No Result
View All Result
المشاهدات 0
نوري سعيد_
مع بداية القرن الواحد والعشرين أصبح الحديث يدور من لُدن الإدارة الأمريكية حول الشرق الأوسط الجديد، وانتهاء صلاحية اتفاقية سايكس بيكو، التي عُدّت حسب تلك الإدارة سبباً في كل مشاكل المنطقة، وطبعاً كل مشروع جديد يحتاج إلى ترتيبات ومُقدمات قد تطول لسنوات، لهذا فإن هجوم حماس في السابع من تشرين الأول يمكن اعتباره بداية المشروع، لأن رد إسرائيل على عملية حماس تجاوز كافة التوقّعات والأعراف والقوانين الدوليّة، ولا يزال مستمراً حتى الآن وطال البنية التحتية لغزة والمشافي والمدارس ونزوح مئات آلاف الغزاويين من شمال القطاع إلى جنوبه، بعد أن قطعت إسرائيل عنهم كافة سُبل الحياة من ماء وطعام ووقود وحتى الدواء، وإذا استمرت الأمور على هذه الحال لن تقف الدول العربية مكتوفة الأيدي، وأيضاً الفصائل المسلحة حليفة حماس كحزب الله والحشد الشعبي والحوثيون، بمعنى انفجار المنطقة برمتها وقيام الحرب الإقليمية الكبرى، لأن نتنياهو يُهدد أي طرف يحاول مساعدة حماس.
نتنياهو ينذر الأطراف الأخرى بأن الرد سيكون عنيفاً ومدمّراً إذا حصل، وهو لا يخفي إمكانية لجوئه للسلاح النووي، إذا اقتضت الحاجة، والحرب إذا طالت قد تؤدي إلى مشاركة دول إسلامية غير عربية مثل تركيا وإيران وأفغانستان /كما يتضح في ظاهر التصريحات وردود الأفعال/، ويبدو أن الرشقات الصاروخية على إسرائيل من طرف حماس وكتائب القسام والناصر، أظهرت عجز تصدي القبة الحديدية لها، والتي كان يتباهى بها نتنياهو، ويردد بأن سماء إسرائيل عصيّة على الاختراق، أما بخصوص وجود البارجة الأمريكية جيرالد فورد في مياه المتوسط فهي من باب رفع العتب، كما يُقال، لأن نتنياهو هو من أخرج حلفاءه الأمريكيين والغربيين بسبب المجازر والخراب والدمار الذي ألحقه بغزة، والتي طالت المدنيين أكثر من أن تطال حماس، والأنكى من ذلك إن نتنياهو لا يُعير اهتماماً لأي طرف، فلقد صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي بخصوص هدنة الأيام الأربعة إن الهجوم الإسرائيلي سوف يستمر على غزة وسيكون أعنف، بعد إمضاء المهلة، وها هي تُشارف على انتهاء اليومين الإضافيين، وكما يبدو فإن إسرائيل تريد بسط سيطرتها الأمنية كاملة على القطاع، الأمر الذي ترفضه الدول العربية، لأن القطاع جزء من الكيان الفلسطيني، ويدخل في إطار حل الدولتين، الذي تطالب به تلك الدول كشرط لحل المسألة الفلسطينية، وهذا يعني بأن شروط إسرائيل تعجيزية ولا تريد إيقاف الحرب إلا بتدمير غزة مع إن نتنياهو يصرّح دوماً إن حربه هي ضد حماس، أما المعارضة الإسرائيلية بزعامة “مائير لابيد” فتبدو عاجزة عن لجم نتنياهو وإسقاط حكومته لهذا فهي مضطرة لمجاراته، وكما هو معروف فإن تاريخ حروب إسرائيل مليئة بالمجازر وما جرى في لبنان 1982من قبلها دليل على ما نقول، وهي تعتبر نفسها سيدة العالم متحديةً حتى أمريكا فعندما أيّد الرئيس الأمريكي بايدن احتجاجات المعارضة في إسرائيل ضد إصلاحات نتنياهو القضائية، رد نتنياهو (إسرائيل ليست النجمة 51 في العلم الأمريكي، وهي قادرة على حماية نفسها إذا تعرّضت لأي هجوم) وكذلك صرّح وزير خارجيتها إيلي كوهين (إن غوتيريس الأمين العام للأم المتحدة، لا يصلح لهذا المنصب) فقط لأنه قال (إن هجوم حماس على إسرائيل لم يأتِ من فراغ ) ونتنياهو حتى الآن يرفض حل الدولتين ومصر على مقولة (السلام من أجل السلام) أي بدون أي تغيير على الأرض، وعليه فإن المنطقة مُقبِلة على تغيرات كبيرة ومآسٍ، جراء مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي يُعدُّ “كلمة حق يُراد بها باطل” فهو يُنصف الأقليات الأثنية والطوائف والمذاهب في منطقة الشرق الأوسط، ولكن علينا أن نُدرك بأن أي مشروع لابد من أن يخدم مصالح الدول الكبرى بالدرجة الأولى، والشعوب تدفع الفواتير من دمائها الذكية التي تبدو رخيصة عند الحكّام.
No Result
View All Result