No Result
View All Result
المشاهدات 0
محمد سعيد_
لم ينتهِ الفلاحون من تسويق محصول القطن، الذي يعاني من نقص الإنتاج وكساد هذا الإنتاج على الرغم من انخفاضه، وضعف التسويق وهبوط سعره، وتراكم الديون وتأخر سدادها، وبدأ موسم زراعة المحاصيل كالقمح والشعير وترافق ذلك مع ارتفاع تكاليف التحضير للزراعة، كارتفاع أسعار الفلاحات المختلفة وارتفاع أجور اليد العاملة والمحروقات وارتفاع أسعار البذار، وكل ذلك يُثقل كاهل غالبية الفلاحين (الصغار) مع ارتفاع تكاليف المعيشة غير المعقول….
إن واقع الزراعة أصبح أكثر سوءاً في المواسم القليلة الماضية، بسبب تدني الدعم وارتفاع أسعار المحروقات والاعتماد على الزراعات البعلية، التي تعتمد بشكلٍ أساسي على الهطول المطري، ومعدله الذي انخفض كثيراً في المواسم الثلاث الأخيرة، وعدم وجود القدرة المالية الكافية لتشغيل أكثر المشاريع الزراعية، الأمر الذي زاد من مساحة الأراضي البعلية، مما أثّر بشكلٍ كبير على واقع الفلاح الاقتصادي الذي ازداد سوءاً، وما زاد الطينة بلّة في هذا الواقع الزراعي المتدهور، هو عدم مراقبة أنواع البذور، إذ أن السوق أصبح يحتوي على مختلف أصناف البذار، والتي تكون في غالبيتها ذات جودة رديئة، مما يؤثر بشكلٍ كبير في الغلة الإنتاجية التي غالباً ما كانت منخفضة في الموسم الحالي، حيث عانى معظم مزارعي القطن من تدني نوعية بذار القطن، حيث كانت الأصناف منخفضة الإنتاجية، والتي قابلها ارتفاع تكاليف الخدمة لهذا المحصول، مما أدى إلى خسائر لدى الكثير من مزارعي هذا المحصول.
وكذلك استغلال التجار للمزارعين وبخسهم لسعر المادة، وإلى الآن توجد أعداد من المزارعين لم يتمكنوا من تصريف محاصيلهم، وبالتالي عدم القدرة على البدء في تجهيز التربة ومستلزمات الزراعة للموسم الشتوي، مما قد يُنذر ببقاء مساحات من الأراضي الزراعية في هذا الموسم بدون زراعة، وربما في حال هطول الأمطار بشكلٍ جيد ستُزرع مساحات منها بالنباتات العطرية، وهذا سيؤثر بشكلٍ واضح على الكميات اللازمة للسوق المحلي من المحاصيل الاستراتيجية، والتي ستُثقل كاهل المجتمع أكثر، وتزيد من تدهور الحالة المعيشية، لذا يجب دعم الفلاحين خلال هذا الموسم بمختلف أنواع الدعم لكي لا نساعدهم على هجرة أراضيهم الزراعية، والتي ستؤثر على الغلة الإنتاجية اللازمة، لرفد السوق المحلي بالمحاصيل الاستراتيجية.
No Result
View All Result