سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ما أهمية إزالة حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب اليابانية؟

نیاز حامد برایم_

وباعتبارها دولة مهمة في المعادلة الدولية، فإن أي قرار تتخذه اليابان سيكون له تأثير؛ لأن العالم الآن لا يقاس ببعده الجغرافي، بل بنفوذه السياسي والعسكري والاقتصادي. تايلاند، على سبيل المثال، أصغر بكثير من الصين، لكنها تعتبر دولة مهمة في المعادلة العالمية جيوسياسياً واقتصادياً. هناك العديد من الأمثلة، لا أنوي ذکرها، لتجنب إطالة المقال. وفي يوم تأسيسه، أزالت اليابان حزب العمال الكردستاني، الذي يمثّل 70 مليون كردي، من قائمتها للإرهاب.
لماذا هذە العملية مهمة لنا؛ ببساطة اليابان إحدى أكبر سبعة اقتصادات في العالم، والمعروفة باسم مجموعة السبعة G7.
العلاقات الأمريكية اليابانية هي علاقات سياسية وعسكرية وأمنية، وفي إطار اتفاقية نشر القوات الأمريكية في اليابان الموقّعة في ديسمبر 1960، تهيمن الولايات المتحدة على السياسة الخارجية.
لدى اليابان ثلاثة أعداء تاريخيين: كوريا الشمالية والصين وروسيا، وجميعهم على خلاف مع الولايات المتحدة. وعندما أزالت اليابان حزب العمال الكردستاني من قائمتها للإرهاب، فلا شك في أن الولايات المتحدة وافقت على ذلك، أو على الأقل أعطته الضوء الأخضر. هذا يعني:
ـ عاقبت الولايات المتحدة تركيا؛ بسبب تصرفات أردوغان ضد الولايات المتحدة، ولا أريد الخوض في التفاصيل هنا.
ـ عمل اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة واليابان على الانتقام من هجوم حماس على إسرائيل، لأنه من المعروف أن إيران وتركيا كانتا وراء استخدام حماس في هجوم 7 أكتوبر.
هناك أسباب كثيرة تمنع الولايات المتحدة من اتخاذ خطوة مثل اليابان، وأهمها عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي.
– جانب آخر مهم من هذا القرار هو أن اليابان لا تأخذ في الاعتبار مصالحها مع تركيا، ويبدو أن اليابان أخذت في الاعتبار ردود أفعال تركيا على هذا القرار. وبعد التحقيق والمراجعة حول الربح والخسارة لتلك الخطوة، ارتأت بأن فائدتها أكثر من الضرر.
لليابان مصالح استراتيجية في الشرق الأوسط، وترى أن حزب العمال الكردستاني کيان مهم في المنطقة، لذلك تعتبر العلاقات مع حزب العمال الكردستاني أكثر أهمية من دولة عنصرية وفاشية مثل تركيا. وعندما ترفع حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب، فإنها تضع تركيا بشكلٍ غير مباشر على قائمة الدول الداعمة للإرهاب.
– هذا الإجراء الذي قامت به اليابان يثبت أن دبلوماسية حزب العمال الكردستاني، المعروفة بدبلوماسية الشعب، فعالة. لقد لعب الكرد في الشتات، وخاصةً في اليابان، دورًا رئيسيًا في المجتمع الياباني. عندما أنشأت جامعة طوكيو قسم اللغة الكردية قبل بضع سنوات، رأى أهمية الشعب الكردي ومغتربيه في اليابان. أثارت هذه الخطوة في حينها احتجاجات من قبل الحكومة التركية. كان اليابانيون يعرفون أن تركيا دولة فاشية وعنصرية، وكانوا ينظرون إلى نضال حزب العمال الكردستاني باعتباره نضالاً مشروعاً.
– نقطة أخرى، أن ميزة الشخصية اليابانية بشكلٍ عام منعزلة، ولا تختلط مع المجتمعات الأخرى بسرعة، هناك أسباب لهذه الميزة لا أريد الخوض فيها، لكن عندما ننظر إلى فيديوهات الكرد في البلاد، نری اندماجاً. ويمكن اعتبار ذلك نقطة إيجابية بالنسبة للمغتربين الكرد في اليابان. وسيؤثر هذا بعد ذلك على الأحزاب والمجموعات السياسية التي تشكل مجلس النواب والحكومة.
 قوانين اللجوء في اليابان صارمة للغاية، حيث يتم قبول أقل من 1% من إجمالي عدد اللاجئين كلاجئين رسميين في عام واحد. ولا يستثني الكرد من هذا الوضع، لكن على مستوى المجتمع هناك نوع من المودة والاحترام.
في آخر المطاف، أود أن أقول إن قرار اليابان مهم للكرد وحركتهم الثورية، والجهود والنضال التي بذلها الكرد في اليابان يجب أن تتكرر في أماكن أخرى، وخاصة في الولايات المتحدة وكندا.
– كتب أحد الأتراك: “اليابان رفعت حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب، والدولة في نوم عميق”! لقد وحد الفاشيون الأتراك العالم بهذا القرار. لذلك فهو إنجاز عظيم ومهم بالنسبة لنا نحن الكرد.