No Result
View All Result
المشاهدات 0
هيلين أيلول-
يصادف في 25 من تشرين الثاني، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة، ويعود تحديد هذا اليوم إلى كفاح الشقيقات ميرابال، فقد كانت باتريا، منيرفا وماريا تيريزا ناشطات سياسيّات في جمهورية الدومينيكان، وانتفضن على نظام وسياسات رئيس الجمهورية، رافائيل تروخيو وناضلن ضدّه، فخلال احتفالية أُقيمت في الـ ١٤ من حزيران، حاول رافائيل تروخيو التحرّش بمنيرفا، فدافعت الأخيرة عن نفسها وقامت بصفعه، وبعد هذه الحادثة، شكّلن بقيادة منيرفا التي كانت تدرس الحقوق منظمة “حركة 14 حزيران” التي يعود تاريخها إلى صفعة منيرفا لرافائيل تروخيو واتّخذن من الفراشة شعاراً للحركة.
بعد فترة، أمر رافائيل تروخيو باعتقال الشقيقات الثلاث وتعذيبهن وحرم منيرفا من شهادتها العلمية، ثمّ خرجت الشقيقات الثلاث من السجن، ليتعرضن للاغتيال على يد مسلّحي رافائيل تروخيو بشكل وحشي في 25 من تشرين الثاني عام 1960، لتمثّل هذه الحادثة نهاية نظام رافائيل تروخيو الذي اغتيل بعد ستة أشهر فقط من اغتيال الشقيقات ميرابال. وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ 17 من كانون الأول عام 1999 يوم مقتل الشقيقات الثلاث، يوماً عالمياً لمكافحة العنف ضدّ المرأة، إذ أنّ جميع الحكومات، المنظمات الدولية والإنسانيّة والخاصة بمكافحة العنف ضدّ المرأة وحماية حقوقها، مدعوّة للقيام بواجباتها وتولّي مسؤولياتها.
قبل 63 عاماً
اغتيلت الشقيقات ميرابال قبل 63 عاماً، ومنذ ذلك اليوم، يستمرّ كفاح المرأة في جميع مجالات الحياة، وقبل الشقيقات ميرابال وبعدهن أيضاً، كانت هناك العشرات من النساء اللواتي قاومن الدكتاتوريات، فمن جانيت آرك إلى فاطمة كارا، ومن كلارا زتكين إلى ليلى قاسم، روزا لوكسمبورغ، ساكينة جانسيز، أفين كوي، ليلى غام، جيان/روج/ بهارين، يسرى، ريحان، دلال آمد، رابرين آمد، ناكهان آكارسال، كولي سلمو، آرين ميركان، آفيستا خابور وغيرهن الآلاف من النساء الرياديات اللواتي ناضلن ضدّ الأنظمة بوعي وتنظيم، فتعرّضن للاغتيال على يد القوى الاحتلاليّة، ويظهر هذا لافتاً اليوم في شرق كردستان وإيران بعد مقتل جينا أميني والنساء اللواتي سرن على خطاها ونشرن شعار “Jin, Jiyan, Azadî” المرأة، الحياة، الحريّة في العالم بأسره، وتصبح النساء اللواتي يقاتلن على الجبهات الأمامية رمزاً لجميع النساء المقاومات وينرن دربنا ويعزّزن قوتنا النضاليّة ضدّ النظام.
ثورة روج آفا تنشر بذور نظام المرأة
تنشر ثورة روج آفا بذور تنظيم المرأة، إذ تنظّم نساء الشرق الأوسط والعالم اليوم أنفسهنّ وفقاً للنظام السائد في روج آفا، فنظام الرئاسة المشتركة يشكّل أساس نموذج المجتمع الحر والحياة الحرّة، وقد بدأ هذا النموذج من قبل نضال حركة التحرّر الكردستانية على أساس النظام التنظيمي، وأصبح يشكّل معياراً للحياة الحرّة التي تسودها المساواة، بوصفه تمثيلاً متساوياً.
إنّ تشكيل التنظيم الذاتي في جميع مجالات الحياة الاجتماعية، مثل المجالس، الكومينات، التعاونيات، المؤسسات الصحيّة أو التعليميّة أو الاقتصاديّة يعني ضمان الأمن، فالدفاع عن النفس أو الدفاع الذاتي لا يتعلّق بالكفاح المسلّح فقط، بل يتفرّع إلى جميع مجالات الحياة متمثّلاً بالتنظيم الاجتماعي كالهوية واللغة والحياة الآمنة، فعندما يتحدّث القائد عبد الله أوجلان عن قضايا مثل الأكاديمية، والمجلس، والمؤتمر والهيئة فإنّه يعتبرها في الوقت ذاته مراكز للدفاع الذاتي ويصفها بذلك.
النساء يبنين النظام الديمقراطي
تستمر الثورة التي خلقتها المرأة على أساس الدفاع الذاتي، وبالرغم من أنّ كل امرأة لديها القوّة للدفاع عن نفسها والحفاظ على حريتها ومنجزاتها، إلّا أنّ للمرأة جيش نسائي باسم وحدات حماية المرأة يضمّ آلاف النساء، ومن ناحية أخرى، يناضل مؤتمر ستار عبر الكومينات والمجالس وكافة التنظيمات التي أنشأها العرب والكرد والآشور، يناضل من أجل محو بقايا وآثار نظام البعث الذكوري والقمعي من الذاكرة، وتغيير سياسة الاضطهاد وتغيير حياة المضطهدين، وتشكّل النساء الأرمنيات، والتركمانيات والسريانيات آلية العدالة المشتركة.
وتملك النساء اللواتي تبنين النظام الديمقراطي الإرادة لاستخدام جميع الآليات لبناء نظام شامل يضمّ جميع مجالات الحياة كاللغة، والثقافة، والاقتصاد، والبيئة والقضاء، فالنساء ضمن هذا النظام هنّ أنشط المدافعات وأقواهن وأكثرهن تقدّماً.
ولتنخرط المرأة في جميع مجالات الحياة بقوتها التنظيمية، يجب أن تتحلّى بالإرادة وتخرج من دائرة عقليّة الهيمنة الذكورية، فالمرأة تنخرط في مجال السياسة الديمقراطية بقوة إرادتها ومعرفتها وتمثيلها وأفكارها، ويعتمد تمثيل المرأة ومشاركتها القائمة على المساواة، على التنظيم الذاتي للمرأة قبل كل شيء، ويعني ذلك أيضاً، ضرورة تمثيل الحركة النسائيّة في هذا المجال، لتصبح المرأة بهذه الطريقة الفاعلة الحقيقيّة في الحياة، ويُعدّ هذا بمثابة تحطيمٍ لسلاسل العبوديّة ضدّ النظام الذكوري في كلّ مكان.
من شرق كردستان إلى شمال أفريقيا
بعد اندلاع الثورة في روج آفا وشمال وشرق سوريا، أصبح أهالي المنطقة وخاصة المرأة ينظّمون أنفسهم وفقاً لهذا النظام لتتزين الحياة بهذه الطريقة بوعي وعاطفة وفكر المرأة، ويُنسج نسيج الحياة بخيوط أفكار المرأة وتنتشر، ويمنح نظام ثورة المرأة الذي جرى بناؤه في روج آفا وشمال وشرق سوريا الإلهام لجميع النساء المناضلات واللواتي يقدن الانتفاضة، وتتّحد عشرات الآلاف من النساء ضدّ كل جريمة قتل تطال المرأة، وينتفضن بصوت واحد على نظام الهيمنة الذكوريّة، وتُعدّ انتفاضة “Jin, Jiyan, Azadî” إحدى الانتفاضات التي خرجت فيها النساء من شرق كردستان إلى شمال أفريقيا إلى الساحات لينادين بصوتٍ واحد.
No Result
View All Result