No Result
View All Result
المشاهدات 5
الحسكة/ محمد حمود –
لازال الشعر الشعبي في شمال وشرق سوريا، ينتقل من جيل إلى آخر، دون أن تتخلى عنه المجالس، وقد وجد طريقه في الفترة الأخيرة إلى المنتديات الأدبية. في هذا السياق حدثنا الشاعر مثنى العبود عن هذا الجانب من الأدب.
ينتشر لون خاص من الشعر الشعبي في شمال وشرق سوريا، والأجزاء الغربية من العراق منذ عشرات السنين؛ حيث أن المنطقة الجغرافية في البلدين بينها ارتباطات قبلية ولغوية عديدة؛ الأمر الذي أنتج شكلا موحدا من الأدب الشعبي بينهما.
مثنى العبود أحد شعراء الشعر الشعبي المعروفين في مدينة الحسكة؛ ولد ونشأ في العراق؛ ثم انتقل مع أسرته في عمر مبكر إلى سوريا، ليستقي من ضفتي هذا الأدب، ويبرز بين أقرانه من الشعراء.
مثنى حدثنا عن أنواع الشعر المنتشرة في شمال وشرق سوريا؛ متطرقا إلى أشهرها “العتابا”، موضحا أنها من أنواع “الزجل” أي الشعر الغنائي التراثي الشعبي المنتشر ولها مكانة مرموقة في الغناء الشعبي الفلسطيني واللبناني والشامي بشكل عام، وفي المنطقة الغربية للعراق أيضا.
وأضاف مثنى: “أول من نظم العتابا هي الشاعرة فطيم البشر الجبورية في الفترة ما بين 1776م – 1857م”.
أما “الأبوذية” فيقول عنها العبود: أنها نوع من الشعر العامي عند بعض أهل البادية في شبه الجزيرة العربية، وفي جنوب العراق ينتشر بكثرة، وعند عرب الأهواز”، منوها إلى أن “الأبوذية” كلمة مركبةٌ من “أبو” بمعنى صاحب و”ذِيَّة” مخففة من أذية، والمعنى: صاحب الأَذية، أي المُبتلى، وأشار: “قيل دُعي هذا النوع من الشعر بذلك لأنه يُنظم بعواطف متأثرةٍ، ولا سيما الغزل”.
و”الدارمي” هو النوع الثالث الذي تطرق له مثنى؛ حيث قال: “الدارمي قصيدةٌ في بيتٍ، إذ كل بيت منه بمثابة قصيدة كاملة لكونه تام المعنى، جزلَ الألفاظ، قويَّ السبك، يحمل بلاغة في المعنى وجمالاً في الصورة”.
أما “النايل” فهو مشابه للدارمي ومتقارب جداً معه نظما ومعنى، فيما النوع الخامس؛ هو “الزهيري”، وينتشر، كما يشير مثنى، في العراق وبالأخص مناطق الموصل والشرقاط وغرب العراق عامة، كما أنه يحمل اسم “المحمداوي” في جنوب العراق.
وعن نظمه قال مثنى العبود: إن “الزهيري” يتكون من سبعة أشطر؛ بحيث تكون الأشطر الثلاثة الأولى ذات قافية واحدة، فيما يسيطر الجناس على هذه القوافي، فيما الأشطر الثلاثة التالية فلها قافية مغايرة، بينما ينتهي الشطر السابع بالقافية الأولى وجناسها.
كما تطرق مثنى العبود إلى “الميمر” الذي يكتب بوزن بحر من بحور الشعر السريع، وينظم بأربعة أشطر؛ ثلاثة منها متحدة القافية، مختلفة المعنى، والرابع يختتم بقافية الراء الساكنة.
فيما تحتل “المولية” المنزلة الأولى في الأشعار الفراتية عامة، والعراقية خاصة؛ من حيث الأهمية والشهرة حيث يترنم بها الصغير والكبير، ويجد فيها الشاعر راحة في النظم وتكتب على البحر البسيط.
مثنى العبود؛ تطرق كذلك؛ إلى موهبته الشعرية؛ منوها إلى أنه عاش في بيئة اجتماعية وريفية بحتة، وكانت اللهجة الغربية هي التي تهيمن على الريف في نينوى وأقرب لهجة لها هي لهجة الريف في الحسكة والرقة ودير الزور، مؤكدا أن هذه اللهجة تمتاز بطواعية الشعر والأدب والفن بشكل عام، ولها خصوصية مهمة ومفهومة لدى الجميع.
وحول بدايات كتابته للشعر الشعبي؛ قال: “في بداية كتابتي للشعر لم أكن أُعلن أنني أكتب الشعر، ربما كان الخجل والحياء، وكنت أعلن فقط لأصدقائي، ثم بعد هذه الفترة أعلنت للجميع أنني أكتب الشعر، وكان تشجيع الأهل والأصدقاء من البداية هو المحفز الأكبر للاستمرار”.
أما عن اللغة، ودور الاكتساب من البيئة المحيطة؛ فأردف العبود: “استفدت كثيراً من المجالس، والمضايف، ومجالسة الكبار، وهم يتحدثون بشؤون القبيلة، ويتحدثون عن الوقائع التاريخية، التي كانت مليئة بالعبر، والشعر الرصين والهادف والحكيم، حيث كان يجتمع أهل القرية في مضيف والدي”.
وفي جوابه عمَّن أثر به من الشعراء الشعبيين؛ قال العبود: “تأثرت بالشاعر الكبير أحمد خلف الجبوري، فكنت أسمعه حين يقرأ الشعر، وكنت أعرض عليه كتاباتي منذ الصغر، وكان يشجعني على الاستمرار بكتابة الشعر، وينصحني أن تكون كتابتي بلهجة البيئة التي أعيش بها حتى يكون للشعر خصوصية”.
الشاعر مثنى العبود؛ تحدث، كذلك، عن منظوره للشعر الشعبي في شمال وشرق سوريا؛ بالقول: “الشعر الشعبي في المنطقة هنا موجود وبقوة أيضاً، وهناك شعراء متميزون ويجيدون ألوان الشعر الشعبي كلها، ويعدُّون من الأركان المهمة للشعر؛ لأن بعض أنواع الشعر مثل العتابة والمولية انطلقت من الفرات والخابور”.
No Result
View All Result