سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إعادة تأهيل البنية التحتية والإدارية في دير الزور بعد مؤتمر تعزيز الأمن

الرقة/ حسين علي –

عقب انتهاء مؤتمر تعزيز الأمن بدير الزور، لوحظ تقدم كبير في إعادة تأهيل البنية التحتية والإدارية في المنطقة.
 دير الزور هي إحدى أهم مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وقد تعرضت لدمار جسيم جراء الفتنة، التي حاولت اصطناعها أطراف إقليمية، لكن التكاتف والوعي العشائري في دير الزور حال دون تحقيق مآرب الفتنة، ويعد المؤتمر، الذي أقيم في المدينة من أهم الفعاليات، التي تعمل على تعزيز جهود إعادة الإعمار، وإعادة التأهيل والتغيير في الهيكليات الإدارية والخدمية، وفي أسس تكنوقراطية، واعتماد المثقفين والأكاديميين في المرحلة الجارية.
تأهيل البنية التحتية
وتعمل الإدارة المدنية الديمقراطية في دير الزور بالتركيز على إعادة بناء البنية التحتية المخربة في القرى المتضررة، فتمت إعادة تأهيل الطرق والجسور المدمرة؛ ما سهل تنقل السكان، وإيصال السلع، وتعزيز التجارة والتنمية الاقتصادية في المنطقة، وأعيد أيضاً بناء الشبكة الكهربائية، وسويت مشاكل المياه والصرف الصحي؛ ما أدى إلى تحسين الواقع الخدمي للسكان المحليين، إضافة لذلك لجوء الإدارة المحلية في دير الزور إلى تشكيل هيئات إدارية جديدة، وتعيين مسؤولين محليين من المثقفين؛ لإدارة شؤون اللجان والمجالس، واعتماد أساس التكنوقراط في ذلك، لتعزيز الحوكمة المحلية، وتمكين السكان من المشاركة في صنع القرار، وإدارة شؤونهم المحلية، كما وتم العمل على وضع خطة لتنظيم العديد من الدورات والتدريبات لتطوير مهارات الموظفين من إداريين ومسؤولين، وتعزيز كفاءتهم في العمل الإداري، وفي ذلك أفصحت نائبة الرئاسة المشتركة في الإدارة المدنية الديمقراطية في دير الزور” شهناز الهفل“، لصحيفتنا: “اعتمدنا في هيكلة اللجان ومؤسسات الإدارة المدنية الديمقراطية على أساس التكنوقراط، وإعطاء المثقفين والمثقفات الدور الفاعل في الإدارة، والعمل ضمن المؤسسات”.

دور المشاريع الإنتاجية في التنمية
ومن أجل تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل، وضع خطة لدعم مشاريع التنمية الاقتصادية في دير الزور، وتم تقديم التمويل والدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الزراعية، والصناعية، وهذه المشاريع لعبت دورًا هامًا في إحداث تحسينات اقتصادية، وتوفير فرص عمل للسكان المحليين، وبالتالي تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، وفي ذلك أضافت شهناز: “تنفيذاً لمخرجات مؤتمر تعزيز الأمن، سيفتتح فرن الجنينة، ليدخل حيز الخدمة في ريف دير الزور الغربي بقدرة انتاجية 1650كغ”.
الجهود المبذولة لتأهيل البنى التحتية في دير الزور
 وعلاوة على ذلك، تم توجيه الجهود نحو إعادة ترميم المدارس والمستشفيات المتضررة، والمرافق العامة الأخرى في دير الزور، وذلك بهدف توفير الخدمات الأساسية للسكان وتحسين البنية التحتية الاجتماعية في المنطقة، كما تم تعزيز القطاع الصحي من خلال توفير المعدات الطبية، وتدريب الكوادر الطبية من خلال دورات أكاديمية يجري العمل على وضع خطة لتنفيذها، ودعم جهود إعادة التأهيل في دير الزور.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه إعادة تأهيل دير الزور، تشمل هذه التحديات الأمنية، والاقتصادية والسياسية. فيجب توفير الأمن والاستقرار المستدامين لضمان استمرارية جهود الإعمار، والترميم والتأهيل، وكما يتطلب التحدي الاقتصادي تعزيز الاستثمارات وتوفير فرص العمل للسكان المحليين، ودعم القطاع الزراعي بالمحروقات المطلوبة، وعلى الصعيد السياسي، يجب تعزيز الحوار والتفاهم بين الجميع لضمان تنفيذ حلول شاملة ومستدامة.
 واختتمت نائبة الرئاسة المشتركة في الإدارة المدنية الديمقراطية في دير الزور” شهناز الهفل”: “إعادة تأهيل البنية التحتية والإدارية في دير الزور بعد المؤتمر شهدت تقدمًا ملحوظًا، وتم تحقيق تحسينات كبيرة في البنية التحتية والخدمات العامة، والعمل جارٍ على استكمال ما تبقى؛ ما أدى إلى تحسين معيشة السكان المحليين، رغم المحاولات البائسة لعرقلة التغيير وخلق فتنة، ومع ذلك، لا يزال هناك عمل يجب القيام به لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الشامل في المنطقة”.
وتجدر الإشارة إلى أن التعاون بين الإدارة المدنية الديمقراطية، والمجتمع المحلي، والمنظمات غير الحكومية، لتحقيق أهداف الإعمار والتنمية في دير الزور مستمر، وهناك تجاوب وتقدم ملحوظ وسيتم الوقوف على السلبيات من خلال التعاون بين الإدارات، التي تعتمد في تشكيلها على الشخصيات المثقفة والتكنوقراطية؛ لمنح مشاركة حقيقية لأهالي دير الزور في مشروع الإدارة الذاتية.