سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

التثبت من المعلومات في الإسلام

محمد القادري_

أكد الإسلام على عدم الحكم بالظن على الأمور أو على الأشخاص، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
لأن هناك من الناس من وصفهم الله سبحانه وتعالى بالنمامين، وهم الذين ينقلون الأخبار، التي تؤدي إلى الفتنة والتباعد، والتباغض بين أفراد المجتمع، ونهى الله اتباع أخبارهم فقال: (وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافࣲ مَّهِینٍ هَمَّازࣲ مَّشَّاۤءِۭ بِنَمِیمࣲ) وينتقل النمام في تزييف الأخبار حتى يصل إلى صفة الواشي، الذي تصبح أخباره الكاذبة والملفقة سبباً في ظلم أشخاص أو جماعات، لذلك أكد الله سبحانه وتعالى على التثبت من الأخبار، وعدم اتباع الظن في الأحكام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا)  لذلك يجب التثبت من أي معلومة تصل المسؤولين والحكام والقائمين على الإدارات قبل اتخاذ القرار بحق من في مسؤوليتهم، وكم مر في التاريخ الإسلامي وتاريخ الخلافات، من ذهبوا ضحية الواشيين والنمامين واريقت  الدماء البريئة بسبب الكذب والافتراء.
لذلك أمر الله سبحانه وتعالى أن يكون المؤمن دائماً مع الإنسان الصادق فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)؛ لأن الصادق لا يمكن أن يأتي بأخبار ملفقة وكاذبة، وتبقى الأحكام عادلة لا ظلم فيها. وجرى ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين نوى أن يغزو قبيلة بني المصطلق، وذهب إليهم بجيشه، ولكن تبين في الطريق، أن الذي أتى بالخبر كان كاذباً وفاسقاً، حيث أن القبيلة بايعت رسول الله دون قتال ولم تكن تنوي الغدر برسول الله.