قامشلو/ سيدار رشيد ـ
تتميز المونة المنزلية بمذاقها الخاص، ولذتها وخلوها من المواد الحافظة، فهي مواد غذائية عضوية تماماً، والمونة السورية تتميز بتنوعها وغنائها بالفيتامينات، التي تعطي طاقة وقوة للإنسان.
المونة عادة متوارثة لدى القرويين، فعادة تجهيز المونة الشتوية تعدُّ من التراث السوري الفلكلوري، ولا تزال متوارثة لدى الكثيرين.
فبعض أنواع المونة كالمخلل، والمكدوس، والباذنجان والمربيات بأنواعها والألبان والأجبان، تعدّ من الوجبات الغذائية، التي انتشرت في أقاصي الأرض، فكل من هاجر حمل معه إلى بلاد الاغتراب هذه المأكولات، التي ترعرع عليها، لذلك أصبحت معروفة عالمياً.
البيت دون مونة لا قيمة له
وخلال زيارة صحيفتنا “روناهي” لإحدى الأمهات اللاتي يعملن على تجهيز المونة بأيديهن، واشتهرن بها، والتي تعد هذه العادة جزءاً أساسياً في حياتها: “ردة نصري سليمان“، من قرية “سنجق سعدون” التابعة لمقاطعة قامشلو، والبالغة من العمر (62) عاماً، حدثتنا عن حياتها منذ الطفولة: “لقد تربيت وترعرعت في القرية، فحياة القرى متعبة ولكنها ممتعة، على عكس حياة المدن الروتينية المملة”.
وحسب خبرتها في صناعة المونة المنزلية على مدى سنوات طويلة، أكدت أن لكل موسم مونته الخاصة، وإن البيت بلا مونة ليس له معنى ولا قيمة.
وبالإضافة لصنع المونة الغذائية لمنزلها، فإنها تعمل في الزبيب والعقود والبستيق: “لقد زرعنا الأشجار في أرضنا، وخاصة أشجار العنب، وصرت أحضر منها مونة منزلي، كالمربى، والزبيب، وفي هذا العام بدأت أنتج منها العقود والبستيق لعائلتي أيضاً”.
وأشارت ردة، إلى أن للفاكهة اهتمام خاص، حيث يتم طبخها وتحويلها إلى مربيات وعصائر وغيرها، وهي ليست بحاجة إلى موسم خاصّ لتحضيرها.
ونوهت: “أما العنب تحديداً، فله استخدامات عديدة، فبالإضافة لتحويله مربى وعصير، “البستيق والعقود” أيضاً”.
اكتفاء ذاتي
وعن كيفية إنتاج العقود والبستيق أوضحت: “يصنع البستيق من دبس العنب، والطحين والسكر، فإعدادهما متعب لكنه ممتع، فلا يوجد شيء بدون تعب”.
واختتمت الأم “ردة نصري سليمان” حديثها: “ففي ظل الوضع الاقتصادي الراهن، أعتمد على تحضير المونة كاكتفاء ذاتي لمتطلبات عائلتي من جهة، والاستفادة من طبيعة أرضنا الغنيّة بالخيرات من جهة أخرى، فتحضير المونة التي توارثناها من آبائنا وأجدادنا، لا تجعل الطعام وتحضيره متعة فقط، بل حافزاً لتقوية الروابط العائلية أيضاً”.