No Result
View All Result
المشاهدات 2
جل آغا/ أمل محمد – سار على درب النضال واضعاً صوب عينيه الوصول للحرية والحقيقة، الشهيد “عصام عبد الله” الذي لم يكل، ولم يمل من نقل الصورة الحقيقية لما تتعرض له منطقته من انتهاكات وهجمات، غير آبهٍ بما سيعترض طريقه من صعاب فأكمل رسالته، التي عمل على إيصالها دوماً للعالم.
في سبيل نقل الصورة الحقيقية لما يجري في مناطقنا من سفك للدماء، وتهجير، وانتهاكات المحتل التركي، سار الشهيد الصحفي عصام عبد الله في دربِ لا يخلو من الخطورة، قلمه وآلة تصويره لم يُفارقاه البتة، رسالته واضحة، وهي أن يُبصر العالم ما يحدث في هذه البقعة الجغرافية، وكشف خبث وإرهاب تركيا، ثمانية أعوام من الكفاح والبحث عن الخبر والحقيقة، زُفَّ عصام شهيداً، ودماؤه الطاهرة بلَّت تراب أرضِ عشقها دوماً.
عامُ على الشهادة.. وعامُ على العز
مر عام على شهادة الصحفي والإعلامي عصام عبد الله، الذي كان يعمل مراسلاً لوكالة “هاوار”، واستشهد عصام حينما كان يقوم بمهامه في نقل الحقيقة عن هجمات المحتل التركي على المنطقة، وبصدد هذا التقت صحيفتنا “روناهي” بـفاطمة عبد الله، وهي والدة الشهيد عصام والتي حدثتنا: “كان نجلي شخصاً سموحاً متواضعاً يحترمه الكبير ويقدره الصغير، كان طفلاً وراشداً في آنِ معاً، مر عام على شهادته، عام طويل لكنه كأنه الأمس، رحيله كان مؤلماً وصعباً ولكن شهادته عز وفخر لنا”.
الشهيد عصام عبد الله من مواليد 1984 من قرية العابرة التابعة لناحية جل آغا، درس الحقوق وهو متخرج من معهد اللغات قسم اللغة العربية، كان شديد التعلق بالتاريخ والثقافة الكردية ودارساً لها، انضم لمجال الصحافة في عام 2013 وعمل في مؤسسات إعلامية عديدة في المنطقة.

شهيد الحرية والحقيقة
وأكملت والدته حديثها معبرة عن ولدها الشهيد: “عصام هو شهيد الحرية والحقيقة شهيد الوطن، الذي ضحى بدمائه لنقل معاناته، وطننا يستحق أن نقدم فلذات أكبدانا من أجله، كان متعلقاً بالقضية بشدة وبالأخص لأننا من عائلة وطنية، ورثنا عنها حب الوطن وحب الحرية”.
“خرج مسرعاً في تلك الليلة الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، بعدما تلقى مكالمة هاتفية عن استهداف محطة الكهرباء في “تقل بقل”، وعاد شهيداً بطلاً، كان على قدر عالٍ من المهنية والكفاءة متعلقاً بآلة تصويره، التي رافقته حتى يوم استشهاده” هكذا شرحت والدة الهيد عصام عن يوم استشهاده.
الشهيد عصام لم يتزوج، وحسب ذويه فإنه ندر حياته لإظهار الحقيقة، وكان عمله ومهنته من أولى اهتماماته.
صديق وزميل المهنة
وفي السياق ذاته حدثنا صديق وزميل عصام الصحفي ريناس رمو: “تعرفت على عصام عام 2015 ولم نفترق منذ ذلك الوقت، حتى الشهادة لم تفرقنا، أزور ضريحه دوماً، كان شخصاً محباً لمهنته وتعلمنا منه الكثير، لم يتردد يوماً أن يقدم لنا يد العون”.
وتابع: “كان شغوفاً لتطوير الإعلام ويعمل لأوقات طويلة وعلى مدار ساعات، وترك بصمة خالدة في المجال”.
وأكد ريناس رمو أن الغارة، التي شنها المحتل التركي والتي أدت إلى استشهاد مواطنين، ومن بينهم عصام هي جريمة نكراء: “كان مدركاً في ليلتها خطورة الوضع ولكن لم يتردد، هكذا كان دائماً يعد أن إظهار الحقيقة ونقل الصورة هما كل شيء”.
كما وعاهد ريناس رمو صديق وزميل الصحفي عصام عبد الله بأنهم سيواصلون درب النضال للوصول للحرية ونقل الحقيقة: “استشهد عدد من رفاقنا أثناء قيامهم بمهامهم، وفي ذكرى استشهاد عصام نجدد عهدنا بأننا سنكمل مسيرتهم مهما كان الثمن، وستبقى آلات التصوير والأقلام سلاحنا حتى تصل الحقيقة واضحة بدون أي تضليل للعالم بأسره”.
والجدير بالذكر بتاريخ 19 من تشرين الثاني من عام 2022 استهدف المحتل التركي محطة الكهرباء في “تقل بقل” التابعة لديرك، وبعد تجمع الأهالي لإسعاف الجرحى شن المحتل غارة أخرى راح ضحيتها 11 مواطناً ومن بينهم الصحفي عصام عبد الله، الذي كان على رأس عمله ينقل الأحداث.
No Result
View All Result