No Result
View All Result
المشاهدات 12
كوباني/ سلافا أحمد ـ
أشار ذوو المناضلة شيلان إلى أن “الشهيدة شيلان كوباني عثرت في فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان على إشارات الاستفهام، التي كانت تواجهها في حياتها، وتمكنت من خلالها أن تكون من أوائل النساء، اللواتي تمردن في وجه السلطات السورية، وقاومن طغيانها”.
ولدت الشهيدة شيلان كوباني، (ميساء باقي) عام ۱۹۷۱، في قرية “كور علي” الواقعة غربي مدينة كوباني بـ 18 كم، ضمن مجتمع عشائري تسوده قوانين صارمة، تجرد المرأة من حقوقها المشروعة.
شيلان كوباني هي الفتاة، التي كبرت وهي تحارب الذهنية الذكورية والسلطوية، التي ترى أن المرأة سلعة في المجتمع، شيلان فتاة ذات صفات جريئة، ورقيقة وذكية، بدأت نضالها في محاربة الذهنية السلطوية، وهي صغيرة، فبدأت أولى معاركها بمحاربة والدها، الذي منعها من إكمال درستها؛ لأنها فتاة “ولا يحق لها التعليم”.
فبدأت بعدها شيلان معركتها الكبرى بمحاربة السلطات المهيمنة والدكتاتورية، التي سعت ولاتزال تسعى لتصفية الوجود الكردي والقضاء عليه نهائياً، فضحت بحياتها في سبيل حرية كردستان، وحماية شعبها من الظلم والاضطهاد الممارس بحقهم من الأنظمة الرأسمالية.
منعطفات تاريخية في حياة المناضلة شيلان
نشأت المناضلة شيلان منذ نعومة أظفارها على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، حيث إنها تعرفت على حركة التحرر الكردستانية في التاسعة من عمرها، عام 1982 في مدنية حلب، وعليها بدأت ارتباطها بالحركة الآبوجية، لتصبح بعدها بنضالها وذكائها أحد أبرز القائدات النسائية في كردستان عامة.
وبدأت شيلان من ذاك العمر نضالها بالسير على نهج فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، لتبدأ أولى خطواتها في مسيرتها النضالية بتعليم نفسها لغتها الأم، وتعليمها بعدها لأخوتها ورفاقها في حيها وصفها، فشاركت في الفعاليات الثقافية للفرق الفنية في أعياد “النوروز”.
ثم اُعتقلت المناضلة شيلان مدة ثلاثة أيام، وهي في الحادية عشرة من عمرها، من استخبارات حكومة دمشق، نتيجة تلقيهم أخبار بأنها تجمع التبرعات للحزب من رفاقها في المدرسة. لكن؛ شيلان واصلت نضالها وإيمانها، وقاومت لإكمال نضالها، التي عاهدت عليها حتى تحرير كردستان، وضمانة حرية المرأة في المجتمع، فانخرطت بعدها في نضال حركة حرية كردستان في حلب في آب عام 1988، فالتحقت بأكاديمية الشهيد معصوم قورقماز في لبنان، وتلقت التدريب السياسي والعسكري فيها.
وفي عام 1987، في سياق إكمال مسيرتها النضالية، عاودت حكومة دمشق مرة أخرى عند عودتها إلى سوريا باعتقالها مدة شهرين، ثم رحلت إلى جبال كردستان عام 1991، فتولت مهمة القيادة هناك.
وفي عام 2003، ومع انعقاد مؤتمر حزب الاتحاد الديمقراطي في جبال كردستان انتخبت المناضلة شيلان لعضوية اللجنة المركزية، فأكملت شيلان مسيرتها في روج آفا، مشاركة في مختلف النشاطات، والفعاليات التنظيمية.
ثم اُغتيلت مع أربعة من رفاقها، وهم: زكريا، جوان، فؤاد، وجميل، في 29 تشرين الثاني عام 2004، بمؤامرة من الاستخبارات التركية، والعراقية، والسورية، أثناء قيامها بمهمة على الحدود العراقية – السورية، في الموصل.

نهج شيلان المستمر
ومع مصادفة الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد المناضلة شيلان كوباني ورفاقها الأربعة، أجرت صحيفتنا لقاءً خاصاً مع ذويها، الذين استذكروا مقاومتها ونضالها، وأشاروا إلى أن المناضلة شيلان ناضلت، وضحت بحياتها من أجل حرية كردستان، وحماية شعبها من الظلم والاضطهاد الممارس بحقهم من الأنظمة الرأسمالية والسلطوية.
وعليها أشارت والداتها “فاطمة حبش“: إن ابنتها شيلان منذ صغرها امتازت بشجاعتها وذكائها، بهذه الصفات كانت محل احترام وثقة في المجتمع: “المناضلة شيلان منذ نعومة أظفارها تحارب الذهنية السلطوية، حيث كانت أولى معاركها مع والدها الذي منعها من إكمال دراستها، وبعدها حاربت أنواع الاضطهاد من سلطات حكومة دمشق، وهي في مرحلة الدراسة، لأنها كانت تؤمن بفكر وفلسفة القائد العظيم عبد الله أوجلان من أجل تحرير شعبها من الظلم والاستبداد”.
وأكملت والدتها: “لقد عثرت ابنتي شيلان في فكر وفلسفة قائد عبد الله أوجلان على إشارات الاستفهام، التي كانت تواجهها في حياتها، وتمكنت بها أن تكون من أوائل النساء، اللواتي تمردن في وجه السلطات السورية، وقاومن طغيانها، فأصبحت بعدها بإرادتها الحرة فخراً للمرأة المناضلة في سبيل
القضاء على الذهنية السلطوية، التي همشت دور المرأة الريادي في المجتمع وجردتهنَّ من حقوقهنَّ المشروعة، حتى باتت المرأة المناضلة في تاريخ الشعب الكردي”.
وأكدت، بأن “المساعي التي كانت خلف الجريمة الشنيعة، التي طالت المناضلة شيلان ورفاقها لم تصل لمرادها، بل على العكس، بأن رفاق شيلان قضوا على المخططات، التي أرادت القضاء على إرادة المرأة الكردية الحرة، والمناضلة بشخصية شيلان، وخلق بدل ابنتي شيلان الآلاف من مناضلات، حملن اسمها، وأكملنَّ مسيرتها النضالية”.
ومن جانبها لفتت شقيقة المناضلة “هيفاء باقي“، إلى أن “لمقاومة الشهيدة شيلان أثراً كبيراً على نساء المنطقة، فتمكنت شيلان بنضالها ومقاومتها إيقاظ نساء العالم من كابوسهنَّ المرعب، الذي كنَّ يعيشنه بسبب الذهنية السلطوية الذكورية”.
وأشارت هيفاء إلى أن شيلان كسرت القيود والحواجز الاجتماعية، بمقاومتها الباسلة: “شيلان وهي صغيرة كانت تحارب عقلية المجتمع الدكتاتورية، التي جردت المرأة من حقوقها، وكسرت هذا القالب في العائلة بإصرار ومقاومة كبيرة”.
وفي ختام حديثها جددت هيفاء عهدها بالسير على خطا شقيقتها بالتشبث بفكر القائد عبد الله أوجلان، والنضال والمقاومة في سبيل حرية كردستان، وتحرير النسوة من قوقعة الذكورية الفاشية.
No Result
View All Result