتزقة قبل القصف، وقررت الهرب بجدية أكبر، إلا أن كاساندرا كانت تتكفل بثلاثة أطفال يتامى معها من حملت الجنسية السورية، ولم يسمح لها مرتزقة داعش بالهروب بهم؛ لأن داعش كانت ترى فيهم ما تسمى بـ “أشبال الخلافة”.
وقالت عن رحلة هروبها: “أخبرني زوجي أن قوات سوريا الديمقراطية تحيط بمدينة الرقة وشارفت على الوصول إلينا، ولم أستطع أن أخفي سعادتي بهذا الخبر، فقد كنت أريد الخلاص بأي طريقة، وهذه الحرب ستكون فرصة هروبي، وبعد موت زوجي زادت فرصة الهروب لدي”.
لم تفلح محاولاتها للهرب، فقد كانت المجموعة التي تخرجها إلى منطقة أمنة أخرى، تابعة لداعش من المتشددين، والمتعصبين لفكر داعش، وقد ذكروها بأن دولتها ستعتقلها، وربما تعدمها، بعد خروجها من داعش.
بعد إصابة كاساندرا بشظايا سحبت المجموعة الفرنسية الأطفال منها: “رموني في الشارع بعد أن أصبحت أعيق حركتهم، وقالوا ليس لي الحق بالهروب مع “أشبال الخلافة”، وتركوني لمصيري المجهول كما وصفوه الموت على يد الكفرة”.
وقد تواصلت كاساندرا مع عائلتها في بلجيكا إلا أن دولتها طالبتها بالخروج من تحت راية داعش، وتقول: “بلدي لم يستطع إخراجي، وإعادتي لأني كنت تحت يد داعش، وقد وعدوني أنهم سيعيدونني حالما أخرج من داعش”.
قررت كاساندرا تسليم نفسها بعد أن فقدت الأمل بالحرية من داعش، إلا أن كلام المرتزقة عن قوات سوريا الديمقراطية جعلها تبحث عن طريق آمن آخر، ولكن في آخر أيام حصار الرقة التقت كاساندرا بمقاتلات من وحدات حماية المرأة، وعندما رأتهن تبدد كل ما سمعته عنهن، وسلمت نفسها، لتنقل إلى الحجز ثم مخيم عين عيسى، وبعد انتهاء التحقيقات معها نقلت إلى مخيم روج بـ 2018: “لم يكن الأمر مرعباً كداعش، فأنا لا أشعر بالخوف، فوحدات حماية المرأة كانت أملي الأخير بالحرية”.
أول داعشية تخلع النقاب والحجاب في مخيم روج
يحوي مخيم روج قصصاً كثيرة لنساء انضمت لداعش، لكنهن تخلين عن فكره، وتأملن بحياة جديدة، وتعد كاساندرا أول امرأة تخلع النقاب والحجاب في المخيم، وقد شجعت الكثيرات على ذلك أيضاً، بالرغم مما يتعرضن له من مضايقات من قبل المتعصبات في المخيم.
وقد خلعت كاساندرا الحجاب بعد فترة قصيرة من دخولها المخيم، وهذا ما جعلها كافرة في نظر الأخريات، وتعود كاساندرا إلى الحجاب في الكثير من الفترات لأنها تتعرض للمضايقات: “إنني أعود للحجاب، وأرميه خوفاً منهن ما زلن يحملن فكر داعش داخل المخيم، ومن ترتد عنهن تصبح كافرة، ويمكنهن سرقة أي شيء منها، ولا يساعدنها أبداً”.
بعد سبعة أعوام ماتزال كاساندرا تنتظر دولتها لتعيدها، وتقول: “شعرت بالخوف، وفهمت ما قمت به، والغلط الذي ارتكبته لقد شاهدت الحرب والإرهاب، وبالرغم من التهديدات وتخويف الداعشيات لي، بأن العودة لبلدي تعد سجناً صعب الخروج منه، ولكني أؤمن ببلدي”.
وقد زار وفد بلجيكي المخيم كما أخبرتنا كاساندرا، إلا أن القوانين في بلجيكا تأخذ الأطفال من المخيم كونه بيئة غير مناسبة لهم، ولا يمكن أخذ الطفل دون أمه، وبالرغم من محاكمة بلدها لها خمس سنوات سجن إلا أن كاساندرا يجب أن تعود إلى بلدها حتى تتلقى الحكم، وترى أنها بقيت أكثر من مدة الحكم في سوريا.
وعلى الرغم من مطالب الإدارة الذاتية المتكرر بأخذ الدول لرعاياها ما زالت الدول تتقاعس عن تلبية نداء مواطنيها، حيث هناك 2213 امرأة، وطفلاً ضمن 734 عائلة، من الجنسيات الأجنبية في مخيم روج.
كما طالبت “كاساندرا بوداغ” في ختام حديثها بلدها: “أريد العودة لبلدي، وأعلم أنني سوف أحاكم وأسجن، ولكنني أريد العودة لحياتي الطبيعية من جديد، لقد ندمت على ما قدمت عليه منذ أول يوم دخلت فيه الرقة، ولكن من حقي فرصة لتصحيح هذا الخطأ”.
No Result
View All Result