سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مهرجان تل أبيض الرابع.. إبراز للثقافة والتاريخ الحضاري ومقاومة المحتل وكسر مخططاته

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

انطلقت فعاليات مهرجان تل أبيض للثقافة والتراث الرابع تحت شعار “إحياء التراث هو ارتباط بالوطن” بمشاركة شعبية واسعة، فيما أكد مشاركون على أن التمسك بالتراث والأصالة هو جزء لا يتجزأ من المقاومة والنضال.
وبدأت انطلاقة مهرجان تل أبيض للثقافة والتراث في نسخته الأولى في شهر تموز من عام 2018، ثم أقيم المهرجان (الثاني) في عام ٢٠١٩ أي قبل الاحتلال بأشهر، وبعد احتلال المقاطعة آثرت لجنة الثقافة والفن بمقاطعة تل أبيض/ كري سبي إعادة إحيائه في عام ٢٠٢٢ (مهرجان تل أبيض للثقافة والتراث الثالث) وليستمر المهرجان بنسخته الرابعة وينطلق في الثاني  من شهر تشرين الأول الجاري، وعلى مدى يومين، تأكيداً على التمسك بالتراث والثقافة وهوية الشعوب السورية الأصيلة، وإصراراً على مقاومة الاحتلال، والتمسك بخيار المقاومة، والتصدي والعودة الحتمية بعد دحره.
انطلاق المهرجان تحدٍ للمحتل
وافتتحت فعاليات المهرجان بكلمة الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة تل أبيض/ كري سبي فضيلة محمد، بدأتها بالتأكيد على أهمية التمسك بالتراث الثقافي والحضاري للشعوب السورية الأصيلة، ومباركة الإصرار على إحياء التراث الأصيل، وإبراز الهوية الثقافية لشعوب المنطقة من خلال الاستمرار بإطلاق مهرجان تل أبيض للثقافة والتراث بالرغم من سياسة العدوان، وتعمد ضرب الاستقرار والأمان في المنطقة من خلال تكرار الهجمات العدوانية للدولة التركية على مقاطعة كري سبي وناحية عين عيسى وأريافها.
ولفتت “فضيلة ” إلى أهمية معرفة الجيل الحالي بتراث الآباء والأجداد من خلال الفعاليات الثقافية والتراثية، ومجابهة الحرب الخاصة، التي تستهدفهم، وتجرهم نحو الهاوية من خلال انزلاقهم نحو تقمص العادات والتقاليد الدخيلة، ونشر سلبيات المجتمعات والثقافات الدخيلة، ونشر المخدرات، وغيرها، مطالبة، أفراد وشرائح المجتمع بالتدخل لإيقاف تأثيراتها، وتسلحهم بالوعي والعلم لمجابهة ذلك.
تلا ذلك كلمة للمتحدثة باسم هيئة الثقافة والفن بإقليم الفرات رودين يوسف، باركت افتتاح المهرجان “التراثي الثقافي” مثمنة الجهود المبذولة لإنجاحه، ومطالبة الشعوب السورية بالإصرار على إبراز ثقافتها، وتراثها في ظل محاولات المحتلين، صهر هوية الشعوب في بوتقتها لإفقادهم ثقتهم بها، لتدمير الأجيال وفرض خيوط الهيمنة”.

 

 

 

 

 

 

 

محطات تراثية
وتخلل المهرجان عروضاً تراثية وثقافية وفلكلورية من ضمنها عروض الخيل الأصيل، والفرق الفلكلورية (فرقة الرقة للفنون الشعبية) وفرقة كوباني التابعة لمركز باقي خدو للثقافة والتراث، والدحة البدوية.
كما واستعرضت النساء أدوات تراثية عدة، من بينها طحن الحبوب يدوياً بالرحى، وصناعة خبز الصاج، وصور من الحياة اليومية والمعيشية للآباء والأجداد، وكيفية تأمين المياه من خلال الآبار، وصناعة البسط من خلال النول اليدوي التقليدي البسيط، فيما تخللها تقديم مقتطفات من التراث الغنائي الكردي.
نستمر…. لإبراز ثقافتنا وتراثنا…!
وعلى هامش المهرجان أجرت صحيفتنا لقاءات مع بعض المشاركين، يقول الشاب أنور الحمد: “جئنا هنا الى مكان المهرجان لنرسل رسالة إلى العالم بأننا بالرغم ما مر علينا من صعاب خلال السنوات الماضية، وكوننا هجرنا من بيوتنا وقرانا، ولا نزال متمسكين بجذورنا، وعاداتنا، وتقاليدنا لأننا بها نستمر، وكما يُقال من لا ماضي له لا حاضر له”، لذلك يجب أن يشاهد، ويتذكر أبناؤنا والجيل الناشئ ما نقوم به من هذه العروض التراثية، التي تستحضر ماضي الآباء والأجداد ليتمسك بها الجيل، وتكون لبنة جديدة تغني الموروث الأصيل، وتزيده فخراً بأسلافه”.
فيما يؤكد المواطن المهجر أحمد الخميس، مشاركته بلباسه التراثي البدوي على أن لباسه يشكل تاريخاً عريقاً “أن اللباس البدوي مر بمراحل عدة حتى وصل إلى هذه الصورة، التي نراها الآن، ويعبر عن ثقافتنا البدوية العريقة، ونحن متمسكون بها، كما تمسك بها أسلافنا من قبل”.
وختاما أشار “الخميس” إلى أهمية مواصلة تنظيم الفعاليات الثقافية والتراثية والفلكلورية، وإبرازها في ظل الظروف الحالية العاصفة، التي تريد النيل من الهوية والثقافة الحضارية للشعوب السورية مشدداً على ضرورة مقاومتها.
أحمد الخميس
أنور الحمد